الأرمن في إثيوبيا.. تواجد منذ القدم وأثر بارز معماريا وتجاريا
الأرمن يشكلون حضوراً قوياً منذ القدم في المجتمع الإثيوبي، حيث يعود التواجد الأرمني في هذه المنطقة للقرن الأول الميلادي.
توصف إثيوبيا بأنها متحف الشعوب والقوميات، وذلك لوجود أكثر من 80 قومية بمختلف ثقافاتها وعاداتها وتباين لغاتها، إلى جانب تواجد شعوب وأمم من قارات العالم نتيجة الهجرات القديمة.
ومن بين الأمم التي تحتضنها إثيوبيا، نجد الأرمن الذين سجلوا حضوراً في إثيوبيا منذ القدم، إذ يعتبر الأرمن إحدى الجاليات الرئيسية، وإن قل عددهم لأسباب عديدة؛ من بينها الهجرة العكسية لأرمينيا ودول الغرب.
وشكّل الأرمن حضوراً قوياً منذ القدم، لدرجة تزاوجهم وانصهارهم في المجتمع الإثيوبي، حيث يعود التواجد الأرمني في هذه المنطقة للقرن الأول الميلادي.
ومعظم الأرمن في إثيوبيا يتواجدون في العاصمة أديس أبابا، ويتمتعون بحرية كاملة في ممارسة طقوسهم الدينية والقومية عبر مدارسهم وكنائسهم الخاصة بهم.
وقال تدروس يوهانس مواطن إثيوبي من سكان مدينة أديس أبابا، إن الأرمن كان لديهم دور بارز في نقل المعارف والحضارة إلى إثيوبيا.
وأوضح "يوهانس"، لـ"العين الإخبارية"، أن الأرمن يعتبرون من أفضل صانعي وبائعي المجوهرات، وقال إن تواجدهم بالعاصمة أديس أبابا خاصة منطقة بياسا واضح ومؤثر، فقد أكسبوا المنطقة حيوية، خاصة في المجال الاقتصادي، بفتح محلات التجارة للأقمشة والمجوهرات، وتأسيس دور العبادة التابعة لهم.
ومنطقة بياسا وسط العاصمة أديس أبابا، تعتبر من المناطق القديمة بالعاصمة، وتشتهر بالعديد من محلات المجوهرات، ويبرز دور وتأثير الأرمن عبر هذه المحلات، بجانب لمساتهم الفنية على مباني المنطقة.
وقال إن دور الأرمن في إثيوبيا يبرز في فن المعمار، وكيفية صناعة الذهب والمجوهرات، ومنهم من عمل في صناعة الأحذية والخياطة، كما لهم إسهام في الموسيقى الإثيوبية من خلال مشاركاتهم بمدرسة "ياريد" للموسيقى في أديس أبابا.
ومدرسة ياريد لتعليم الموسيقى بأديس أبابا، أول مؤسسة لتعليم الموسيقى وأنشئت في إثيوبيا عام 1954 من قبل وزارة التعليم والفنون الجميلة، كمركز تعليمي مملوك للدولة، للتدريب على الموسيقى الإثيوبية في البلاد.
ويعتقد البعض أن سبب استمرار التواجد الأرمني في إثيوبيا يعود للإيمان الأرثوذكسي المشترك الذي يجمع الكنيستين الأرمنية والإثيوبية، وتشاركهما به أيضاً الكنيسة السريانية الأرثوذكسية.