"العين الإخبارية" تكشف مدى تأثير تدريس اللغات الأجنبية على اللغة الأم للأطفال
مع كل قرار من وزارة التربية والتعليم المصرية، بالنزول بسن تدريس لغة أجنبية، يتحدث البعض عن تأثير ذلك على اللغة العربية.
بعض المحللين يرى أن ذلك يضعف اللغة العربية (اللغة الأم) عند الطلاب، وبينما يتحدث آخرون عن ضرورة مواكبة التطور التكنولوجي، وتعليم الأطفال اللغات العالمية التي يتحدث بها العالم أجمع.
ومع إعلان وازرة التعليم المصرية مؤخرا، النزول ببدء تدريس اللغة الفرنسية من المرحلة الثانوية للمرحلة الإعدادية، تواصلت "العين الإخبارية" مع عدد من الخبراء لمعرفة مدى تأثير ذلك على اللغة الأم عند الطلاب المصريين.
المدارس الحكومية والدولية
يقول محمود المشرقي، معلم لغة عربية بالعاصمة المصرية القاهرة، إن التأثير واضح جدا في المدارس الدولية لأنها تجعل التركيز الأكبر على اللغات الأجنبية، وتدرس مواد العلوم والرياضيات بالإنجليزية، ولا تستخدم اللغة العربية إلا في أضيق الحدود.
ويضيف المشرقي، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن الوضع مختلف في المدارس الحكومية، فهي تركز على تعلم القواعد ولا تهتم بالتحدث، وهذا يرجع في كثير من الحالات لضعف المدرسين وعدم تمكنهم من اللغات الأجنبية، فيركزون على تحفيظ الطلاب للكلمات والقواعد فقط.
ويشير المشرقي إلى أن المدارس الدولية تركز على استخدام الكلمات في الحوار، وتجعل الطالب يفكر ويتحدث باللغة الأجنبية، فلذلك تتأثر اللغة العربية عند طلابها.
ويتابع: "ربما مع تطوير التعليم في النظام الجديد قد يختلف الأمر، لأنه سيعتمد بشكل كلي على الفهم وليس الحفظ، ومع دخول التكنولوجيا قد نرى تغييرا كبيرا في الفترة القادمة، لأن اللغة العربية أصبحت غير كافية للتوظيف، وبالتالي أصبح تعلم اللغات الأجنبية ضرورة، خصوصا أن العالم أصبح قرية صغيرة، ولابد أن نواكب التطور".
فجوة ثقافية
وترى إسراء رفعت، الباحثة في الشؤون الاجتماعية، أن تعلم اللغات الأجنبية في سن مبكرة يضر بالفعل باللغة الأم، ويخلق فجوة ثقافية بين فئات المجتمع التي تعلمتها والتي لم تتعلمها.
وتضيف رفعت، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن بعض الطلاب يصبح لديهم ازدواج في الثقافة وطريقة التفكير والصياغة.
وتقترح رفعت أن يتم تدريس هذه اللغات في مراحل عمرية متقدمة بعد تمكن الطلاب من اللغة الأم كتابة وقراءة وتحدثا، حتى لا تتأثر.
الأسرة هي من تحدد
من جانبه، يرى الدكتور سعيد محمد محمود، الأستاذ بكلية اللغات الأجنبية في جامعة 19 مايو بتركيا، أن تعلم اللغات الأجنبية في الأعمار الصغيرة لا يضر باللغة الأم.
ويضرب محمود مثالا بطالب روسي في عمر 8 سنوات يتكلم العربية والروسية والتركية والإنجليزية بنفس المستوى تقريبا، وبأولاده في أعمار 5 و8 سنوات ويتحدثون التركية والعربية بنفس المستوى.
ويوضح محمود، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن اللغة الأم تتأثر حال قيام الأهل بالتحدث بغيرها في المنزل، أو عدم اهتمامهم بتعليم أبنائهم اللغة الأم قبل اللغات الأجنبية.
ويقول محمود إن اللغة الأم هي اللغة التي يتم تدريسها في البداية في عمر من 3-5 سنوات، فإذا كان الأهل عربا ودرسوا اللغة العربية في البداية لأولادهم أصبحت لغتهم الأم، لكن إن درسوا غيرها كالإنجليزية مثلا في هذا السن قبل العربية، أصبحت الإنجليزية هي لغتهم الأم.
ويؤكد محمود أن إدخال أي لغة قبل اللغة الأم على الأطفال يؤثر فعليا على مدى إلمامهم باللغة الأم، لذلك لابد من تعليم الطفل في سن مبكرة لغته الأم حتى يتمكن منها قراءة وكتابة وتحدثا، ويكون ذلك في المنزل وبتعلم الحوار من حديث والديه.