"التايمز": خطبة خامنئي تعمق تصدعات نظام طهران
رد خامنئي على الأزمة يهدد بتوسيع الصدع مع مَن تبقى من الوجوه "المعتدلة" للنظام
عكس الغضب الذي بدا على وجه الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال خطبة الجمعة الماضية، حجم التصدعات في بنية نظام طهران.
فبينما كان المرشد علي خامنئي يؤم المصلين بعد خطبة كانت الأولى له منذ 8 سنوات، غادر روحاني المسجد باكرا، بعد أن جلس متجهم الوجه يستمع لعباراته التي جاءت لتهيئة الرأي العام الإيراني أمام تنامي العزلة الدولية، بعد تورط إيران في إسقاط طائرة ركاب أوكرانية أوائل الشهر الجاري.
وألقت صحيفة "التايمز" البريطانية الضوء على المشهد الذي أعدته دليلا إضافيا على عمق الشروخ في البيت الداخلي للنظام الإيراني الذي يعاني من عزلة دولية وإقليمية واحتجاجات داخلية، وانتفاضة ضد نفوذه في العراق ولبنان.
وخلال تقرير أعده مراسل الصحيفة ريتشارد سبنسر تحت عنوان "رسالة خامنئي المتشددة لإيران تعمق الصدع مع روحاني"، قالت "التايمز" إن رد خامنئي على الأزمة يهدد بتوسيع الصدع مع مَن تبقى من الوجوه "المعتدلة" للنظام، مثل الرئيس حسن روحاني، الذي جلس خلال الصلاة متجهم الوجه، وغادر المسجد باكرا، بينما كان خامنئي لا يزال يؤم الصلاة.
وأوردت الصحيفة أنه بالرغم من اعتراف خامنئي بالخطأ في استهداف الطائرة الأوكرانية خلال خطبة الجمعة، لكنه تجنب إلقاء اللوم في الحادث على الحرس الثوري وإدانته.
واعترف الحرس الثوري الإيراني بإسقاطه الطائرة المنكوبة، قائلا إن الحادث غير متعمّد، لكن مصادر غربية تشكك في الرواية الإيرانية.
وقال وزير الخارجية الأوكراني فاديم بريستايكو، الجمعة، إن بلاده لا تستبعد تعمد إيران إسقاط الطائرة.
خطبة خامنئي التي تأتي بعد مقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في غارة أمريكية ببغداد أعقبها بساعات إسقاط طهران الطائرة الأوكرانية، وُظفت لتقويض روحاني الذي يعد أبرز ووجوه ما يسمى "الجناح المعتدل" داخل النظام، الذي يتعرض بالفعل لهجوم من أنصار الحرس الثوري، بحسب "التايمز".
وأشارت الصحيفة إلى أنه في وقت سابق تكشف أن صهر الرئيس الإيراني قمبيز مهدي زاده كان واحدا من بين 90 مرشحا إصلاحيا حظرهم مجلس صيانة الدستور من الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة، في خطوة يبدو أنها تستهدف تعزيز الفصائل الموالية للحرس الثوري.
كانت تقارير قد كشفت، في وقت سابق، عن تصاعد التوترات بين الحكومة الإيرانية والحرس الثوري عقب إسقاط الطائرة الأوكرانية وتداعياتها الوخيمة على البلاد.
وذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية أن التوترات ازدادت بعدما وجه إليهم مكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني اتهامات بالتضليل فيما يتعلق بإسقاط الطائرة الأوكرانية.
وأوضحت أنه مع اندلاع الاحتجاجات التي شهدتها شوارع إيران احتجاجا على إسقاط الطائرة، بدأ أنصار روحاني يوجهون دفة الغضب الشعبي باتجاه خصومهم الأكثر تشددا في الحرس الثوري.
وتداول نشطاء عبر موقع "تويتر" مقطع فيديو يظهر فيه روحاني وهو يتعجل بالنهوض من الصلاة بالرغم من عدم انتهاء خامنئي من الصلاة، الأمر الذي يسلّط الضوء على الخلاف بين الاثنين، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع أزمة إسقاط الطائرة.
aXA6IDMuMTQ0LjExNS4xMjUg
جزيرة ام اند امز