انتخابات فجّرتها الحرب.. هل تداوي أرمينيا جرح "قره باغ"
في محاولة لرأب الصدع الذي تسببت فيه الخسارة العسكرية في "قره باغ"، تشهد أرمينيا اليوم، انتخابات برلمانية مبكرة، تنذر باحتجاجات قادمة.
ويأمل رئيس الوزراء نيكول باشينيان، الذي يتعرض لضغوط بعد خسارة عسكرية أمام أذربيجان، بإقليم "قره باغ" العام الماضي، في تجديد ولايته، لكنه في سباق صعب مع منافسه.
ويتنافس الصحفي السابق نيكولا باشينيان الذي أصبح رئيسا للحكومة في 2018 بعد ثورة سلمية ضد النخب الفاسدة القديمة، مع خصمه الرئيس السابق روبرت كوتشاريان الذي ينحدر من "قره باغ" ويتهم الأول بعدم الكفاءة ويطرح نفسه على أنه قائد يتمتع بخبرة.
وفي انتخابات اليوم التي دعا إليها باشينيان على أمل امتصاص الغضب وتجديد ولايته، دُعي نحو 2,6 مليون ناخب أرمني إلى التصويت لاختيار أكثر من 100 لولاية مدتها خمس سنوات في تصويت يجري على أساس التمثيل النسبي.
لكن أمام باشينيان تحدي للفوز، خاصة في ظل الاحتجاجات المنتظمة في الشوارع التي تطالبه بالتنحي بسبب شروط اتفاقية السلام التي أنهت الصراع، بموجب الاتفاق الذي توسطت فيه روسيا، واستعادت أذربيجان السيطرة على الأراضي التي فقدتها خلال الحرب في أوائل التسعينيات.
وفي دفاعه عن هذا الأمر، يقول باشينيان إنه كان عليه الموافقة على الهدنة، من أجل منع المزيد من الخسائر البشرية والإقليمية.
في المقابل، يواجه كوتشاريان ، تحقيقا في فساد، كما تم التحقيق معه بشأن حملة قمع مميتة للمتظاهرين منذ أكثر من عقد.
ويقول مراقبون سياسيون إنه من الصعب التكهن بنتيجة الانتخابات مع ارتفاع اللامبالاة بين الناخبين واجتذاب كل من باشينيان وكوتشاريان حشودًا ضخمة في الأيام الأخيرة من السباق.
ويخشى كثر من وقوع صدامات بين مناصري أقوى حزبين في وقت استبق باشينيان النتائج، داعياً منافسيه إلى التجمّع الإثنين في الساحة نفسها للاحتفال بالفوز.
ولطالما شهدت أرمينيا اضطرابات تعقب الانتخابات. فقبل انتفاضة 2018 سُجِن باشينيان الصحفي السابق لنحو عامين على خلفية دوره في مظاهرات قمعت بشكل دموي عام 2008.
يُذكر أن من يشكل أغلبية في البرلمان يحق له انتخاب رئيس الوزراء الذي يرشحه رئيس الجمهورية.
ويحتاج الحزب أو التحالف الفائز إلى الحصول على 50٪ على الأقل من المقاعد بالإضافة إلى واحد ويمكن تخصيص مقاعد إضافية لتشكيل الحكومة.
aXA6IDE4LjIyMi45OC4yOSA= جزيرة ام اند امز