"أرض البشر".. أنطوان دو سانت أكزوبيري يعود من جديد
طبعة عربية للسيرة الذاتية لأنطوان دو سانت أكزوبيري، التي حاز بها جائزة الأكاديمية الفرنسية واختيرت من أفضل 10 كتب مغامرات في التاريخ
في حُلة جديدة أعادت دار "الكرمة" المصرية إصدار الترجمة العربية لرائعة الطيّار والأديب الفرنسي أنطوان دو سانت اكزوبيري "أرض البشر"Terre des Hommes، وهو الكتاب الذي تم اختياره ضمن أفضل 10 كتب مغامرات ورحلات في التاريخ.
وقالت دار النشر في بيان لها إنها أعادت إصدار الترجمة العربية التي أنجزها المترجم مصطفى كامل فودة التي وصفتها بالترجمة "الأمينة والجميلة".
"أرض البشر" هي من فنون السيرة الذاتية، يروي بها "سانت اكزوبيري" خلال قيادته لطائرات البريد الجوي عبر صحراء شمال أفريقيا، وخلال هذه الفترة التقى العديد من العرب الرُّحل، ومن تلك التجربة استمد موضوع كتابه، الذي تقول عنه دار النشر المصرية "إنها سيرة ذاتية ممتعة وعميقة، حول تعرُّف المرء على نفسه من خلال تصرفاته أمام ما يصادفه من تحديات، تصل إلى ذروتها عندما يحكي لنا "سانت اكزوبيري" عن نجاته بأعجوبة بعد تحطم طائرته في الصحراء."
تمتاز تلك السيرة الذاتية بحس أدبي وفلسفي لافت، ضاعف من أهمية الكتاب الذي حاز العديد من الجوائز القيمة منها "الجائزة الكبرى للأكاديمية الفرنسية" و"الجائزة الأمريكية القومية للكتاب"، واختارته "ناشونال جيوجرافيك" كواحد من بين أفضل عشر كتب مغامرات ورحلات في التاريخ، وحصل كذلك على جائزة "أفضل كتاب مغامرات في الـ100 عام الماضية من مجلة «أوتسايد» المختصة بالسفر والرحلات.
و وصفته "نيويورك تايمز" بأنه "كتاب جميل، وشجاع، وكتاب يجب أن يُقرأ في مواجهة فوضى هذا العالم»، وقالت عنه "نيويورك تايمز بوك رفيو": هناك بعض الأفراد النادرين، الذين يضيفون، بمجرد وجودهم، ميزة للحياة، إذ توقظ دهشتُهم المستمرة أمام إمكانياتها شعورَنا الكامن بالتجدد والترقب. ولم يبرز أحد قَطُّ في هذا الصدد بشكل أكثر وضوحًا من الطيار والأديب الفرنسي أنطوان دو سانت اكزوبيري".
أنطوان دو سانت إكزوبيري ولد في مدينة ليون ومات في مهمة من أجل فرنسا عام 1944، وارتبط مصيره بالغموض والتضحية، حيث لاقى حتفه في أعقاب إحدى المهمات الاستطلاعية، ولم يعثر على جثمانه إلا في سنة 1988 على الساحل الفرنسي قبالة مدينة مرسيليا.
تجدر الإشارة إلى أن دو سانت أكزوبيري، مواليد عام 1900، هو صاحب رواية "الأمير الصغير"Le Petit Prince ، الذي تم اختيارها كواحدة من بين أفضل كتب القرن الـ20 في فرنسا، وترجمت إلى أكثر من 230 لغة، وباعت أكثر من 80 مليون نسخة في جميع أنحاء العالم، لتكون واحدة من أفضل الكتب مبيعا من الكتب المترجمة من الفرنسية.
ومن أبرز أقوال "الأمير الصغير" المأثورة المفعمة بالحس التأملي قوله: "للناس نجوم يختلف بعضها عن البعض الآخر، فمن الناس من يُسافر فتكون النجوم مرشدات له، ومن الناس من لا يرى في النجوم إلا أضواء ضئيلة، ومنهم من يكون عالِماً فتصير النجوم قضايا رياضية يحاول حلها، ومنهم من يحسب النجوم ذهبا، وهذه النجوم على اختلافها تبقى صامتة، أما أنت فتكون لك نجوم لم تكن لأحد من الناس".