بـ7 سفراء و12 لقبا.. هل تحتفظ المنتخبات العربية بكأس الأمم الأفريقية؟
تدخل المنتخبات العربية النسخة الـ33 من بطولة كأس الأمم الأفريقية بطموحات وأحلام كبيرة، ترسم طريقها نحو المنافسة على التتويج بلقب جديد.
وتستضيف الكاميرون بداية من "الأحد" بطولة كأس أمم أفريقيا 2022، التي تقام في الفترة من 9 يناير/ كانون الثاني الحالي وحتى 6 فبراير/ شباط المقبل، في 6 مدن.
وحصدت المنتخبات العربية 12 لقبا في 32 نسخة سابقة من البطولة، التي انطلقت نسختها الأولى بالسودان عام 1957، آخرها كان من نصيب منتخب الجزائر الذي توج بالنسخة الأخيرة التي استضافتها مصر في 2019.
وتطمح الكرة العربية للاحتفاظ باللقب للمرة الثانية على التوالي، غير أن المهمة لن تكون سهلة في ظل وجود منافسة شرسة من منتخبات قوية بالبطولة، بحجم الكاميرون صاحب الأرض والسنغال وكوت ديفوار وغانا ونيجيريا.
كأس أمم أفريقيا 2022.. ظهور قياسي للمنتخبات العربية
تشهد كأس أمم أفريقيا 2022 ظهورا قياسيا للكرة العربية، بمشاركة 7 من أصل 9 منتخبات عربية شاركت في التصفيات المؤهلة للمسابقة.
ويعد هذا هو أكبر عدد من المنتخبات العربية يشارك في نسخة واحدة من كأس الأمم الأفريقية على مر تاريخها.
ويلاحظ أن كل المنتخبات العربية الخمسة التي سبق لها الفوز بكأس الأمم الأفريقية تشارك في النسخة المقبلة، مما يعزز الآمال في ارتقاء أحدها منصة التتويج من جديد.
منتخب الجزائر.. بطل لا يقهر
يأتي منتخب الجزائر، حامل لقب كأس الأمم الأفريقية 2019، في طليعة المنتخبات العربية المرشحة للفوز بنسخة 2022 من البطولة، عطفا على النتائج المذهلة التي حققها في الفترة الأخيرة بقياده مدربه الوطني جمال بلماضي، الذي قاد "محاربي الصحراء" للفوز بالنسخة الأخيرة.
ويضم منتخب الجزائر كوكبة من النجوم المحترفين بالملاعب الأوروبية، في مقدمتهم رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، وإسماعيل بن ناصر لاعب ميلان الإيطالي، وآدم وناس لاعب نابولي الإيطالي، والمخضرم سفيان فيغولي، لاعب جالطة سراي التركي.
ويتطلع منتخب الجزائر لتحطيم الرقم القياسي العالمي كأكثر المنتخبات تجنبا للخسارة في مباريات متتالية، والذي يحمله المنتخب الإيطالي حاليا، حيث حافظ "الخضر" على سجلهم خاليا من الهزائم في 34 لقاء حتى الآن، ليبتعدوا بـ3 مباريات فقط عن معادلة رقم الآزوري، الفائز بكأس أمم أوروبا (يورو 2020) الصيف الماضي.
وبدأت سلسلة "اللاهزيمة" للمنتخب الجزائري، الذي يشارك للمرة الـ19 في كأس أمم أفريقيا، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، حينما تغلب 4-1 على توجو، لتتواصل نتائجه الإيجابية في مختلف المسابقات، والتي كان آخرها فوزه 3-صفر على نظيره الغاني وديا الأربعاء الماضي، استعدادا للبطولة.
ويأمل منتخب الجزائر، الذي يتواجد بالمركز الـ29 عالميا والثالث أفريقيا، وفقا للتصنيف العالمي الأخير للمنتخبات، الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الشهر الماضي، في التتويج بالبطولة للمرة الثالثة في تاريخه، حيث سبق له الفوز أيضا باللقب عندما استضاف المسابقة على ملاعبه عام 1990.
ويلعب منتخب الجزائر في المجموعة الخامسة بمرحلة المجموعات للبطولة، برفقة منتخب كوت ديفوار المتوج باللقب عامي 1992 و2015، ومنتخبي غينيا الاستوائية، وسيراليون.
