نسخة عربية من "دون جوان" لبيتر هاندكه الفائز بنوبل
المترجم المصري سمير جريس قال إن الكاتب النمساوي بيتر هاندكه يستثمر في روايته الجديدة خلود شخصية "دون جوان".
تصدر قريباً عن داري "ممدوح عدوان" و"سرد" السوريتين أحدث ترجمة لرواية "دون جوان" للكاتب النمساوي بيتر هاندكه، الذي فاز بجائزة نوبل، الخميس.
ويترجم رواية "دون جوان" المصري سمير جريس، الذي أكد أن "هاندكه" يستثمر في روايته الجديدة خلود هذه الشخصية، كونها من الشخصيات التي ما زال الأدباء والفنانون يعودون إليها عبر شخصية العاشق "دون جوان".
وتابع: "إذا اعتمدنا النطق الإسباني الأصلي، وليس النطق الفرنسي الذي شاع في البلاد العربية، يعتبر الكاتب الإسباني تيرسو دي مولينا (1571-1648)، أول من تناول هذه الشخصية الأدبية (دون جوان) في الرؤية الإسبانية، وهو رجل مذنب لا يؤمن بإله، العشق عنده هوس، ولعنة لا يبرأ منها، إنه يغرر بالنساء ولا يتورع حتى عن قتلهن من أجل متعته، إلى أن ينال في النهاية عقوبته".
وأضاف: "انتقلت هذه الأسطورة عبر إيطاليا إلى فرنسا، حيث تناولها موليير في مسرحية قُدمت عام 1665، وبعده تعرض أكثر من أديب مثل كورناي، وبايرون، وألكسندر دوما الأب، إلى هذه الشخصية التي أضحت رمزاً أدبياً بامتياز".
ووفقاً لـ"جريس"، يقارن بعض الأدباء في ألمانيا بين "فاوست" و"دون جوان" باعتبارهما وجهين للإنسان الأوروبي، وكما نجد في مسرحية كريستيان ديتريش جرابه (قدمت على المسرح في 1829)، يرمز "فاوست" إلى الإنسان العقلاني الطامح دائماً إلى المعرفة، أما "دون جوان" فهو تجسيد للإنسان العاطفي الرومانسي.
ويتساءل "جريس" بعد كل هذه المعالجات، هل بقي جديد يقدمه بيتر هاندكه في روايته هذه؟، ومن أي زاوية أمكنه الاقتراب من "دون جوان"؟
ويلفت إلى أنه في الأدب الألماني ظلت شخصية دون جوان تجذب الأدباء، فعاد إليها ماكس فريش في مسرحيته الهزلية "دون جوان أو عشق الهندسة"، التي قُدمت عام 1953 في زيورخ، وقدم فيها الكاتب السويسري معالجة تسخر من هذه الأسطورة.
ولم يكن بطل ماكس فريش عاشقاً وصائداً للنساء، بل شخصية نرجسية تلاحقها النساء، شخصية حزينة لا تعنيها الشهوة، هارب من العلاقات المزيفة المملة العادية، ومثقف يهجر عشق النساء ويستبدل به حب الهندسة.
وعرفت أسطورة دون جوان طريقها إلى دنيا الموسيقى، وخلدها موتسارت في "دون جوفاني"، وعرضت لأول مرة في براج 1787.
وفي هذه الأوبرا جمع عبقري الموسيقى كافة أطياف التحولات التي تشهدها الروح البشرية، وقد اعتبر الفيلسوف سورين كيركجارد في مقالته "إما.. أو" عام 1843، دون جوان تجسيداً للشهوة في صورتها المطلقة، واعتبر أوبرا "دون جوفاني" التعبير الكامل عن "العبقرية الحسية".
يُشار إلى أن سمير جريس مترجم مصري يعمل حالياً مترجماً رسميا للبرلمان الألماني، بعد سنوات من العمل في الصحافة.
وسبق لـ"جريس" الفوز بجائزة معهد جوتة، والمجلس الأعلى للثقافة في مصر، عن ترجماته الأدبية التي زادت عن الـ20 عملاً لكبار كتاب الأدب الألماني، ومنهم جونتر جراس، وفردريك لينيك، وماكس فريش، وغيرهم من كبار أدباء العالم.
aXA6IDE4LjE5MC4xNzYuMTc2IA== جزيرة ام اند امز