إسماعيل فهد إسماعيل.. المثقف النبيل أبو الرواية الكويتية
إسماعيل انخرط منذ البدايات في قلب الظاهرة الأدبية العربية ونشر في المجلات الرائدة سواء في القاهرة أو بيروت ودمشق وبغداد.
يحيي مثقفون كويتيون، الأربعاء، الذكرى السنوية الأولى لرحيل رائد الرواية الخليجية الكاتب إسماعيل فهد إسماعيل الذي توفي في مثل هذا اليوم من العام الماضي عن عمر بلغ 78 عاماً.
ولد إسماعيل فهد إسماعيل بالكويت عام 1940، وحصل على بكالوريوس أدب ونقد من المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، ثم عمل في مجال التدريس وإدارة الوسائل التعليمية وأدار شركة للإنتاج الفني.
اتسم إنتاجه الفني بالغزارة، إلى جانب الارتباط بالقضايا القومية وعدم الانفصال عن السياق الفني الخاص بتجربة كتاب الستينيات العرب.
ومنذ بداياته انخرط إسماعيل في قلب الظاهرة الأدبية العربية ونشر في المجلات الرائدة سواء في القاهرة أو بيروت ودمشق وبغداد.
وعبر مشواره الإبداعي المتميز أصدر 27 رواية بدءاً من روايته الأولى "كانت السماء زرقاء" في عام 1970 إضافة إلى 3 مجموعات قصصية ومسرحيتين والعديد من الدراسات النقدية، وصلت روايته "في حضرة العنقاء والخل الوفي" إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2014.
ومن بين أعماله الأدبية: البقعة الداكنة عام 1965، كانت السماء زرقاء عام 1970، والمستنقعات الضوئية عام 1971، والحبل عام 1972، والضفاف الأخرى عام 1973، والأقفاص واللغة المشتركة عام 1974، وملف الحادثة 67 عام 1975، والشياح عام 1975، والنيل يجرى شمالاً - البدايات عام 1983، وغيرها العديد من الأعمال الأدبية، وحصل على جائزة الدولة التشجيعية بالكويت في مجال الرواية عام 1989، وجائزة الدولة التشجيعية في مجال الدراسات النقدية عام 2002.
وفي سياق إحياء الذكرى الأولى لرحيله بدأت لجنة تحكيم أول جائزة تحمل اسمه تلقّي الأعمال المرشحة للدورة الأولى من مختلف الدول العربية حتى 31 أغسطس/آب، وستعلن اللجنة الفائزين في قائمة من 3 كُتاب.
والجائزة التي أطلقتها دار العين في القاهرة من تصميم النحات الكبير سامي محمد مع نشر الأعمال الـ3 الأولى.
ونشر الكاتب الكويتي سعود السنعوسي مجموعة من الصور تجمعه بالكاتب الراحل عبر صفحته على "فيسبوك"، فيما نشرت الكاتبة الكويتية بثينة العيسى فيديو مصوراً لندوة خصصت لتأبين الراحل.
وفي عام 1970، نشر إسماعيل روايته الأولى التي كانت بعنوان "كانت السماء زرقاء"، وقتها قدمها الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور، محتفياً بها، معتبراً إياها فتحاً روائياً مهماً قائلا: "كانت الرواية مفاجأة كبيرة لي، فهذه الرواية جديدة كما أتصور. رواية القرن العشرين. قادمة من أقصى المشرق العربي، حيث لا تقاليد لفن الرواية، ولا تزال الحياة تحتفظ للشعر بأكبر مكان. ولم يكن سر دهشتي هو ذلك فحسب، بل لعل ذلك لم يدهشني إلا بعد أن أدهشتني الرواية ذاتها ببنائها الفني المعاصر المحكم، وبمقدار اللوعة والحب والعنف والقسوة والفكر المتغلغل كله في ثناياها".
وعالج قضية البدون في روايته الشهيرة "في حضرة العنقاء والخل الوفي" الصادرة عام 2012 التي حازت شهرة كبيرة، ووصلت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية عام 2014، غير أنه لم يفز بها.
وفي عام 2017، بدا أبو الرواية الكويتية قريباً من الفوز بالجائزة بعد أن وصلت روايته "السبيليات" للقائمة القصيرة، غير أن السعودي محمد حسن علوان اقتنص الجائزة بروايته "موت صغير".
وكانت الرواية التي كتبها عن سيرة رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهير ناجي العلي في الكويت تحت عنوان "على عهدة حنظلة" أقرب لشهادة حول تجربة جيل من مثقفي الخليج ارتبط وعيه بالقضايا القومية.
وطوال مشواره أعطى إسماعيل فهد صورة لمثقف نبيل ناصر قضاياه القومية والإبداعية وتبنى رؤى مستنيرة داعية للنهوض.