دعوات "إخوانية" للتظاهر شرقي ليبيا.. فوضى لإسقاط الجيش
الدعوة تصب في صالح حكومة فايز السراج وقطر وتركيا للضغط على الجيش للانسحاب من سرت والجفرة
كشفت مصادر سياسية وعسكرية ليبية عن محاولات لتنظيم الإخوان الإرهابي للظهور مرة أخرى شرقي البلاد تحت أغطية جديدة لزعزعة الاستقرار وخلق فوضى أمنية.
وتأتي تلك المحاولات لصالح حكومة فايز السراج وقطر وتركيا للضغط على الجيش للانسحاب من سرت والجفرة تمهيدا للانقضاض على الحقول النفطية.
وشهدت ليبيا الأيام الماضية دعوات للتظاهر، الخميس، تحت عنوان "حراك 20 أغسطس" للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية وركزت الدعوات على التظاهر بكثافة بمدن شرقي ليبيا.
وقال خالد الترجمان، رئيس مجموعة العمل الوطني الليبي، إن ثمة مطالب شعبية تعود للظروف المعيشية، لكنها ليست بالقدر الذي يروج له ولا تقارن بالنظر إلى الكوارث التي يعيشها سكان غربي ليبيا مع اختلاف الإمكانيات بين المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش والأخرى التى تقع تحت سطوة مليشيات الوفاق.
وأوضح الترجمان، خلال اتصال هاتفي مع "العين الإخبارية"، أن تلك المطالب ترافقها محاولات لإعادة إنتاج مشهد 2011 باستغلال الموقف لتحقيق مكاسب سياسية لصالح تنظيم الإخوان الإرهابي بخلق فوضى شرقي ليبيا لإعادة ترتيب المشهد بما يتوافق مع مصالح التنظيم.
تحالفات قديمة متجددة
بينما يربط الناشط السياسي عبد الله خنفر بين تلك الدعوات وأخرى مطالبة بترشيح سيف، نجل العقيد الراحل معمر القذافي.
وأشار، في حديث لـ"اليعن الإخبارية"، إلى وجود تحالف قوي قديم وتم تجديده مؤخرا بين أنصار النظام السابق - وتحديدا أنصار سيف القذافي وفصائل إخوانية - في إطار ما يسمى "مشروع ليبيا الغد" الذي يجمعهم بالقيادي الإخواني المقيم في تركيا على الصلابي والقيادي في الجماعة المقاتلة عبد الحكيم بلحاج.
ومن زاوية أخرى يرى، جمال شلوف المحلل السياسي، أن دعوات الخروج ضد القيادة العامة للجيش تتضمن داخلها رسالة للقوى الدولية مفادها أن هناك بدائل للجيش والبرلمان، شرقي ليبيا، وهو سيف القذافي الذي عادت مجموعات تطالب بترشحه.
الحرب على رئيس الأركان
ويربط مصدر مقرب من القيادة العامة للجيش، فضل عدم ذكر اسمه، بين هذه الدعوات ومحاولات سابقة لبعض المحسوبين على النظام السابق لشق صف قيادة الجيش.
وحسب المصدر فإنه حين لم يستجب الفريق عبد الرازق الناضوري، رئيس أركان الجيش، وواجه تلك المحاولات بشدة قامت هذه المجموعة بتشويه الناظوري والذي يترأس اللجنة العليا لمكافحة وباء كورونا ومحاولة نشر الفيرس وإحداث ضجة إعلامية مفتعلة حول تقصيره.
وحين لم تفلح الحملة عادت هذه المجموعات للزج باسم الفريق في حراك الخميس 20 أغسطس، وفق المصدر نفسه.
إجبار الجيش على التراجع بسرت
وحسب مصدر بالقيادة العامة للجيش لـ"العين الإخبارية" قإن هذا يأتي في إطار خلق ضغط شعبي على القيادة العامة للجيش والقبائل والبرلمان المنتخب.
وأشار إلى أن ذلك يستهدف بالأساس استكمال أوراق الضغط على القيادة العامة لتحقيق مجموعة من المكاسب لصالح تنظيم الإخوان وحكومة السراج وتركيا وقطر وعدد من القوى الدولية.
وأوضح المصدر أن ثمة ضغوط من بعض القوى الدولية منذ فترة على قيادة الجيش والبرلمان لإجبارهما على التراجع عن سرت والجفرة إلى مدينة أجدابيا تمهيدا لنشر ما تسمى "قوات أمنية مشتركة"، بينما هي بالأساس قوات تابعة للسراج وموالية لقطر وتركيا، والهدف بالأساس الانقضاض على الحقول النفطية.
ومنذ إغلاق القبائل لحقول النفط وانحياز الجيش الليبي لموقف القبائل وتسعى قوى دولية، ومعها تنظيم الاخوان، لإعادة فتح آبار النفط بغض النظر عن شروط الليبيين، وهو ما يصب في النهاية بخزائن المصرف المركزي التركي.
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA= جزيرة ام اند امز