هل ألقى جندي إسرائيلي الحجارة دفاعا عن فلسطينيين؟
اعتقل الجيش الإسرائيلي، الجمعة، جنديا خارج الخدمة بعد اتهامه بإلقاء الحجارة على جنود، وهو ما نفاه ناشط يساري كان معه.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الجندي كان مع نشطاء سلام إسرائيليين وفلسطينيين حينما ألقى الحجارة على جنود في جنوبي الضفة الغربية.
وأشار إلى أن عددا من المشتبه بهم، بمن فيهم إسرائيليون وفلسطينيون، ألقوا الحجارة على جنود بالقرب من بؤرة استيطانية عشوائية في جنوبي الضفة الغربية.
وذكر أنه تم اعتقال الجندي خارج الخدمة ونقل للتحقيق.
ولكن أحد النشطاء نفى بشدة المزاعم عن أن النشطاء اليساريين والفلسطينيين قد هاجموا قوات الجيش الإسرائيلي.
وقال لموقع "تايمز أوف إسرائيل" الإخباري الإسرائيلي إنه وإسرائيليا آخر كانا يساعدان راعيا فلسطينيا في المنطقة.
وأضاف أنه في مرحلة ما ظهر الجنود وادعوا أنهم موجودون في منطقة عسكرية مغلقة، وحاولوا إخراج الإسرائيليين والراعي الفلسطيني من المنطقة.
ولفت إلى أنه لم يكن هناك عنف تجاه القوات عندما بدأوا بمغادرة المنطقة العسكرية المغلقة، حينما تم اعتقال الناشط الآخر، وهو الجندي خارج الخدمة.
وذكر أنه تم إلقاء الحجارة بالقرب من الأغنام من أجل إخراجها من المنطقة وليس على القوات.
ويظهر مقطع فيديو صوره الناشط أن المشتبه به قُبض عليه على ما يبدو دون مقاومة.
وتم إطلاق سراح الناشط، الجندي خارج الخدمة، المحتجز بعد استجوابه من قبل الشرطة، ومُنع من دخول منطقة جنوب الخليل لمدة 15 يومًا.
ولكن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني جانتس قال إنه "يدين بشدة" الهجوم المزعوم.
وكتب جانتس على تويتر: "لن نسمح لأي شخص بإلحاق الأذى بجنود الجيش الإسرائيلي الذين ينفذون مهمتهم من أجل أمن إسرائيل".
وأضاف: "هذا حادث خطير سيتم التعامل معه بأكبر قدر من الدقة".
ومن جهته فقد وصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي الحادث بأنه "سلوك إجرامي".
وقال كوخافي في بيان إنه "يدين بشدة الهجوم على جنود الجيش الإسرائيلي وينظر إلى السلوك العنيف والإجرامي بحدة كبيرة".
هل وقع الحادث فعلا؟ شريط فيديو يشكك
وعارضت منظمة "ييش دين" اليسارية الإسرائيلية غير الحكومية الادعاء بأن الجنود تعرضوا للهجوم في تلك الحادثة وقدمت فيديو للحدث، حيث كان النشطاء يرافقون رعاة فلسطينيين.
وأشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية إلى أن "ييش دين" استندت في معلوماتها إلى شهادة قدمها مصور مستقل قام بتسجيل مقاطع فيديو للحادث، حيث يمكن رؤية جنود الجيش الإسرائيلي وهم يشرحون للفلسطينيين والناشطين أنهم كانوا في "منطقة عسكرية مغلقة" وعليهم المغادرة.
ويسأل النشطاء الجنود: "إنها أرضه (المزارع الفلسطيني) وأنتم تطلبون منه المغادرة، ربما لا يجب أن تكونوا أنتم هنا".
وطلب أحد النشطاء من الجنود إبراز أمر مكتوب بأن المنطقة مصنفة كمنطقة عسكرية مغلقة.
ولكن الجنود ردوا على النشطاء أن بإمكانهم الاختيار بين إلقاء القبض عليهم أو مغادرة المنطقة.
ويُظهر الفيديو ثلاثة أو أربعة جنود يقفون على طريق ترابي صخري، يتحدثون إلى راع فلسطيني كانت خرافه وراءه.
وقالت الصحيفة: "إلى الجانب، خلف الأغنام وبعيدًا عن الجنود، يمكن للمرء أن يرى ناشطًا يرتدي سترة حمراء. لا يبدو أن الجنود في أي وقت في مقطع الفيديو الذي تبلغ مدته دقيقتين و40 ثانية يتصرفون كما لو كانوا في خطر أو يتراجعون بسبب حجر".
وأضافت: "تم إرسال عدد قليل من الجنود إلى الناشط الذي كان يقف على مسافة وساروا به عائدين إلى الطريق".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "لم يقدم الجيش الإسرائيلي أي مقاطع فيديو أو صور لمشاجرة عنيفة، لكن الحادث ندد به كل من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي وأدانه وزير الدفاع بيني جانتس".
واعترض عضو الكنيست من حزب "ميرتس" اليساري موزي راز على ما سماه "التناقض" ما بين بيان الجيش الإسرائيلي ومقاطع الفيديو من الموقع، والذي قال إنه يظهر أن الهجوم الذي تحدث عنه الجيش الإسرائيلي لم يحدث أبدًا.
وطلب راز من جانتس وكوخافي التحقيق في كيفية إصدار مثل هذا البيان.
وجاء الحادث في وقت تصاعدت فيه دعوات العديد من الدول الغربية لضبط النفس وتفادي التصعيد في الضفة الغربية مع الارتفاع الملحوظ وغير المسبوق في أعداد القتلى الفلسطينيين.
كما وجهت العديد من الدول دعوات إلى الجيش الإسرائيلي لوقف عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين.
وينشط نشطاء من اليسار الإسرائيلي لمساعدة الفلسطينيين في شمالي وجنوبي الضفة الغربية لمنع اعتداءات الجيش والمستوطنين الإسرائيليين عليهم.
aXA6IDMuMTIuNzMuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز