منصة "فتح" في غزة تتحضر لإحياء الذكرى الـ13 لرحيل عرفات
للمرة الأولى منذ سنوات تعمل حركة فتح بأريحية داخل غزة، لإحياء ذكرى رحيل "أبو عمار"، في رسالة تأكيدية على أن المصالحة تسير في طريقها.
يعمل العشرات من حركة "فتح"، على إقامة منصة المهرجان المركزي لإحياء الذكرى الـ13 لرحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المقرر السبت، بينما وجدت اللجنة الوطنية للتكافل الذكرى مناسبة للاحتفال بعقد مصالحة مجتمعية لـ100 من ضحايا الانقسام.
وفي ساحة السرايا بقطاع غزة، بدأ عشرات النشطاء في حركة فتح، منذ يومين، ترتيبات إقامة منصة ضخمة، وتجهيز المكان لاستيعاب مئات آلاف المشاركين في المهرجان، وفق التقديرات المتوقعة، وهو أول مهرجان مركزي بهذا الحجم منذ عام 2013.
وقال إياد نصر، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، الناطق باسم المهرجان، إن ترتيبات إحياء ذكرى رحيل القائد عرفات بدأت في قطاع غزة، مشددا على أن المهرجان هذا العام يجسد الوحدة الوطنية التي تسعى حركته لتحقيقها.
وهذه المرة الأولى التي تعمل فيها حركة فتح بأريحية في قطاع غزة، منذ سنوات، إذ كانت أنشطتها تتعرض للمنع والقمع في السابق من حركة حماس المسيطرة على القطاع.
وتوقع نصر أن يشارك مئات الآلاف في المهرجان ليوجهوا رسالة وحدة وقوة لحركة فتح وللشرعية الفلسطينية، مؤكدا أن المصالحة الوطنية فتحت صفحة جديدة في العلاقات الداخلية يجب أن تستمر.
وأكد أن المهرجان سيكون وطنيا ويضم الوطنيين والأحرار، ويحمل في طياته رسالة وحدة ورسالة دولة.
وتوفي عرفات في 11 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2004 في مستشفى بيرسي التخصصي الفرنسي بباريس عن عمر 75 عاما، بعد حصار إسرائيلي على مقر الرئاسة (المقاطعة) في مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، استمر منذ عام 2001 حتى وقت قصير قبل رحيله.
وطالما أكدت الفصائل الفلسطينية أن قوات الاحتلال اغتالت "أبوعمار" بالسم، وجرى تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، وإلى الآن لم تبت في الموضوع.
وفي ساحة الكتيبة بغزة، تجمع الآلاف من الفلسطينيين، في احتفال أقامته اللجنة العليا للمصالحة المجتمعية، التي اختارت الاحتفال بإنهاء مصالحات لـ100 من ضحايا الانقسام في ذكرى رحيل عرفات.
وقال النائب عن حركة فتح ماجد أبو شمالة، رئيس مجلس أمناء اللجنة الوطنية الإسلامية للتنمية والتكافل الاجتماعي: إن الرئيس عرفات كان حريصا على أبناء شعبه حتى في حالات مرضه.
وأضاف: "جاهزون لدفع المصالحة الوطنية حتى لو كانت رقابنا ثمنا لها"، لافتًا إلى أن تفاهمات القاهرة طوت صفحة سوداء من تاريخ الشعب الفلسطيني.
وتابع: "نحن ماضون بعلاقة استراتيجية لنرمي الخلافات والنزاعات خلف ظهورنا من أجل تحقيق الوحدة الوطنية"، مشيرا إلى أن ملف المصالحة المجتمعية، وإغلاق ملف الدماء التي حصلت في فترة الانقسام عام 2007، يمثلان الأساس والأرضية المتينة التي يمكن أن تركن إليها المصالحة الوطنية بشكل عام.
من جهته، قال القيادي في حركة حماس خليل الحية: "أبوعمار لم يكن فتحوياً فقط، بل فلسطينياً، إذ كان رمزاً في كل مواقع الوحدة والصمود والثبات. اليوم رسالتنا في حضرة الشهداء القادة نقول لهم: يا سادتنا القادة نحن على دربكم سائرون، ولوصيتكم حافظون، ولعهدتكم أمناء، ولفلسطين محررون".
واعتبر أن "المصالحة بحاجة لروح التوافق وروح الإرادة وليس التلكؤ، ونريد قيادة واحدة أمينة على شعبنا ممثلة بمنظمة التحرير".
aXA6IDMuMTM1LjE4OS4yNSA= جزيرة ام اند امز