الكشف عن سر اختطاف رئيس مؤسسة الإعلام الليبية
حقوقيون وصحفيون يؤكدون أن اعتقال "محمد بعيو" جاء للتستر على سرقة بمبلغ 35 مليون دينار من قبل "سليمان دوغة".
اعتبر حقوقيون ليبيون، أن اعتقال رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد بعيو، رسالة قمع من المليشيات المسلحة، لحرية الصحافة الليبية لوأد أي محاولة للخروج عن الطريق المرسوم.
وأكدوا أن اعتقال "بعيو" محاولة من المليشيا المسلحة للتستر على سرقة مبلغ 35 مليون دينار ليبي ( 1 دولار أمريكي يساوي1.37 دينار ليبي) من قبل مدير قناة ليبيا الأحرار الخاصة التي تبث من تركيا، سليمان دوغة، حين تولى إدارة "قناة ليبيا" الحكومية عام 2013.
واختطفت مليشيا مسلحة تابعة لحكومة "السراج"، الأربعاء، رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد بعيو، المنتمي للحكومة ذاتها، على خلفية قرارين أصدرهما، أولهما: إحالة مدير قناة "ليبيا الأحرار"، الذراع الإعلامية للمليشيات، إلى التحقيق بتهمة تبديد واختلاس أموال، والثاني: إزالة شعار "بركان الغضب" من القنوات الرسمية.
- الإرهابي "البيدجا" عدو المهاجرين بليبيا هدد صحفية إيطالية بالقتل
- مليشيات طرابلس تختطف رئيس مؤسسة الإعلام الليبية
محمد جبريل اللافي، الحقوقي الليبي، قال لـ"العين الإخبارية"، إن الصحفي محمد بعيو، اعتقل على خلفية قراراته بتغيير الخطاب الإعلامي من خطاب تحريضي إلى تصالحي ظاهريًا، وهو ما لا تفهمه المليشيات التي لا تؤمن إلا بالسلاح.
وأوضح اللافي، أن واقعة الاختطاف تعود جراء قضية سرقة مبلغ 35 مليون دينار من قبل المدعو "سليمان دوغة"، مشيرًا إلى أن المبلغ الذي كان مخصصًا كميزانية للقناة، استولى عليه "دوغة" عندما تولى إدارة "قناة ليبيا" الحكومية.
من جانبه، قال المحلل السياسي والعسكري الليبي شرف الدين العلواني، إن اعتقال "بعيو" لأنه ليس من بين المرضي عنهم من قبل المليشيات التي تريد تحويل الإعلام الحكومي الليبي إلى شركة دعاية خاصة للمليشيات.
وأدانت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، الأربعاء، اختطاف رئيس الهيئة الليبية للإعلام ، مؤكدة أن ذلك انتهاك فاضح وصارخ لحرية الصحافة والإعلام وحرية الرأي والتعبير.
كما طالبت المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بسرعة التحرك لوقف هذه الممارسات والانتهاكات و الجرائم، والإيفاء بالتزاماتها تجاه حماية الحقوق والحريات العامة وضمان سلامة وأمن الليبيين بشكل عام، والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في طرابلس.
من جانبه، أدان رئيس تحرير تحرير صحيفة "ليبيا المستقبل" حسن الأمين، اعتقال الصحفي محمد بعيو، قائلا:" أدين بشدة هذا العمل البربري الجبان"، محملا المليشيا المسلحة وحكومة الوفاق، مسؤولية الحادث.
أما الباحثة حنان صالح بمنظمة هيومان رايتس ووتش، فطالبت بكشف أسباب الحادث وإبراز مذكرة الاعتقال من النيابة العامة إن وجدت.
وكان محمد بعيو، المعين بقرار فايز السراج، أصدر عدة قرارات بحظر خطاب الكراهية أو نشر ما يتعلق بما أسماه “الحرب الأهلية” على القنوات ووسائل الإعلام التابعة لحكومة الوفاق.
ووجه بعيو القنوات التابعة للوفاق، بالتقيد بمقتضيات إعلام السلام، والتوقف عن بث كل ما يؤجج روح الحقد والكراهية، أو يرسخ ثقافة الانتقام والثأر مع المعالجة الإعلامية الواعية للحروب والاعتداءات.
ويعاني الصحفيون بما فيهم الأجانب، من مضايقات من قبل مليشيات حكومة فايز السراج، تنوعت ما بين الملاحقات القضائية، والتهديد والمنع من العمل، والاعتقال التعسفي، ووصلت إلى 35 حالة في طرابلس.