ينغمس العرب كثيراً في التاريخ لدرجة الإدمان وفي ظل هذه الثمالة التاريخية ينسون حاضرهم.
من يتحدث كثيراً عن التاريخ ثق تماماً أنه ليس له أثر في الحاضر!
يقول الشاعر:
"ليس الفتى من قال كان أبي .. إن الفتى من قال هاأنا ذا"
برز عدد من القادة العرب في بدايات استقلال الدول العربية الحديثة وحاولوا أن يركزوا على الحاضر لكي يصنعوا لمجتمعاتهم مستقبلا مضيئا على مبدأ من يريد أن يصنع المستقبل عليه بالتركيز على الحاضر، ولكن للأسف تم تكفيرهم من قبل طيور الظلام التي تجر المجتمعات للتعلق في الماضي.
هنا نستحضر قائدين عربيين الأول المصري أنور السادات، والثاني التونسي الحبيب بورقيبة اللذان استشعرا أهمية انتشال المجتمع من التعلق بالماضي وتوجيههم نحو بناء الحاضر لمستقبل باهر، فقد كانا يستشرفان المستقبل بحيث شاهدنا اليوم معظم الأمور التي نادوا بها تطبق في معظم البلدان العربية بشكل طبيعي.
ولعلنا نستذكر خطب الشيخ كشك ضد بورقيبة وخطب الجماعات الإرهابية والتكفيرية ضد السادات في ذلك الوقت! فقد كان كلاما ظلاميا وكانت العامة للأسف تصدقه.
دولة الإمارات من الدول العربية القليلة في هذا العصر التي قررت أن تمضي نحو المستقبل في بناء جيل واع، متعلق بالحاضر يعمل ويجتهد لبناء مستقبل زاهر.
وقد حققت دولة الإمارات قفزات كبيرة في بناء الإنسان وبناء المكان حتى أصبحت واحدا من أهم النماذج الإيجابية في محيطها العربي، وبدأت معظم الدول العربية تحذو حذوها في التركيز على الحاضر لتسابق الزمن نحو المستقبل.
نعم علينا أن نركز على الحاضر لكي نصنع المستقبل وفي نفس الوقت علينا عدم طمس الماضي ولكن بشرط ألا نتوقف في الماضي طويلاً، وإلا سنتخلف عن ركب الأمم ومسيرة الحضارة الإنسانية.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة