السراج وباشا أغا.. "دمى أردوغان" تتصارع على الخراب
أعادت المليشيات الإرهابية في غرب ليبيا تشكيل تحالفاتها للظفر بغنيمة الخراب التي تتغذى عليها منذ عقد وبدأت الحشد للانقضاض على طرابلس.
وترجم حلفاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلافاتهم السياسية إلى لغة الرصاص خلال الساعات الماضية، حيث بدأ وزير الداخلية في الحكومة غير الدستورية فتحي باشا أغا حشد مليشيات مصراتة للانقضاض على طرابلس وإزاحة رئيس الوزراء فايز السراج.
واقتحمت عناصر من مليشيات مصراتة، الخميس، معسكر النعام التابع للمليشياوي هيثم التاجوري، بمنطقة تاجوراء، شرقي العاصمة طرابلس، فيما تجري مليشيات طرابلس تجهيزات "ضخمة" للهجوم على المعسكرات والمقار التابعة لوزير داخلية باشا أغا، غربي وجنوبي العاصمة طرابلس، بحسب مصادر أمنية.
وكشفت المصادر لـ"العين الإخبارية"، عن نشأة تحالف بين مليشيات مصراتة والزاوية ضد مليشيات طرابلس الممثلة في مليشيا ثوار طرابلس والنواصي ومليشيات معمر الضاوي.
وأكدت المصادر، أن محمد بحرون الملقب بـ"الفار" ومحمود رجب آمر مليشيا الفاروق الإرهابية شكلا قوة في مدينة الزاوية لدعم مليشيا باشا أغا، المسيطرة على بعض المواقع في طريق مطار طرابلس.
وفي إطار الحرب التي اشتعلت بين تلك المليشيات، أمر النائب العام ووزير داخلية السراج، مليشيا الردع للقبض على المليشياوي هيثم التاجوري، بتهمة سرقة المال العام.
وفي وقت سابق من العام الجاري عزل السراج باشا أغا من منصبه على خلفية مظاهرات غير مسبوقة في العاصمة طرابلس احتجاجا على تردي الأوضاع لكن وزير الداخلية نجح بقوة السلاح في البقاء بمنصبه بعد دعم من أنقرة التي استقبلته حينها لتعيد تموضع "دماها" بحسب مراقبين.
حرب ضروس
من جانبه، رجح الخبير السياسي الليبي رضوان الفيتوري أن تشهد العاصمة الليبية طرابلس حربًا ضروسًا بين مليشيات حكومة الوفاق غير الشرعية المتصارعة على السلطة.
وأضاف الفيتوري في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن مليشيات مصراتة تجهز نفسها لحرب تريد أن تستولي بها على العاصمة بالكامل، إلا أن مليشيات طرابلس ترفض أن يبقى باشا أغا صاحب القرار في المدينة.
وأكد الخبير السياسي الليبي أن العاصمة طرابلس الآن على صفيح ساخن، وستشهد تغيرًا لجغرافيتها السياسية، بسيطرة قوى جديدة على مفاصل صنع القرار فيها.
عودة التاجوري
من جانبه، يرى الخبير السياسي الليبي محمد قشوط أن التصعيد العسكري يأتي على خلفية عودة هيثم التاجوري القيادي في مليشيا ثوار طرابلس الذي كان على خلاف دائم مع مليشيات مصراتة خلال عام 2018.
وأضاف قشوط في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن فتحي باشا أغا والمليشيات الموالية له في مدينة مصراتة يسعون بكل الوسائل لدحر المليشيات الطرابلسية الموالية للسراج، وقد شهدت مناطق عديدة غرب العاصمة اشتباكات متقطعة بين المتصارعين على السلطة.
وأكد الخبير السياسي الليبي على أن قوة مليشيات مصراتة في تحالفها مع المرتزقة السوريين والخبراء الأتراك، وإذا حصلت مواجهة في العاصمة طرابلس فإن مليشيات المنطقة الغربية لن تستطيع هزيمة مليشيات مصراتة مثلما حدث في عام 2018.
ودفعت مليشيات مدينة مصراتة بتعزيزات عسكرية اتجاه العاصمة طرابلس كقوة مساندة لوزير داخلية حكومة الوفاق غير الشرعية فتحي باشا أغا.
ومر رتل ضخم يتبع المليشيا 166 التي يقودها المجرم محمد الحصان في وقت متأخر من ليلة الخميس، على منطقة الخمس على الساحل الشرقي لمدينة طرابلس.