إخراج مرتزقة تركيا.. تشكيك ليبي بقدرة السراج
خبراء ليبيون أكدوا أن الجيش قادر على الإيفاء بالتزاماته بينما السراج لا يستطيع ذلك
شكك خبراء سياسيون ليبيون في إمكانية إخراج المرتزقة من ليبيا خلال 90 يومًا حال تشكيل حكومة جديدة، مؤكدين أن المجتمع الدولي أو حكومة الوفاق لا يستطيعان تنفيذ هذا الاتفاق نظرا لوقوف الاحتلال التركي عائقا أمام التطبيق.
ووصف الخبراء، في أحاديث لـ"العين الإخبارية"، مؤتمر جنيف بـ"حوار طرشان" بين الجيش الليبي القادر على الإيفاء بالتزاماته وبين ممثلي فايز السراج، الذين لا يستطيعون تنفيذ أي اتفاقات بسبب سلب إرادتهم من قبل تركيا.
وتوصلت مفاوضات فرقاء ليبيا التي عقدت في جنيف على مدار ثلاثة أيام، إلى اتفاق يقضي بخروج القوات الأجنبية في غضون 90 يومًا تحت إشراف الأمم المتحدة.
وقالت المبعوثة الأممية، خلال مؤتمر صحفي عقدته الأربعاء في جنيف، إن الأطراف الليبية اتفقت على فتح الطرق الداخلية بين شرق وغرب ليبيا، وعلى فتح مسارات برية وجوية.
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل، إن المفاوضات إن لم تناقش نزع السلاح وتفكيك المليشيات وإعادة هيكلة القوات المسلحة بالبلاد، فإن كل ما يجري "مجرد هرطقة وتخاريف أمريكية"، على حد قوله.
وأضاف عقيل، أن "الليبيين لن يصدقوا ألاعيب أمريكا التي تحاول خداعهم بأنها ماضية بالقضاء على المليشيات المسلحة، لأنهم وحدهم من يذوقون مرارة الحرب بشكل يومي منذ انتهاء حرب التحرير بقرار أمريكي".
وأكد أن "واشنطن غير معنية باستقرار ليبيا أو القضاء على المليشيات، بل تحويل المفيد منها إلى عملاء لتصفية المليشيات الضارة مقابل فرضهم على الليبيين".
عضو مجلس النواب الليبي علي التكبالي، شن هجومًا حادًا على المبعوثة الأممية بالإنابة إلى ليبيا ستيفاني وليامز، مشيرًا إلى أن تصريحاتها حول إخراج المليشيات من ليبيا خلال 90 يومًا من تشكيل الحكومة ليس في محله، لأن "ستيفاني لن تكون في ليبيا كي تشهد الحكومة فهي ستترك ليبيا قبل ذلك"، على حد قوله.
وأكد التكبالي، لـ"العين الإخبارية"، أن ممثلي مليشيا الوفاق في حوار جنيف، لا يمكنهم تطبيق نتائج الحوار على الأرض، إلا بتدخل قوى خارجية.
بدوره، قال مختار الجدال، عضو المجلس الانتقالي السابق، إن اتفاق إخراج المرتزقة من طرابلس "لا يمكن تنفيذه"، مؤكدًا أنه "لا المجتمع الدولي أو فايز السراج يمكنهم تطبيق آلية إخراج المرتزقة، أو حتى مجرد ذكر ذلك بوسائل الإعلام التابعة لتنظيم الإخوان".
وتساءل الجدال عن كيفية إخراج المرتزقة؟ وما آلية تطبيق هذا الاتفاق في ظل استمرار الجسر الجوي التركي لإغراق ليبيا بالسلاح والمرتزقة؟
وأشار إلى أن المبعوثة الأممية متفائلة "لأن من أمامها اتفقوا، لكن أطراف المليشيات لن تقبل بترك السلاح وتفكيكها".
وجاءت اجتماعات جنيف، استكمالا لحوار مدينة الغردقة المصرية، حيث اتفقت الأطراف الليبية على الإفراج الفوري عن المحتجزين على أساس الهوية من دون أية شروط أو قيود، واتخاذ التدابير العاجلة لتبادلهم عبر تشكيل لجان مختصة من الأطراف المعنية.
كما اتفقت الأطراف الليبية على وقف حملات التصعيد الإعلامي وخطاب الكراهية واستبدالها بخطاب التسامح والتصالح ونبذ العنف والإرهاب، والإسراع في فتح خطوط المواصلات الجوية والبرية بما يضمن حرية تنقل الليبيين بين كافة مدن البلاد.