قصة نجاح أرنولد بيتر مولر.. فر من الحرب ليغزو العالم بأسطول بحري
في مجالات ريادة الأعمال تعدد قصص النجاح الملهمة التي كان أبطالها ملهمين في مجالاتهم لإقدامهم على القيام بما لم يسبقهم له أحد.
من ضمن هذه القصص الملهمة، قصة رائد الأعمال الدنماركي أرنولد بيتر، المعروف بكونه رائد الشحن البحري في العالم، الذي غير من شكل صناعة الشحن البحري بناء على رؤيته المستقبلية منذ تأسيسه شركته مطلع القرن الماضي عام 1904.
في ذلك الوقت، أدخل أرنولد للمرة الأولى السفن البخارية لمجال الشحن البحري في الدنمارك والعالم، معتبرا ذلك فرصة لتغيير تاريخ الملاحة والشحن البحري.
وكان أرنولد من ضمن المستفيدين من نشوب الحرب العالمية الأولى، التي حققت شركته من ورائها أرباحا طائلة، فخلال الحرب أصبحت شركته للنقل البحري رابع أكبر شركة شحن في الدنمارك.
ومن بعد مرحلة الحرب العالمية الأولى شهدت شركة أرنولد نموا كبيرا، في فترة ما بين الحربين، حتى أصبحت الشركة الأكبر للشحن البحري في الدنمارك، بحلول اندلاع الحرب العالمية الثانية.
وفي الفترة بين عام 1940 وحتى 1945 خلال فترة احتلال الدنمارك، لجأ أرنولد بيتر لإدارة شركته من الولايات المتحدة الأمريكية، التي كانت ملاذا للكثير من الهاربين من أهوال الحرب في قارة أوروبا.
ورغم اتخاذه للولايات المتحدة ملجأ له ولأعماله، إلا أنه واجه خسارة اقتصادية كبيرة، بسبب استغلال حكومة الولايات المتحدة لسفنه للشحن لصالح المجهود الحربي خلال الحرب العالمية الثانية، دون أن تقدم له تعويضات مجزية مقابل هذا الاستغلال.
رغم ذلك، لم يستسلم أرنولد بيتر، وقام بالنهوض بشركته من كبوتها، وبدأ من جديد في عملية توسع تدريجية، حتى عادت لتحقيق الأرباح.
وأصبحت شركة "خطوط ميرسك" للنقل البحري منذ ذلك الوقت، من أهم وأشهر شركات شحن الحاويات في العالم، كان الفضل في تأسيسها للدنماركي الذي كان من مواليد عام 1876، واستمر على نهج النجاح في عمله حتى وفاته عام 1965.
وخلف أرنولد بيتر مول نجله "ميرسك" الذي اختار اسم الشركة تيمنا به، والشركة تضم الآن ما يزيد عن 374 مكتبا في 116 دولة حول العالم، وتدير أسطولا من سفن الشحن قوامه ما يزيد عن 786 سفينة.
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuNTIg جزيرة ام اند امز