سياسة
بذكرى تأسيسه.. تاريخ حافل بالإنجازات والتحديات للجيش الليبي
يصادف اليوم الإثنين ذكرى تأسيس الجيش الليبي الذي نجح في اجتياز الأزمات وأصبح عامل تحفيز لليبيين في الضبط والربط المؤسسي.
هذه الذكرى تمر على الليبيين وهم في طريقهم إلى انتخابات برلمانية ورئاسية أقرتها أطراف الساحة السياسية في ٢٤ ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري.
بداية التأسيس.
ومر الجيش الليبي بمراحل كبيرة في تاريخه الحافل بالمواجهات المحلية والإقليمية ووضع التوازن على الخارطة الدولية ودعم حركات التحرر وكبح المؤامرات.
وعقب إعدام المجاهد "عمر المختار" من قبل القوات الإيطالية التي كانت تحتل ليبيا مطلع القرن الماضي تراجعت حركة المقاومة الليبية، وأصبحت مشتتة بدون قيادة تجمعها حتى أجمعت بعض القبائل على تأسيس جيش للتحرير تحت قيادة الملك الراحل إدريس محمد السنوسي.
وتحول الحلم الليبي إلى حقيقة بعد العديد من الاجتماعات المكثفة التي أجراها السنوسي مع عدد من القبائل لينتج عنها تأسيس "الجيش السنوسي" الذي دخل معارك طاحنة ضد الاحتلال الإيطالي بمساعدة بريطانيا حيث تمكن من تحرير كامل إقليم برقة في ذلك العام، وإنطلق لتحرير طرابلس في عام ١٩٤٣ ثم تم تغيير التسمية من الجيش السنوسي إلى الجيش الليبي حينها.
مراحل مفصلية
في عام ١٩٧٠ نجح الجيش الليبي في الوصول إلى السلطة وتولى العقيد الراحل معمر القذافي زمام الأمور في البلاد، حيث قام الجيش بإجلاء القوات الأمريكية والبريطانية الجاثمة على صدر البلاد، ليعلن القذافي بعدها تحرير ليبيا من أي تواجد أجنبي.
وعلى مر السنوات التي تليها نجح الجيش الليبي في تأمين النفط الليبي الواقع تحت الهيمنة الأمريكية وانطلق في معارك مصيرية في القارة الأفريقية وكان له دور كبير في تقليص نفوذ بعض الدول التي كانت تحتكر الثروات وتستعبد الشعوب.
وبعد انزلاق ليبيا في دوامة الفوضى عام ٢٠١١ كان للجيش الليبي في الأعوام التي تليها دور رئيسي في محاربة الإرهاب واستعادة الحقول والموانئ النفطية من سيطرة التنظيمات المتطرفة.
وفي 4 أبريل/ نيسان من عام ٢٠١٩، توجهت وحدات الجيش الليبي لتحرير المنطقة الغربية من بقايا التنظيمات الإرهابية والمليشيات ونجحت في تحرير مدينة سرت وتوغلت قواتها في شوارع العاصمة طرابلس الأمر الذي أجبر تركيا للتدخل المباشر إلى جانب المليشيات والبدء في حملة عسكرية لاستهداف مواقع مدنية وعسكرية في نطاق العاصمة ما أجبر الجيش الوطني الليبي على الانسحاب من مواقعه حفاظا على حياة المدنيين وللسماح للجهود الدولية لإجراء تسوية عادلة ترضي كل الأطراف.
جهود كبيرة
يقول اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة الليبية، إن ذكرى تأسيس الجيش الليبي "يوم وطني صرف" يقف فيه كل الليبيين احتراما لجهود الآباء المؤسسين ويترحم على كل شهدائه.
وأضاف المحجوب لـ"العين الإخبارية" أن هذه القوة كانت ستنطفئ بفعل الإرهابيين لكنها عادت بقوة بإرادة الليبيين الأحرار حيث وقف الشعب الذي قدم أبناءه لبناء هذه المؤسسة ولبوا نداء القائد العام المشير خليفة حفتر الذي قاد المعركة ضد الإرهابيين، لافااً إلى أنه:" لولا هذه التضحيات لما وصلنا إلى التطلع إلى الانتخابات وإيقاف المشروع الإخواني في المنطقة".
وأوضح المحجوب أن الجيش الليبي لم يخذل ليبيا ولا القضايا العربية يوما وظل واقفا يرد الغارة بالغارة ضد القوى الغاشمة الهادفة للسيطرة على البلد.
وتابع المحجوب أن مهام الجيش الليبي لا تنتهي إلا بتسلم الشعب الليبي زمام الأمور داخل نطاقه الجغرافي وهو مستمر في تتبع الإرهابيين في كافة المناطق وأهمها المنطقة الجنوبية لتأمين الأهالي وفرض القانون.
واختتم المحجوب قائلا نشد على أيادي كافة الجنود والضباط وضباط الصف في الجيش الليبي وندعوهم إلى المزيد من العطاء من أجل مستقبل أمن وزاهر لأبناء شعبنا.
تاريخ حافل
ومن جهته قال الباحث السياسي الليبي، محمد قشوط، إن الجيش الليبي وعبر تاريخه الحافل نجح في تحقيق أهدافه كاملة.
وأضاف قشوط لـ"العين الإخبارية" أن أول معارك الجيش الليبي خارج حدوده كانت بسبب التهديد المباشر الذي يشكله "حسين حبري" على ليبيا في ثمانينيات القرن الماضي حيث تمكن الجيش بعدها من إسقاط نظامه وخلص تشاد وليبيا من ارتهانه للغرب ووقوعه في حضن دوائر المخابرات المعادية لليبيا، بحسب قوله.
وتابع "قشوط" قائلا إنه: "منذ دخول ليبيا دائرة العنف ظل الجيش الليبي القوة الخشنة في وجه الإرهابيين والناعمة مع الشعب الليبي حيت تمكن من وقف الاقتتال القبلي في مدينة سبها الذي استمر قرابة ٤ سنوات متتالية".
ولفت إلى أن الجيش الليبي استطاع تحرير ثلثي مساحة ليبيا الإجمالية وأسقط ذراع الإخوان السياسية المتمثلة في حكومة الوفاق غير الشرعية رغم استعانتها بتركيا ودول محورية لمساندتها.
واختتم قشوط حديثه قائلا إن "يوم تأسيس الجيش الليبي هو يوم وطني بامتياز يجب أن يدفع الليبيين باتجاه مصالحة وطنية ومؤسسية شاملة لتوحيد الجهود من أجل الدفاع عن ليبيا وبنائها بأسس سليمة للأجيال المقبلة"..
aXA6IDMuMTM5LjY3LjIyOCA=
جزيرة ام اند امز