بالصور.. "مليونية عرفات" تعيد الزعيم الراحل لأحضان غزة

عشرات الآلاف من أعضاء وأنصار حركة فتح في ساحة السرايا وسط مدينة غزة احتشدوا لإحياء الذكرى الـ13 لرحيل عرفات
احتشد عشرات الآلاف من أعضاء وأنصار حركة فتح في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، السبت، لإحياء الذكرى الـ13 لرحيل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، في مهرجان مركزي تنظمه الحركة لأول مرة منذ سنوات.
وتوافد العشرات، يرتدون الكوفية التي ميزت عرفات، منذ الصباح الباكر من مختلف أنحاء قطاع غزة للمشاركة في المهرجان الذي تنظمه حركة فتح ورفعت خلاله أعلام فلسطين وصور عرفات والرئيس محمود عباس ورايات الحركة ولافتات كتب عليها "عاشت فتح" و"وحدة وحدة وطنية" و"دولة وعلم وهوية".
كلمة أبو مازن
وحذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن حل الدولتين في خطر، مشدداً على التمسك بثقافة السلام ومحاربة الإرهاب، والمضي في تنفيذ المصالحة الوطنية.
وقال عباس، في كلمة مسجلة بثت خلال المهرجان الحاشد الذي أقامته حركة فتح في قطاع غزة: "نجدد الدعوة للدول أن تعترف بالدولتين معا وليس دولة واحدة، لأن حل الدولتين أصبح في خطر داهم".
وأضاف: "لن نقبل سياسة الأبارتيد التي نعيشها في بلادنا وسنطالب بالحقوق المتساوية في فلسطين التاريخية إذا لم يمض حل الدولتين".
وأكد الرئيس الفلسطيني العمل مع حكومة الرئيس الأمريكي ترامب والقوى الدولية المعنية من أجل التوصل لاتفاق سلام، على أن يكون وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين على حدود 1967 والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية.
وشدد على التمسك بخيار السلام، قائلاً: "نؤكد لكم ولكل أشقائنا وأصدقائنا في العالم ورغم كل المعوقات التي يفرضها علينا الاحتلال ونشاطات الاستيطان الاستعمارية فإننا متمسكون بثقافة السلم ومحاربة الإرهاب في منطقتنا والعالم".
وفي الوقت نفسه قال: "مصممون على البقاء على أرضنا والتمسك بحقوقنا التي كفلتها الشرعية الدولية، ونواصل جهودنا لبناء مؤسسات دولتنا على أساس سيادة القانون وتمكين المرأة والشباب والنهوض باقتصادنا الوطني".
واستحضر سيرة الرئيس الراحل، وقال: "أقول لك يا أخي أبا عمار أمام الجماهير المحتشدة في الضفة وغزة إن شعبنا الفلسطيني الذي طالما أحبك قائدا عظيما لا يزال يكن لك الحب والوفاء، وهو صامد باق على أرضه راسخ رسوخ الجبل الذي لا تهزه الرياح".
وشارك مئات الآلاف من الفلسطينيين في مهرجان الوحدة والدولة الذي أقامته حركة فتح اليوم السبت، في غزة، لإحياء الذكرى الـ13 لاستشهاد الرئيس عرفات، فيما بدا رسالة التفاف كبيرة حول الشرعية الفلسطينية بعد 11 عاما من الانقسام.
وقال عباس: "فلسطين التي استشهدت من أجلها ستبقى صامدة نابضة بالوفاء للقادة الكبار الذين ضحوا من أجلها، وإننا من بعدك نعيد التأكيد أن نمضي نحو تحقيق حلمك وحلم أبناء الشعب الفلسطيني في تحقيق الحرية والاستقلال على التراب الفلسطيني الطاهر".
وقال: "العهد والقسم والثوابت التي تعاهدنا عليها ستظل نبراسا يضيء طريق الاستقلال وعاصمتها القدس الشرقية".
وأكد استمرار المساعي الفلسطينية لنيل العضوية الكامل في الأمم المتحدة وصولا لإنهاء الاحتلال وزوال آثاره في أرضنا.
وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، أعلن عباس المضي فيها، وقال: "رحبنا بجهود مصر الشقيقة للوصول لاتفاق القاهرة ونحن مستمرون في تنفيذه وصولا لسلطة واحدة.. وسلاح شرعي واحد".
وشدد على أن التنفيذ الدقيق للاتفاق والتمكين الكامل للحكومة سيقود إلى تخفيف المعاناة لأهلنا في غزة.
وأضاف: "لا يوجد من هو أحرص منا على شعبنا في قطاع غزة، ونحن شعب واحد ومصيرنا واحد، ولا يقبل القسمة والجزية لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة".
أجواء المهرجان
وقبل ساعة من بدء المهرجان امتلأت ساحة السرايا الكبرى بمئات آلاف الفلسطينيين الذين تقاطروا من كل محافظات القطاع، في رسالة لا تخفى دلائلها حول القوة الجماهيرية لحركة فتح بعد 11 عاماً من الانقسام.
ومع بدء المهرجان قدرت أوساط حركة فتح المشاركين بما يقارب مليون فلسطين.
ولوح مئات الآلاف براية حركة فتح الصفراء والأعلام الفلسطينية ورفعوا صور الرئيس الراحل عرفات، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وعلى هامش المهرجان، قال إياد نصر، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، والناطق باسم المهرجان لـ"بوابة العين": إن رسالة هذه المليونية في غزة أننا مع حركة فتح ومع الشرعية الفلسطينية ومع الوحدة، ونقف لمواجهة كل التحديات والمؤامرات".
وتوفي عرفات في الـ11 من نوفمبر/تشرين الثاني عام 2004 في مستشفى بيرسي التخصصي الفرنسي بباريس عن عمر 75 عاما، بعد تدهور فجائي في صحته، وبعد حصار إسرائيلي على مقر الرئاسة (المقاطعة) في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، استمر منذ عام 2001 حتى وقت قصير قبل رحيله.
وطالما أكدت الفصائل الفلسطينية أن قوات الاحتلال اغتالت "أبوعمار" بالسم، وجرى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، وإلى الآن لم تبت في الموضوع.
وهذه أول مرة تسمح حماس بإحياء ذكرى عرفات منذ 2007.
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية التي تديرها حماس إياد البزم، في تصريح صحفي، إنه "تم استكمال جميع الترتيبات بين وفد من قيادة حركة فتح والأجهزة الأمنية بما يضمن إقامة المهرجان بشكل يليق بشعبنا وبالذكرى".
وأضاف البزم أن "الأجهزة الأمنية والشرطية أجرت ترتيباتها لتأمين وتسهيل إقامة المهرجان".
ويتولى تأمين المهرجان من الداخل مئات من رجال الشرطة والأمن من عناصر فتح يرتدون سترات صفراء مميزة كتب عليها "فتح"، في حين يتولى عناصر شرطة حماس تأمينه من الخارج وفي الشوارع المؤدية إلى ساحة السرايا، وفق مراسل فرانس برس.
ويأتي إحياء ذكرى رحيل عرفات بعد أن وقعت حركتا حماس وفتح في الـ12 من أكتوبر/تشرين الأول اتفاق مصالحة في القاهرة برعاية مصرية، وبموجب هذا الاتفاق، يفترض أن تستعيد السلطة الفلسطينية السيطرة على قطاع غزة بحلول الأول من ديسمبر/كانون الأول.