تحقيق أهداف اتفاق باريس.. توقعات صادمة في 2028

هناك العديد من التساؤلات حول ما إذا كان العالم على الطريق الصحيح لتحقيق أهداف اتفاق باريس أم أنّ الحقائق العملية لديها من الآراء ما يمكن أن يكون صادما؟
في نهاية عام 2015، خرج اتفاق باريس عن مؤتمر الأطراف المعني بتغير المناخ في دورته الحادية والعشرين (COP21) في باريس عاصمة فرنسا. وكان ذلك الاتفاق مميزًا؛ إذ صُمم في الأساس ليحل محل "بروتوكول كيوتو" عام 2020.
بالفعل فُتحت أبواب التوقيع على الاتفاق، ثم دخل حيز التنفيذ في نهاية عام 2016. وهو اليوم أحد المراجع الأساسية لمتابعة تقدم العمل المناخي، ولعل من أبرز أهداف الاتفاق عدم تجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية؛ مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.
بعيد المنال؟
يبدو أنّ تحقيق هذا الهدف من اتفاق باريس صار بعيد المنال نوعًا ما؛ خاصة مع الارتفاع المستمر في درجات الحرارة؛ فقد أشار "تقرير فجوة الانبعاثات لعام 2024" إلى أنّه من المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة بما يتراوح بين 2.6 إلى 3.1 درجة مئوية على مدار القرن الحالي.
لذلك؛ يُقترح تعزيز قياس أهداف اتفاق باريس. وهذا ما يهدف الباحثون والعلماء لتحقيقه، وبالفعل استطاعت مجموعة بحثية من جامعة غراتس في النمسا أن تطور طريقة يمكنها التنبؤ بسرعة تزايد الاحتباس الحراري بدقة أكبر من أي وقت مضى ورصد أهداف اتفاق باريس بصورة أكثر موثوقية.
ووجدوا أنّ درجات الحرارة ترتفع بصورة أكبر من المتوقع في التقرير الأحدث للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC). ونشر الباحثون نتائجهم في دورية "كوميونيكاشنز إيرث آند إنفيرونمنت" (Communications Earth & Environment) في 2 يونيو/حزيران 2025.
رصد
حسنًا، لنعد إلى اتفاق باريس، وتحديدًا في المادة رقم 2، والتي تُشير إلى الحد من الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين، ويُفضل عدم تجاوز 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات عصر ما قبل الثورة الصناعية.
ولتوضيح الأمر وكيفية قياس درجات الحرارة؛ فهذا يُشير إلى رصد متوسط ارتفاع درجات حرارة الهواء السطحي العالمي على مدى 20 عامًا. وقد توقع تقرير الهئية الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الوصول إلى 1.5 درجة مئوية بين عامي 2030 إلى 2035. وهذا ما سعت المجموعة البحثية النمساوية على قياسه بدقة.
استعان الباحثون على مصادر البيانات المتاحة من مراكز المناخ الدولية. بعد ذلك، حسبوا رقمًا قياسيًا للفترة ما بين عامي 1850 إلى 2024. ووضعوا تنبؤات أيضًا حتى عام 2034، ثم تنبؤات لعام 2050. وخلص الباحثون إلى زيادة في درجة حرارة الهواء السطحي العالمي بنسبة أكبر 6%؛ مقارنة بنتائج الرصد التقليدي، وأننا سنتجاوز 1.5 درجة مئوية في عام 2028، وهذا على عكس التوقعات الأخرى من الهيئات الدولية المختلفة.
aXA6IDIxNi43My4yMTcuMSA= جزيرة ام اند امز