منتخب مصر.. البطل التاريخي
يعتبر المنتخب المصري ضمن المرشحين للفوز بكأس أمم أفريقيا 2022، حيث يحمل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة، برصيد 7 ألقاب.
ويعول "أحفاد الفراعنة" كثيرا على نجمهم محمد صلاح، هداف فريق ليفربول الإنجليزي، الذي تواجد مؤخرا ضمن القائمة النهائية المرشحة للحصول على جائزة "ذا بيست" لأفضل لاعب في العالم لعام 2021، المقدمة من الفيفا، برفقة الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي والهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي.
ويطمح صلاح، الذي يقدم أداء استثنائيا مع ليفربول هذا الموسم قاده لتصدر جدول ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي برصيد 16 هدفا بفارق 6 أهداف أمام أقرب ملاحقيه، إلى مواصلة تألقه مع منتخب مصر، بعدما سبق أن قاده للوصول لكأس العالم 2018 في روسيا، بعد غياب 28 عاما، وللمباراة النهائية بأمم أفريقيا 2017 بالجابون.
ويرغب منتخب مصر، الذي يقوده المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، في إعادة البسمة مجددا إلى وجوه جماهيره، بعد خيبة الأمل التي لحقت بها عقب خروجه المبكر من النسخة الماضية للمسابقة التي استضافها على أرضه، بالخسارة صفر-1 أمام جنوب أفريقيا بدور الـ16.
وحصل المنتخب المصري، الذي يحمل الرقم القياسي أيضا كأكثر المنتخبات ظهورا في تاريخ أمم أفريقيا برصيد 25 مشاركة، على قوة دفع لا بأس بها، بعدما تأهل للمرحلة النهائية للتصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022.
ويلعب منتخب مصر في كأس أمم أفريقيا 2022 في المجموعة الرابعة برفقة منتخبات نيجيريا والسودان وغينيا بيساو.
منتخب تونس.. ظهور قياسي
أما المنتخب التونسي، بقيادة مدربه الوطني منذر الكبير، فيسعى لاستعادة لقب كأس الأمم الأفريقية الغائب عن خزائنه منذ 18 عاما، بعدما توج بلقبه الوحيد في البطولة عندما استضافها عام 2004.
وطمأن منتخب "نسور قرطاج" عشاقه قبل مشاركته في المحفل الأفريقي، بعد مردوده الإيجابي في بطولة كأس العرب، التي استضافتها قطر الشهر الماضي، وشهدت تأهله للمباراة النهائية، رغم افتقاده للعديد من نجومه البارزين بالملاعب الأوروبية، وفي مقدمتهم لاعب الوسط المخضرم وهبي الخزري.
ويرغب منتخب تونس، الذي حافظ على مقعده الدائم بكأس الأمم الأفريقية للنسخة الـ15 على التوالي ليصبح صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الظهور المتتالية بالبطولة، في تحقيق إنجاز يفوق المركز الرابع الذي حصل عليه في النسخة الماضية قبل عامين ونصف العام.
ولم يواجه المنتخب التونسي، صاحب المركز الـ30 عالميا والرابع أفريقيا، أدنى صعوبة في الصعود لنهائيات أمم أفريقيا، حيث حصد أكبر عدد من النقاط بين المنتخبات المشاركة في التصفيات، بواقع 16 نقطة من مجموعته التي ضمت غينيا الاستوائية وليبيا وتنزانيا، محققا 5 انتصارات وتعادلا وحيدا.
ويلعب منتخب تونس في كأس أمم أفريقيا 2022 في المجموعة السادسة برفقة منتخبات مالي وموريتانيا وجامبيا.
منتخب المغرب المونديالي
يحلم منتخب المغرب بإهداء لقب كأس الأمم الأفريقية لجماهيره من جديد بعدما سبق أن توج به مرة وحيدة في عام 1976 بإثيوبيا، حيث يلعب في المجموعة الثالثة، التي تضم منتخبات غانا (4 ألقاب بالبطولة)، وجزر القمر والجابون.
ووجه المنتخب الملقب بـ "أسود الأطلس"، بقيادة مدربه البوسني وحيد خليلوزيتش، إنذارا شديد اللهجة لمنافسيه عن قدومه بقوة للمنافسة على البطولة، خاصة بعد ظهوره الرائع في تصفيات كأس العالم 2022.
