2019-2010.. عقد سقوط ميلان وأرسنال
تقرير لـ"العين الرياضية" يلقي الضوء على تراجع نتائج فريقي إي سي ميلان الإيطالي وأرسنال الإنجليزي بشكل لافت ومخيب في العقد الأخير
شهد العقد الأخير بداية من عام 2010 وحتى مشارف عام 2020 سقوط أكثر من نادٍ أوروبي كبير، ولكن إذا كانت هناك أندية تسقط ثم تعود فإن العقد المنقضي شهد تراجعاً شديداً لعملاقين أوروبيين كبيرين هما أرسنال الإنجليزي وإي سي ميلان الإيطالي.
أرسنال والبكاء على الأطلال
يعد نادي أرسنال الإنجليزي، أحد الأندية التي تراجعت بشدة خلال العقد الأخير في الكرة الأوروبية، على المستويين المحلي والقاري.
وتعرضت كتيبة الجانرز لهزائم كبيرة ومذلة منذ 2010 إلى 2020 محليا وأوروبيا، بالإضافة للفشل في تحقيق أي لقب كبير، سواء الدوري أو دوري أبطال أوروبا، مع الاكتفاء ببطولات الكؤوس.
على صعيد البطولات الأوروبية وبعد التأهل في 2009 لنصف نهائي الشامبيونز ليج، شهدت السنوات التالية تراجعاً متواصلاً للفريق قارياً.
في 2010 خرج الجانرز من ربع النهائي القاري ضد برشلونة بنتيجة 3-6 بمجموع المباراتين بعد خسارة مذلة 1-4 إياباً في كامب نو بسوبر هاتريك ليونيل ميسي.
وفي الفترة من 2011 إلى 2017 على التوالي خرج الفريق من ثمن النهائي القاري، ضد برشلونة (3-4) ثم ميلان بنفس النتيجة، ثم بايرن بقاعدة الهدف خارج الملعب بهدفين بعد تعادل 3-3 بمجموع المباراتين.
في 2014 خرج الفريق ضد بايرن أيضاً بنتيجة 1-3، ثم في 2015، ضد موناكو بقاعدة الهدف خارج الملعب بهدفين، وفي 2016 ضد برشلونة بنتيجة 1-5 بمجموع المباراتين.
وأسهمت المشاركة الأخيرة في 2017 في انفجار جماهيري ضد إدارة الجانرز، بعد التعرض لخسارة تاريخية ضد بايرن بنتيجة 2-10 في مجموع المباراتين في آخر مشاركة بدوري الأبطال للمدرب الفرنسي أرسين فينجر، الذي رحل بعدها بعام.
وبعدها شارك الجانرز في الدوري الأوروبي "يوروبا ليج"، ورغم تحقيق نتائج جيدة نسبياً بالتأهل لنصف النهائي في 2018 والنهائي في 2019، فإن الفريق لم يصعد لمنصات التتويج، بل جاءت الخسارة 1-4 ضد الغريم اللندني تشيلسي في النهائي الأوروبي في مايو الماضي لتزيد من الانتقادات للمدرب السابق أوناي إيمري، الذي حقق اللقب نفسه 3 مرات وقت كان مدرباً لإشبيلية الإسباني.
وعلى صعيد الدوري المحلي، تباينت المراكز التي حصل عليها الجانرز، ولكنها حافظت على سلسلة من التراجعات الواضحة بشدة.
في 2010، المركز الثالث، ثم الرابع في 2011 والعودة للثالث في 2012، ثم العودة للرابع في الموسمين التاليين 2013 و2014، ثم الثالث في 2015، ثم جاءت الطفرة في 2016 بحصد المركز الثاني والتأهل لدوري أبطال أوروبا لآخر مرة.
وبعدها فقد الجانرز فرصة إحراز أحد المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا بإحراز المركز الخامس في 2017 و2019 والسادس في 2018.
هزائم ثقيلة
على صعيد المواجهات مع بايرن ميونيخ، تعرض الجانرز للخسارة 1-5 في آخر 3 مواجهات رسمية ضد العملاق البافاري وتحديداً مواجهة دور المجموعات في موسم 2015-2016 ومباراتي ثمن النهائي في 2016-2017.
في 2011 خسر الجانرز 2-8 من مانشستر يونايتد.
وفي 22 مارس 2014 خسر الفريق من تشيلسي 0-6 في لقاء شهد تسجيل محمد صلاح أول أهدافه في البريميرليج، بقميص البلوز وقتها.
بالإضافة لخسارته 0-4 ضد ميلان في 2012 في ذهاب ثمن النهائي.
تغيير المدربين
شهد العقد الفائت وبعد 22 سنة من قيادة فينجر للفريق اللندني، رحيل المدرب الفرنسي في نهاية موسم 2017-2018.
