سودانيون يعتصمون أمام مقر قيادة الجيش لليوم الثالث.. والأعداد تتزايد
السلطات السودانية أغلقت جميع الجسور المؤدية للخرطوم من بقية مناطق العاصمة في محاولة لوقف التدفق.
واصل آلاف السودانيين اعتصاما مفتوحا أمام مقر القيادة العامة للجيش بالخرطوم لليوم الثالث على التوالي، وسط تزايد في العدد ومحاولات من الشرطة لفضه بالقوة الجبرية بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة.
وتصدى الجيش السوداني لقوة أمنية، فجر الإثنين، حاولت فض الاعتصام بالقوة الجبرية، ومنعها من التعرض للمحتجين، حسبما نقل شهود عيان لـ"العين الإخبارية"، الذين أكدوا وجود انتشار كثيف للجيش السوداني في محيط مقر القيادة العامة وهو مجمع شديد التحصين يضم وزارة الدفاع ومقر إقامة الرئيس عمر البشير .
وسمع سكان المناطق القريبة من قيادة الجيش أصواتا مدوية في الثلث الأخير من ليل الأحد حتى طلوع شمس يوم الإثنين، بدأت كأنها أصوات لإطلاق رصاص وقنابل غاز مسيلة للدموع، وسط تقارير بسقوط محتج قتيلا وعدد من الإصابات بصفوف الجيش جرى إسعافهم بالمشافي المجاورة.
وبدأ المحتجون في التوافد مجدداً على مقر قيادة الجيش بعد أن تناقص العدد ليلاً كما هو معهود منذ الدخول في اعتصام مفتوح يوم السبت الماضي، حيث يتضاعف العدد نهاراً.
وعمدت السلطات السودانية إلى إغلاق جميع الجسور المؤدية للخرطوم من بقية مناطق العاصمة لليوم الثالث في محاولة لوقف التدفق، لكن المواطنين آثروا العبور مترجلين للوصول إلى ساحة الاعتصام.
ووجد التفاعل الإيجابي من الجيش احتفاء بالغاً من جانب المعتصمين، حيث أظهرت مقاطع مصورة بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حملهم لبعض أفراد القوات المسلحة على أكتافهم وهم يهتفون بـ"الجيش معانا ماهمانا" في إشارة إلى أنهم لا يكترثون لأي شيء طالما يساندهم الجيش ويحميهم.
وتشهد ساحة الاعتصام أمام قيادة الجيش أجواء احتفالية، وترديد النشيد الوطني، في مشهد يبدو ذا صلة بنشر الجيش سياراته وتوفير الحماية لهم من القوات التي حاولت فضهم بالقوة.
واعتبر مراقبون للمشهد السوداني أن موقف الجيش من المعتصمين وإن كان فردياً، سيكون محفزاً أمام تدفق المزيد من المواطنين لساحة الاعتصام أمام القيادة العامة وهو ما يزيد الوضع تعقيدا بالنسبة للحكومة التي تسعى لفض الاعتصام.
وفي خضم هذه التطورات، ينتظر أن يقدم وزيرا الدفاع والداخلية بالسودان تقارير أمام البرلمان، اليوم الإثنين، حول الأوضاع الأمنية في البلاد، بعد أن استدعاهما أمس بشأن تصاعد وتيرة الاحتجاجات.
وتبدو الشقة متباعدة لحد كبير بين الأطراف السودانية، حيث تتمسك الحكومة بالانتخابات كخيار أوحد لتداول السلطة، بينما يمضي المحتجون في تصعيد المقاومة السليمة بالاعتصام أمام أكثر المناطق حساسية في البلاد لليوم الثالث وبثبات استعصى على الأجهزة الأمنية.
ويوم أمس الأحد، دعا مجلس الدفاع السوداني، خلال اجتماعه برئاسة البشير، إلى أهمية جمع الصف الوطني وتحقيق السلام، وضرورة الاحتكام لصوت العقل لتجنيب البلاد الانزلاق نحو الفتن.
وقال المجلس إن المحتجين يمثلون شريحة من شرائح المجتمع التي يجب الاستماع إلى رؤيتها ومطالبها، مشيراً إلى حرص الحكومة السودانية على الاستمرار في الحوار مع جميع الفئات بما يحقق التراضي الوطني.
فيما حذّر المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية وزير الإعلام حسن إسماعيل، أمس الأحد، من مغبة وقوع حرب أهلية، بسبب حالة الاستقطاب السياسي الحاد.
واتهم خلال تصريحات لقناة السودان الفضائية، جهات ومنظمات خارجية وجاليات مرتبطة بتجمع المهنيين والمعارضة بجمع أموال كبيرة لتمويل حشد القيادة العامة.
لكن المعارضة السودانية على لسان كثير من قياداتها ترى أن المقاومة السلمية في مواجهة النظام الحاكم وإسقاطه تمثل الطريق الأمثل والأنجح لضمان الأمن والاستقرار في البلاد.
ومنذ 19 ديسمبر/كانون الأول الماضي، يشهد السودان مظاهرات متواصلة ضد للحكومة، اندلعت في بدايتها بسبب ارتفاع الأسعار ونقص السيولة النقدية، قبل أن تتطور لاحقا إلى احتجاجات تطالب برحيل الرئيس البشير الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما.
aXA6IDE4LjE5MS4yNy43OCA= جزيرة ام اند امز