وزير الطاقة اللبناني يعدد لـ"العين الإخبارية" منافع ترسيم الحدود البحرية
وصف وزير الطاقة والمياه اللبناني، وليد فياض، نجاح لبنان في توقيع ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، بأنه "فارقة تاريخية" لبلاده وللمنطقة بأكملها.
الوزير وليد فياض التقته "العين الإخبارية"، على هامش فعاليات القمة العربية المنعقدة في الجزائر، وتحدث باستفاضة عن منافع ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، حيث شدد على أن الاتفاقية ستعود بتكريس الأمن في المنطقة، ويتبعها استقرار اقتصادي بلبنان، وهو ما سيشكل عنوانا لمرحلة جديدة للالتزام الدولي.
وأكد أن ذلك سوف يساعد عددا من الشركات على رأسها "توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية للتنقيب في المنطقة المعروفة بـ"بلوك 9" وحقل قانا، مع التشديد على عدم التنازل عن أي حصة عائدة للدولة اللبنانية من إنتاج هذا الحقل، يقول الوزير.
فياض أشاد بالإنجاز اللبناني في مفاوضات الترسيم، المتمثل بتحقيق مطالبات لبنان؛ وأكثر من ذلك بالوصول للخط 23، وما يعود من حقل قانا من جنوب الخط أو شماله، لافتا إلى أن بلاده تعول عليه حتى يعود الاستثمار إلى مرحلة الاستقرار الاقتصادي.
ولفت إلى أن الاتفاق وضع لبنان على خريطة الإنتاج النفطي، في منطقة الشرق الأوسط، وذلك ليسهم في أمرين: أولاً، تنمية ذاته اقتصادياً وإكفاء حاجته من الغاز في السنوات المقبلة، لأغراض الطاقة والصناعة، والمساهمة الاقتصادية عبر تصدير الغاز وكل الاستثمارات المناطة بهذا الموضوع.
مواجهة أزمة الكهرباء
وحول أزمة الكهرباء، يقول الوزير اللبناني إن وزارته شرعت في الإصلاح بالقطاع من خلال عدة خطوات أهمها زيادة التعريفة والأسعار لتغطية تكلفة استيراد "الفيول" بالتوازي مع الإصلاحات الأخرى وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية.
ويحتاج لبنان إلى نحو 3 آلاف ميغاواط من الكهرباء تقريبًا، وانحصر إنتاجه مؤخرًا بالمحطات الكهرومائية، التي تصل قدرتها الإنتاجية إلى نحو 100 ميغاواط، مع تراجع المحطات العاملة بالوقود التي تقتصر إمداداتها على الوقود الذي يزوّدها به الاتفاق مع الحكومة العراقية.
وأشار إلى أن وزارته تعمل على الاعتماد على الطاقة المتجددة بالإضافة إلى تقديم مشاريع قوانين أمام مجلس النواب أهمها " الطاقة المتجددة الموزعة" لتطوير الطاقة في البلاد.
وأوضح أنه في حال استطاعة بلاده توفير "الفيول" من دول الخليج أو الجزائر مع شروط دفع مسهلة سوف يساعد ذلك في تقديم الكهرباء عبر محطات كهرباء لبنان بأسعار أقل بكثير من المولدات الخاصة، والتي تكلف حوالي 50 سنتاً في الساعة تقريبا.
علاقات لبنان بدول الخليج
وحول العلاقات اللبنانية الإماراتية وبقية دول الخليج العربي، أكد فياض أنها تعتمد على الأخوة والصداقة، وانتقال أبناء بلاده للمشاركة بالأعمال في تلك الدول.
وزير الطاقة والمياه اللبناني أعرب عن أمله في عودة العلاقات بشكل أكبر لما كانت عليه، والتعاون في مجال النفط والغاز بشكل عام.
وحول الأزمة العالمية وارتفاع أسعار الطاقة وظلالها على القمة العربية، يقول فياض في حواره مع " العين الإخبارية" إن أمن الطاقة شكل تهديدا إقليميا ودوليا.
وتمنى فياض أن تستغل الدول العربية قمة الجزائر خاصة أنها تمتلك كافة أنواع الطاقات بكثافة بتأمين جميع الاحتياجات لدول المنطقة والمستوى الدولي، بما يؤمن العبور بالعالم إلى مرحلة الخلو من الأزمات الأمنية.
وطالب بتحقيق الأمن الطاقة واعتماد الطاقة النظيفة خاصة في ظل الحروب الدولية والتهديدات المتتالية، لافتا إلى أن التعاون بين الدول العربية سيعمل على تأمين الأمن الطاقوي، خاصة لأن دول الخليج والجزائر تمتلك الكثير من النفط والغاز.
وتابع قائلا إنه بالإمكان الاستفادة من الطاقة المتجددة الشمسية والرياح والعمل على الربط الكهربائي، سواء بين الدول المحاذية، أو التي تعبر البحار، وهو أمر يأخذ أهمية وبعدا أكبر في انتقال الطاقة بين البلدان العربية.
وعن وصوله مع وفد رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إلى القمة العربية في الجزائر، أوضح فياض أنه عمل لتعزيز التعاون والدعم الجزائري للشعب اللبناني وتسهيل مد بلاده بـ" الفيول" بشروط دفع مسهلة خاصة لخفض المعاناة من أزمة مالية في الوقت الحالي.
وشدد على أنه يعمل على إعادة إحياء علاقة التعاون مع الجزائر في مجال النفط والغاز خلال لقائه نظيره محمد عرقاب، الذي أبدى في وقت سابق استعداد بلاده للمساعدة بحلّ أزمة الطاقة في لبنان.
aXA6IDE4LjIxOS4yMDkuMTQ0IA==
جزيرة ام اند امز