وكان المنتخب المغربي، الذي يحتل المركز الـ28 عالميا والثاني أفريقيا في تصنيف الفيفا، هو الوحيد الذي بلغ المرحلة النهائية لتصفيات المونديال، بعدما حقق العلامة الكاملة في مجموعته، التي ضمت غينيا بيساو وغينيا والسودان، بفوزه في جميع لقاءاته الستة التي خاضها بالمجموعة.
ويطمح منتخب المغرب لمحو الصورة الباهتة التي بدا عليها في النسخة الماضية لأمم أفريقيا، والتي شهدت خروجه مبكرا وبشكل مباغت من دور الـ16 بالخسارة أمام نظيره البنيني بركلات الترجيح.
ويفتقد المنتخب المغربي نجميه حكيم زياش ونصير مزراوي، لاعبي تشيلسي الإنجليزي وأياكس أمستردام الهولندي على الترتيب لـ"أسباب انضباطية" وفقا لخليلوزيتش، فيما رفض عبدالصمد الزلزولي، لاعب برشلونة الإسباني الواعد، الانضمام لقائمة الفريق حاليا، مفضلا البقاء مع النادي الكتالوني لتثبيت أقدامه معه.
منتخب السودان.. ظهور مفاجئ
يبدو الأمر مغايرا بالنسبة لباقي ممثلي الكرة العربية في كأس أمم أفريقيا 2022، وعلى رأسهم منتخب السودان، بجانب وموريتانيا وجزر القمر، إذ تنحصر أهداف المنتخبات الثلاثة فقط في عبور مرحلة المجموعات.
وعانى منتخب السودان، الفائز بالبطولة عام 1970، من بعض المشاكل في الفترة الأخيرة، عقب مشاركته المخيبة بكأس العرب، التي شهدت خروجه مبكرا من مرحلة المجموعات.
وقرر اتحاد الكرة السوداني الشهر الماضي إقالة المدرب الفرنسي هوبير فيلود، الذي قاد "صقور الجديان" للصعود لكأس أمم أفريقيا 2022، وتولى المدرب الوطني برهان تيه القيادة الفنية خلفا له.
وحقق منتخب السودان، الذي يشارك للمرة التاسعة بأمم أفريقيا، مفاجأة من العيار الثقيل بعودته للنهائيات بعد غياب 10 أعوام، رغم صعوبة مجموعته بالتصفيات التي ضمت منتخبي نيجيريا وجنوب أفريقيا، حيث احتل المركز الثاني المؤهل للبطولة، على حساب منتخب "الأولاد"، الذي حل في الترتيب الثالث.
ضيفان عربيان جديدان في كأس أمم أفريقيا 2022
من جانبه، سجل منتخب موريتانيا ظهوره الثاني على التوالي في كأس أمم أفريقيا، حيث يلعب في مجموعة شبيهة للغاية بالتي كان يتواجد بها في النسخة الماضية (تونس ومالي وجامبيا)، والتي شهدت مشاركته الأولى بالنهائيات.
ورغم افتقاده عنصر الخبرة، حقق المنتخب الملقب بـ"المرابطين" نتائج لا بأس بها في دور المجموعات بالبطولة الماضية عام 2019، حيث تعادل مع تونس وأنجولا، لكن خسارته أمام نظيره المالي تسببت في إنهاء أحلامه بمواصلة مغامرته.
وفي المقابل، يخوض منتخب جزر القمر منافسات البطولة للمرة الأولى في تاريخه، ليصبح المنتخب الـ44 الذي يشارك في النهائيات، وذلك بعد احتلاله المركز الثاني في مجموعته بالتصفيات، التي ضمت منتخبات مصر وكينيا وتوجو.
وربما تقتصر أمال منتخب جزر القمر على التواجد ضمن أفضل 4 منتخبات حاصلة على المركز الثالث في المجموعات الست من أجل الصعود للأدوار الإقصائية، حيث يبدو منتخبا المغرب وغانا مرشحين بقوة للمركزين الأول والثاني في ترتيب مجموعته بالدور الأول، بينما يبقى الجابون منافسا شرسا أيضا.