العداء العربي الإيراني ليس بسبب الجغرافيا وإنما لحالة الأطماع الإيرانية للعرب، ورغبة منها في السيطرة على الخليج العربي.
يعتقد بعض الإيرانيين والرأي العام العالمي أن الصراع في الخليج محصور بين السعودية وإيران، وهذا لا يتناسب وحقيقة الصراع الأخير الذي له أكثر من (40) سنة منذ تولي الملالية الحكم في إيران.
العداء العربي الإيراني ليس بسبب الجغرافيا وإنما لحالة الأطماع الإيرانية للعرب، ورغبة منها في السيطرة على الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان وبحر العرب، وتنسى أنها ضمن دول آسيا الوسطى، الدول التي تغيرت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي.
كانت إيران تعتبر نفسها ضمن دول آسيا الوسطى، وجغرافيا كانت أيضاً في قلب هضبة فارس وسط إيران الحالية حتى بداية القرن العشرين عندما احتلت إمارة الأحواز وسيطرتها على الشريط الساحلي للخليج العربي الشواطئ الشرقية لخليج العرب، وتدعي أنها تسيطر على الممر الدولي مضيق هرمز، أما باقي جسم الخليج العربي بحر عمان وبحر العرب، فهي تحاول التأثير عليهما لولا وجود باكستان كحدود لها جنوبية بحر عمان وبحر العرب، لذا اتجهت إلى دول الخليج والجزيرة العربية مساحة شاسعة مع قلة في السكان، فكانت الأطماع كبيرة في اجتياح المنطقة عبر شمال الخليج والعراق.
كانت تعتقد إيران أنها قادرة على السيطرة بالتأثير على دول الجزيرة العربية في بداية الربيع العربي 2010 م قبل أن تكتشف أنها تورطت في سوريا والعراق ولبنان واليمن، ونسبة عالية من هذه الشعوب العربية تعيش في صراع مع إيران وتعتبر وجودها وجوداً فارسياً مقيتاً في البلاد العربية.
إذن فالعداء العربي الإيراني ليس بسبب الجغرافيا وإنما لحالة الأطماع الإيرانية للعرب، ورغبة منها في السيطرة على الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان وبحر العرب، وتنسى أنها ضمن دول آسيا الوسطى، الدول التي تغيرت بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، لتصبح فيما بعد روسيا والدول الإسلامية المستقلة عام 1991م، ووجدت إيران نفسها وسط مجموعات جمهوريات: السلاف (روسيا)، والبلطيق، الأتراك، والقوقاز، وأخرى مثل الطاجيك، وأنها ستذاب وسط الجمهوريات والقوميات، وترى أن السيطرة ولو كشرطي للخليج العربي ودول النفط أحد حلولها وخلاصها من الجمهوريات والقوميات.
نقلاً عن "الجزيرة السعودية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة