الروائية السودانية سوزان كاشف: القارئ هو الناقد الأساسي
سوزان كاشف تؤكد أن عدم استقرار الوضع السياسي في بلادها ساهم في ظهور حالة من النوستالجيا لدى الأدباء تحمل في طياتها الوطن المفقود
أكدت الروائية والشاعرة السودانية المقيمة في لندن، سوزان كاشف، أن قضية الهجرة تعد رئيسية في مشروعها الإبداعي، مشيرة إلى أنها تعتبر القراء الناقد الأساسي لأي عمل إبداعي.
وصدرت لسوزان، الحاصلة على بكالوريوس العلوم السياسية، روايتان هما "إيرات" و"توابيت عائمة"، الصادرة مؤخرا عن دار "رؤية" بالقاهرة والتي تتناول قضية الهجرة غير الشرعية، والتجربة الإنسانية التي تعرضت لها بطلة الرواية الإريترية روبلى التي هربت إلى السودان خوفا من أن تلقى مصير أختها زهرة التي انتحرت بعد أن تعرضت لعملية اغتصاب من أحد ضباط معسكر ساوا للخدمة الإلزامية في إريتريا.
وقالت سوزان، في حوار لـ"العين الإخبارية"، إن الأدب السوداني يعالج موضوع المهجر نتيجة عدم استقرار الوضع السياسي، ما ساهم في ظهور حالة من "النوستالجيا" لدى الأدباء تحمل في طياتها الوطن المفقود.. وإلى نص الحوار:
ما الدافع وراء كتابة روايتك الجديدة "توابيت عائمة"؟
الرواية هي الثانية، وكتبتها بعدما احتلت مساحة كبرى من تفكيري مع انتشار ما يسمى "الهجرة غير الشرعية" رغم أنني ضد هذا الاسم، فالهجرة حق إنساني لمن لفظتهم أوطانهم.
هل هي رواية سيرة ذاتية؟
هي رواية وليست سيرة، ولكن تقوم في أغلبها على شخصيات واقعية وبطلتها الإريترية روبلي هي مثال لكثير من الشابات اللواتي هاجرن هرباً من واقع مزر من البطش والفقر والبطالة، ويمكن أن تعتبر الرواية تعبيرا عن الواقع العربي والأفريقي المرير وأثره على الشعوب، ولكن بعين امرأة مثقفة، وأنا أؤمن بأن الكاتب الجيد صوت الأمة وضميرها.
إلى أي مدرسة روائية أو أسلوب تنتمي "توابيت عائمة"؟
أنا أؤمن فقط بأن لكل كاتب حالته الخاصة من خلال واقعه المعيش، فنحن دائماً في حالة عصف ذهني ومقاومة مستمرة والكاتب له عالمه الخاص الذي يمكنه من أن يشكل ويعيش فيه مع شخوص وأبطال رواياته، وهذه الحالة هي التي تمكن أي كاتب من أن يكتب دون الالتزام بأي مدرسة، وإنما يترك ذلك للنقاد والقراء الذين اعتبرهم هم الناقد الأساسي لكل عمل إبداعي.
ما الذي أعطاه المهجر لـ"سوزان كاشف"، وما الذي سرقه منها؟
المهجر أعطاني الكثير، لكن الأهم فرصة الانفتاح على ثقافات أخرى وداخل مدينة مثل لندن التي تعد معرضا للثقافات، لذلك كان أثر المهجر واضحاً على كتاباتي منذ روايتي الأولى "إيرات" التي تدور أحداثها بين السودان ولندن، وتعرض حياة فتاة سودانية هاجرت إلى لندن وتعرضت إلى كثير من الخيبات، وهي سرد لواقع المرأة العربية والأفريقية المهاجرة.
كيف تقيمين الحركة الأدبية السودانية في المهجر؟
الأدب السوداني الآن معظمه يكتب في المهجر بسبب عدم الاستقرار السياسي ما أظهر حالة من "النوستالجيا" لدى الأدباء تحمل في طياتها الوطن المفقود.
aXA6IDMuMTQ1LjE1NC4yNTEg جزيرة ام اند امز