إن التوصيف الأقرب للواقع هو أن دولة الإمارات العربية دولة عربية فتية وقوية استطاعت خلال فترة وجيزة من الزمن تحقيق الكثير من المكاسب الكبيرة على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي، وسأحاول رصد أهم تلك المكتسبات من خلال عشر نقاط مهمة.
أولاً: الإمارات هي ذلك النموذج الاتحادي العربي "الفيديرالي" الناجح، والأمر بحد ذاته معجزة في إطارها الإيجابي على مستوى طموحات الشيخ زايد والشيخ راشد وبقية الحكام المؤسسين "رحمة الله عليهم"، كون الحلم الاتحادي أضحى حقيقة نعاينها كعرب بل وندرك في الوقت نفسه حجم تطور البشر كما الحجر في هذا البلد العربي الشقيق.
ثانياً: مسيرة الإمارات منذ تأسيسها كـ"كيان" اتحادي قامت على تعزيز الهوية الوطنية لكل أبنائها، والتشاركية المثلى بين إماراتها السبع في الخدمات لمواطنيها والمقيمين على أراضيها، ومظاهر التسامح والحوار والتعايش بين الإماراتيين ومن يقيمون معهم هي مشهد إنساني صادق يتجلى في قوانين ومفاهيم اجتماعية سامية تفتقدها الكثير من الأوطان والبلدان.
ثالثاً: علاقة الحكام في الإمارات بمواطنيهم والمقيمين بينهم هي علاقة ممتازة، تحكمها الكثير من التشريعات العصرية ذات البعد الإنساني كما السياسي والاقتصادي، ولدبي وحدها على سبيل المثال سمعة عالمية طبقت الآفاق من حيث الأمن والأمان للسياح والمستثمرين، أما أبوظبي العاصمة فحكاية أخرى تُضاف إلى فصول التعاون بين أتباع الديانات والسعي الدؤوب لإصلاح ذات البين، فضلاً عن الدعم الدائم لاستقرار المنطقة والعالم.
رابعاً: في محيطها العربي الخليجي كان للإمارات دور مشهود ولا يزال في تعزيز أواصر الأخوة بين دول الخليج العربي، وتحالفها الدائم مع المملكة العربية السعودية الشقيقة جزءٌ أصيل من نهج الإمارات في التعامل مع الأشقاء والأصدقاء حتى قال بعض السعوديون: لوكان الوفاء رجلاً لكان إماراتياً.
خامساً: مبادرات الإمارات العابرة للحدود يصعب حصرها أو ذكرها في مقال أو حتى مقالات، ناهيك عن موقف الشيخ زايد طيب الله ثراه من احتلال العراق، حين طلب من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين القدوم إلى أبوظبي والتنازل عن السلطة وتجنيب بلاده ويلات دمار كبير، وعلى هذا الأساس يقول مسؤول عراقي سابق: لو استجاب صدام لدعوة الشيخ زايد لتغير مجرى التاريخ وكان العراق في مكان آخر أكثر أمناً وسلماً.
سادساً: لقد فتحت الإمارات كذلك ذراعيها لكل العرب، واستقبلتهم كل إمارات الدولة من أجل العمل والإسهام في نهضة الإمارات ودولهم، ونجد اليوم المئات من رجال الأعمال العرب إن لم نقل الآلاف ينعمون بخير الإمارات ويمتلكون ثروات طائلة بفضل المناخ الاقتصادي الفريد من نوعه في الإمارات.
سابعاً: لا شك أن الإمارات هي بوابة العالم للتعرف على العرب والثقافة العربية والإسلامية في أبهى صورها، وعدد الزوار الذين يصلون إلى الإمارات كل عام في تزايد، وهي حلم الشباب العربي في الاستقرار بحسب الكثير من المؤشرات الموثوقة ذات الصلة.
ثامناً: سعي الإمارات لمكافحة ظاهرة التطرف والإرهاب بكل صوره وصنوفه هو سعيٌ مدعوم بالعمل الجاد والمنهجية السليمة، وهناك دول كثيرة باتت تحذو حذو الإمارات في ذلك، وحتى أن دولاً أوربية أصبحت تلجأ إلى هذا النهج الإماراتي من أجل معرفة الإسلام الصافي الذي عكر صفو أتباعه الإخونج ومن لف لفهم من الجماعات المارقة.
تاسعاً: تفكير الإمارات في المستقبل وعمل حكوماتها المحلية كما الاتحادية على الذهاب بعيداً نحو محطات جديدة لخدمة الإنسان وتوفير العيش الكريم له تراه واقعاً في كثير من الأحداث والمناسبات، ولدى الإمارات رصيد كبير من المحبين والمقتنعين بهذا الأسلوب الراقي والقادر على تحقيق منجزات يصعب حتى التفكير بها من قبل.
عاشراً: "نحن دولة تأسست على الطموح ونحن دولة لم تتوقف منذ ٢ ديسمبر/كانون الأول ١٩٧١ ولن تتوقف ولن تلتفت، ولن تضع أهدافاً صغيرة لنفسها والقادم أجمل وأعظم وأكثر جرأة بإذن الله"، دعوني أستعير من الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي هذه الكلمات العظيمة التي كتبها قبل أيام لأضعكم بكنه العقلية الإماراتية التي لا تعرف المستحيل في أي مجال.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة