الأزمة التي يعانيها الإعلام العربي على وجه العموم، والإعلام الأردني على وجه الخصوص، ليست أزمة مادية ولا تقنية ولا حتى سياسية، إنها باختصار كبير، أزمةُ خجل ونقصٌ حادٌ في الضمير
الأزمة التي يعانيها الإعلام العربي على وجه العموم، والإعلام الأردني على وجه الخصوص، ليست أزمة مادية ولا تقنية ولا حتى سياسية، إنها باختصار كبير، أزمةُ خجل ونقصٌ حادٌ في الضمير، وهي مرشحة أن تتفاقم لتصبح أزمة قلبية، وسيرى غدا من عاش، أنها ستودي بوفاة الإعلام لدينا بما لن ينفع حينها الإنعاش..ونغدو كالأوباش، نغني (سلام الله على الإعلام).
سبعة نصائح أوجهها لكل إعلامي عربي وبلدي، هي بمثابة زكاة خبرتي في الإعلام، والتي قاربت الآن على بلوغ ال ٣٠ عاما.
الإعلام موهبة وفن ومهارات، قبل كونه علما ودرسا وشهادات، فإن لم تجد في نفسك الموهبة مذ كنت طفلا (وعلائمها النباهة والفضول والطلاقة وحب العدل والجمال..) فدعك منها
أولا: دعك ياأخي من الثرثرة هنا وهناك، وحاول الفصل بين رسالتك السامية، وانحيازك العاطفي لكل راقصة وغني و غانية.. وضع نصب عينيك مصلحة الناس، لأنهم هم من يدفعوا من جيوبهم وقوت عيالهم ثمن المطبوعة وشراء الأجهزة المرئية والمسموعة.
ثانيا: حين تزور مؤسسة رسمية أو دائرة حكومية، لا تبحث عن الحقيقة من فم الوزير والوكيل والسفير، لأنهم إما لا يعرفونها، أو لا يريدونك أن تعرفها، وصدقني أنه لن ينبئك بها غير الفراش والخفير وذاك العامل الأجير.
ثالثا: انت إعلامي محترم، جئت لتخدم وطنك وشعبك، فلا تجعل من نفسك وسيط خدمات، ولا تقبض من أحد شيئا، أو تعيّن عنده ابنتك أو زوجتك أو أخاك، حتى تبقى كريما وجريئا، لا تحابي صاحب الجاه، ودع مسافة بينه و بينك، لكي لا يكسر أحدٌ عينك.
رابعا: كفاك أن تحشر رأسك وخشمك في كل صورة، فأنت لست (موديلا) والناس بإطلالتك ليست مبهورة.. خذ كل زوايا الحدث للمشاهدين، ولا تحشر الكاميرا في مناخير الأعيان والمسؤولين.
خامسا: وأنتن يافتيات الإعلام، حري بكن أن تتعلمن الحرص على لغة الحوار والأفكار، أكثر من حرصكن على المكياج والأزياء والاكسسوار.. تعلمن من خديجة بن قنة وجيفارا البديري وليلى عودة.. ودعكن من نانسي عجرم وهيفا وليلى علوي.. فأنتن إعلاميات لا عارضات أزياءٍ أو راقصات.
سادسا: لا تنفردي أو تنفرد - بالفضل وحدك، ليظن الرائي أنك فريد عصرك، ودرة مصرك، فاحرص في عملك (إن كنت ناجحا طبعا) على إنصاف الزميلات والزملاء، والإشارة دوما لمن أظهروك، وصوروك وهندسوك وكندشوك.
أخيرا: الإعلام موهبة وفن ومهارات، قبل كونه علما ودرسا وشهادات، فإن لم تجد في نفسك الموهبة مذ كنت طفلا (وعلائمها النباهة والفضول والطلاقة وحب العدل والجمال..) فدعك منها، وابحث لك عن مهنة غيرها، لا عيب أن تكون طبالا أو زمارا أو "جرسون"، العيب ألا تميز يا هذا بين العمامة والكلسون.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة