الشيخ يوسف بن سعيد.. الخطيب الـ14 ليوم عرفة في 101 عام
يعتلي الشيخ يوسف بن محمد بن سعيد، منبر مسجد نمرة لإلقاء خطبة عرفة، ليكون الخطيب الـ 14 الذي يعتلي هذا المنبر على مدار نحو قرن.
وتعد هذه المرة الأولى للشيخ الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد عضو هيئة كبار العلماء، في إلقاء خطبة عرفة.
وسبق بن سعيد في إلقاء خطبة عرفة على مدار نحو قرن، 13 خطيبًا من المشايخ والأئمة، كان أكثرهم وقوفًا في منبر مسجد نمرة بعرفات المفتي العام للسعودية، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، بـ34 خطبة، بدأها 1402هـ إلى 1436هـ، تلاه الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ بـ25 خطبة على مدار 25 عامًا متواصلة.
20 لغة
ويتوقع أن يستمع، اليوم، نحو 300 مليون شخص حول العالم لخطبة عرفة التي ستتم ترجمتها هذا العام إلى 20 لغة.
ويعد منبر عرفة، أبرز رسالة دينية سنوية توجّه من أقدس بقاع الأرض إلى العالم، وهو منبر رسالة السلام والمحبة والتسامح، التي تنطلق من منبع الرسالة المحمدية إلى جميع دول وشعوب العالم.
ومنبر عرفة، هو الاقتداء الشرعي بخطبة الوداع التي ألقاها رسول صلى الله عليه وسلم في الموضع المشيّد عليه مسجد "نمرة".
ينتظر العالم الإسلامي خطبة عرفة كل عام بصفتها استعراضاً لهموم وتطلعات المسلمين، وإرشادات للتوادّ والتراحم والتكاتف فيما بينهم، والحثّ على الترابط العائلي والتحلي بالقيم الإسلامية الرفيعة في جميع المعاملات اليومية، والإحسان إلى المحتاجين.
حرصاً من المملكة العربية السعودية، على إيصال الخطبة إلى المسلمين في كافة أنحاء العالم، تم زيادة عدد اللغات التي سيتم ترجمة الخطبة إليها من 14 في العام الماضي إلى20 لغة خلال العام الجاري.
وتشمل اللغات التي ستترجم إليها خطبة عرفة: الإنجليزية، والفرنسية، والأوردية، والألمانية، والإسبانية، والإندونيسية، والبنغالية، والمالايامية، والأمهرية، والهاوسا، والتركية، والروسية، والصينية، والفارسية، والتاميلية، والفلبينية، والبوسنية، والسواحلية، والهندية، والسويدية.
وستبث خطبة عرفة مترجمة عبر قنوات التلفزيون المختلفة، كما ستكون متاحة عبر منصة (منارة الحرمين).
يأتي زيادة عدد لغات ترجمة الخطبة عاما تلو عام، حرصا من الحكومة السعودية على نشر سماحة الدين الإسلامي في كافة أصقاع المعمورة، وإبراز دور المملكة في خدمة ضيوف الرحمن.
سيرة حافلة
ويلقي خطبة اليوم الشيخ الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد عضو هيئة كبار العلماء.
حصل الشيخ بن سعيد على درجة البكالوريوس من كلية أصول الدين بالرياض عام 1411 بتقدير ممتاز، فيما حصل على درجة الماجستير عام 1415 بتقدير ممتاز، من قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة، والدكتوراه عام 1418 من القسم نفسه بتقدير ممتاز، وله أكثر من ثلاثين كتاباً وبحثاً منشوراً وتحت النشر.
كما تقلد الشيخ بن سعيد عددا من المناصب، منها عضو هيئة كبار العلماء بموجب الأمر ملكي صدر في أكتوبر 2020 حتى الآن، ونائبا لوزير الشؤون الإسلامية بالمرتبة الممتازة منذ عام 2018.
وسبق أن عمل وكيلاً لقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية 1418 – 1419 هـ، ثم رئيساً لقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية 1423 – 1425 هـ.
كما ترأس لجنة الأمن السيبراني في وزارة الشؤون الإسلامية، وكان رئيس لجنة مسابقات القرآن الكريم في الوزارة، ونائب رئيس لجنة الحج في الوزارة، ورئيس لجنة ترجمة المصاحف في مجمع الملك فهد.
كما كلف برئاسة لجنة فحص الرسائل العلمية في جامعة الإمام مدة سبع سنوات، وكلف برئاسة لجنة النظام والشؤون العلمية في الجامعة لمدة 8 سنوات.
عمل الشيخ بن سعيد أيضا في التدريس بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف والمساجد الأخرى، وكان خطيباً لأكثر من عشرين عاما في عدد من الجوامع ومصليات العيد الكبرى، والمشاركة في برامج الوزارات والجامعات العلمية، كما له مشاركات عدة في الإذاعة والتلفاز والصحف، والإشراف على الرسائل العلمية ومناقشتها.
101 عام
ويوافق هذا العام 1444 هـ مرور 101 عام هجري من الزمان على تدشين بداية عهد رعاية ضيوف الرحمن من قبل الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، فقبل أن يكتمل توحيد المملكة، أخذ الملك المؤسس على عاتقه مسؤولية رعاية وأمن وأمان وإكرام ضيف الرحمن، لتكون الركن الأساس في بناء الدولة منذ اللبنات الأولى لتأسيسها.
وبعث رسمياً رسائل إلى أمراء المدن التي دخلت الحكم السعودي، آنذاك، لبدء الاستعداد لاستقبال الحجاج مبكراً في 15 من محرم عام 1343هـ.
واستمرت العناية بالحجاج والمعتمرين منذ ذلك التاريخ مرورا بتأسيس المملكة، وعبر ملوكها المتعاقبين، وصولا لعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي شهدت رعاية ضيوف الرحمن في عهده نقلة نوعية وإنجازات قياسية، مكنت المملكة من تنظيم الحج على مدار 3 مواسم متتاليية (2020 و2021 و2022)، في ظل جائحة كورونا، بنجاح منقطع النظير، دون تسجيل أية إصابات.
وبعد عام واحد من توليه الحكم، أطلق الملك سلمان عام 2016 خارطة طريق لرسم مستقبل البلاد تحمل اسم "رؤية 2030" تقود لنهضة شاملة في مختلف المجالات، وكان في القلب من تلك الرؤية وأحد أبرز برامجها، "برنامج خدمة ضيوف الرحمن".
ويشهد موسم الحج هذا العام عودة أعداد الحجاج لمستويات ما قبل جائحة كورونا، حيث سمحت السعودية بأداء فريضة الحج في العام الجاري، دون أي قيود على عدد الحجاج وأعمارهم، بعد ثلاث سنوات شهدت تقليص عدد الحجاج على خلفية انتشار الفيروس.
وبلغ عدد الحجاج عام 2019 (آخر موسم حج ما قبل كورونا) نحو 2,5 مليون حاج، لكن بعد تفشي فيروس كورونا في 2020 سمحت السعودية لـ10 آلاف شخص فقط من داخل المملكة بأداء الفريضة في ذلك العام، قبل رفع العدد في العام التالي 2021 إلى 60 ألفا بشروط صحية صارمة؛ ليتجاوز في العام 2022 نحو 926 ألفًا، وسط توقعات بأن يجتاز حاجز المليونين هذا العام.
قائمة بخطباء عرفة
وعلى مدار هذا القرن من الزمان من المؤسس وحتى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود اعتلى منبر نمرة لإلقاء خطبة عرفة، 14 خطيبا "خلال عهد الدولة السعودية الثالثة":
1- أول من خطب في مسجد نمرة بعرفات في عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود هو الشيخ محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن بن محمد بن عبدالوهاب بإذن من الملك عبدالعزيز، وذلك عام 1343 هـ.
2- ما بين عامي 1344 وحتى 1369 هـ اعتلى منبر مسجد نمرة الشيخ عبدالله بن حسن بن حسين بن علي بن حسين بن محمد بن عبدالوهاب.
3- في عام 1370 خطب في عرفة الشيخ محمد بن عبدالله بن حسن آل الشيخ.
(من عام 1371 وحتى عام 1376 اختلف الباحثون فهناك من قال إن الشيخ محمد بن عبدالله بن حسن آل الشيخ استمر في الخطابة خلال الفترة من 1370 وحتى 1376هـ، وهناك من رجح أن يكون مؤدي الخطبة هو الشيخ عبدالله بن حسن بن عبدالوهاب، أو ولده الشيخ عبدالعزيز، والتباين في الآراء لا يؤثر في عدد خطباء عرفة على مدار هذا القرن، كونهم جميعا تأكدت مشاركتهم سابقا أو لاحقا في إلقاء خطبة عرفة)
4- منذ عام 1377 وحتى عام 1398 كان يؤدي خطبة عرفة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن آل الشيخ.
5- في عام 1399هـ ألقى الخطبة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان وسجلت خطبة ذلك العام، وهي متداولة حتى وقتنا الحاضر.
- في عامي 1400 و1401، عاد الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن لإلقاء خطبة عرفة ليعتذر بعدها عن عدم الخطابة لظروفه الصحية.
6- من عام 1402 هـ حتى عام 1436هـ ألقاها مفتي المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، ويعد أكثر الخطباء وقوفًا في منبر مسجد نمرة، بـ34 خطبة.
7- عام 1437 هـ، ألقى الخطبة الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
8- في عام 1438 هـ ألقى الخطبة الشيخ سعد بن ناصر الشثري.
9- في عام 1439 ألقى الخطبة الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ.
10- في عام 1440 هـ، ألقى الخطبة الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ.
11- في عام 1441 ألقى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع الخطبة.
12- في عام 1442 ، ألقى الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة الخطبة.
13- في عام 1443، ألقى الخطبة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، عضو هيئة كبار العلماء الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي.
14- يلقي خطبة هذا العام الشيخ الدكتور يوسف بن محمد بن سعيد عضو هيئة كبار العلماء.