صراع المرتزقة والمليشيا بطرابلس.. اغتيالات تنذر بمعركة دموية
الخلاف تفاقم بسبب رواتب المرتزقة المرتفعة مقارنة بعناصر المليشيات إلى جانب انتهاك حرمة منازل المدنيين
تفاقمت حدة الخلافات في العاصمة الليبية طرابلس بين المرتزقة السوريين من جهة ومليشيات حكومة فايز السراج غير الدستورية من جهة أخرى، وسط مخاوف من كارثة إنسانية حال اندلاع نزاع مسلح بينهما.
وتقدر أعداد المرتزقة السوريين بنحو 17 ألفا في مواجهة 10 مليشيات بعدتها وعتادها ما ينذر بمجزرة بين الفصائل المختلفة التي يفترض أنها تعمل جميعا لصالح السراج.
بداية الاحتقان كان مع خروج الجيش الليبي من محيط العاصمة احتراما للتعهدات الدولية وإنجاحا لمساعي التفاوض للوصول إلى حل سلمي للأزمة.
وحينها بدأت تظهر الفوارق المنهجية بين التنظيمات المتطرفة والمليشيات في ليبيا، خاصة تلك المنتمية للقاعدة وداعش في مقابل مليشيات الارتزاق والجريمة.
وتفاقم الخلاف بسبب رواتب المرتزقة التي تتخطى أحيانا 2000 دولار لكل فرد، وهو مبلغ كبير في مقابل ما يتلقاه عامة عناصر المليشيات، ما أدى لنقاشات تحولت أحيانا لشجارات وإطلاق الرصاص في الهواء مثل ما حدث في حي صلاح الدين، خاصة مع اتهام كل طرف للآخر بالتخلي عن بلده والبحث عن الارتزاق.
وبدأ الدخان يتسرب من النيران الخفية إذ اقتربوا من جرائم أخلاقية، بعد تقدم المرتزقة إلى مناطق النازحين، وتمشيط منازل المدنيين والتصوير داخل غرف النوم ومنع العائدين، وأشياء أخرى لا تتناسب مع طبيعة الليبي ولو كان منتميا لإحدى المليشيات.
ومؤخرا أظهر عدد كبير من المرتزقة عدم الاكتراث بعادات وتقاليد الليبيين وخرجوا في مقاطع مصورة من غرف نوم منازل مواطنين في ليبيا يتباهون برواتبهم وبمقدرتهم على شراء المخدرات، ما أدى للاحتقان الذي ظهر بوضوح عبر مواقع التواصل الاجتماعي وانتقل إلى صدامات داخل العاصمة، ما دفع تركيا لنقل كمية كبيرة منهم خارج المناطق السكنية خاصة باتجاه محاور شرق مصراتة بوقرين والهيشة والقداحية وغيرها.
ورغم ذلك فقد أكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، في وقت سابق، وجود توتر واضح بين قادة مجموعات المرتزقة السوريين في ليبيا والجماعات المتطرفة الأخرى وصلت إلى عمليات تصفية، ورصد مقتل عدد منهم بأسلحة كاتمة للصوت.
وأمس السبت ألقت مليشيا من الملثمين، يرجح تبعيتهم لوزارة داخلية حكومة الوفاق، القبض على عناصر من المرتزقة التشاديين والسوريين بعد شكاوى مواطنين ليبيين بتعرض منازلهم لعمليات سطو ما تسبب في تزايد الاحتقان
ويقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان أعداد المرتزقة الذين نقلتهم تركيا إلى ليبيا بــ17 ألفًا، لدعم المليشيات.
ويخشى الليبيون من التأثير المتزايد لانتشار المرتزقة السوريين على تغيير الوعي الديني لليبيين وانتشار الفكر التكفيري المتطرف، وعودة التنظيمات الإرهابية إلى المدن غربي البلاد، خاصة أن غالبيتهم ينتمون لتنظيمات متشددة أبرزها داعش والقاعدة وجبهة النصرة وحراس الدين.
كما انتشرت جرائم الخطف والسرقة وتخريب معالم المدينة الأثرية والتعدي على المال الخاص والعام، وإعدامات ميدانية ضد عناصر الأمن ما يعد وفقا للقوانين الدولية جرائم حرب.
ويأتي هذا الصراع بالتوازي مع ما تشهده طرابلس منذ فترة من معارك مكتومة بين فايز السراج وفتحي باشأغا فيما يبدو أنه صراع على النفوذ داخل الحكومة المسيطرة على طرابلس، حسب مراقبين، خاصة بعد مقتل عبد القادر التهامي، رئيس مخابرات حكومة السراج على يد المليشيات.