منذ ذلك الحين وتتخبط كتيبة الجانرز من أزمة إلى أخرى، لم ينجح إيمري ولم يقنع فريدي ليونبيرج الذي خلفه بشكل مؤقت، وها هو مايكل أرتيتا مساعد بيب جوارديولا السابق في مانشستر سيتي، يقود مهمة التغيير.
إجمالاً حقق الجانرز 3 ألقاب لكأس الاتحاد الإنجليزي في العقد الأخير ومثلها للدرع الخيرية.
ميلان.. الأسطورة التي سقطت
على الرغم من امتلاك ميلان تاريخا كبيرا في القارة العجوز وتحقيق لقب دوري أبطال أوروبا 7 مرات، منها مرتان في العقد السابق، من 2000 إلى 2010، فإن العقد الأخير شهد تراجعاً كبيراً للروسونيري.
بدأ ميلان العقد بشكل ممتاز محققاً لقب الدوري الإيطالي في 2011 لأول مرة منذ 2004، ولكن بمرور الوقت تراجعت النتائج والترتيب بشكل لافت ومحزن.
وعلى الرغم من أن أندية مثل يوفنتوس وإنتر ميلان قد عانت هي الأخرى، على مدار سنوات ماضية، فإن السقوط في ميلان طال أمده بشكل أكبر.
هبط اليوفي للقسم الثاني في 2006 بعد فضيحة الكالتشيوبولي، ولكنه سرعان ما عاد للساحة وبدأ يتحسن تدريجياً حتى هيمن على لقب السكودتو من 2012 إلى الآن مع تأهل مرتين لنهائي دوري أبطال أوروبا في 2015 و2017.
ولكن الوضع في ميلان اختلف، وعلى الرغم من إحراز لقب دوري أبطال أوروبا 2007، فإن فترة تغيير الجلد التي أتبعت رحيل المدرب كارلو أنشيلوتي والنجمين ريكاردو كاكا وأندريا بيرلو شهدت بحثاً غير ناجح عن الهوية، انتهى بالفريق لوضعه الحالي.
في دوري أبطال أوروبا والبطولات الأوروبية الأخرى وتحديداً اليوروبا ليج، على سبيل المثال، خرج الفريق من ثمن النهائي في 2010 و2011 ضد مانشستر يونايتد وتوتنهام هوتسبير، الخسارة ضد اليونايتد كانت مهينة بنتيجة 7-2 بمجموع المباراتين وشهدت نجاح المان يو في إنهاء عقدة ميلان، الذي كان دائم التفوق عليه، بينما ضد السبيرز خسر الفريق 0-1 في مجموع المباراتين.
وتحسن الوضع نسبياً في 2012 حيث خرج الفريق من ربع النهائي بالخسارة 1-3 ضد برشلونة، ثم 2-4 ضد الفريق الكتالوني في 2013 عبر ثمن النهائي.
في 2014، تعرض الروسونيري لخسارة مذلة ضد الوصيف أتلتيكو مدريد 1-4، و1-5 بمجموع المباراتين، ومنذ ذلك الحين لم يشارك ميلان في دوري أبطال أوروبا.
شارك الفريق في اليوروبا ليج الموسم قبل الماضي، وهو ما مثل نجاحاً نسبياً، لكن الخروج من ثمن النهائي ضد أرسنال بنتيجة 1-5 في مجموع المباراتين كان مهيناً لكتيبة جينارو جاتوزو وقتها.
وفي الموسم الماضي خرج الفريق من دور المجموعات مبكراً جداً رغم أن منافسيه كانوا دودلانج من لوكسمبورج وأولمبياكوس اليوناني وريال بيتيس الإسباني.
محلياً وبعد إحراز اللقب في 2011، تراجع الفريق تدريجياً، من الوصافة في 2012، إلى الثالث في 2013، ثم هبط للمركز الثامن في موسم السقوط الكبير 2013-2014.
وبعدها حقق المركز العاشر مرة والسابع مرة والسادس مرتين وأخيراً المركز الخامس الذي شهد فشل الفريق في تحقيق حلم التأهل لدوري أبطال أوروبا.
قام ميلان بتغيير جلده أكثر من مرة على مدار السنوات الماضية، ولكن أسماء الصفقات التي كانت تنضم للفريق ومستوى المدربين، ما بعد ماسيمليانو أليجري، بطل الدوري في 2011، لم يكن يناسب إمكانيات وتاريخ الروسونيري.
ومنذ 2011 إلى الآن لم يحقق ميلان إلا لقب كأس السوبر مرة واحدة في 2016.
وفي الموسم الحالي، جاءت الخسارة المذلة بخماسية نظيفة ضد أتالانتا في الدوري الإيطالي في 22 الجاري، لتلخص ما جرى للروسونيري في العقد الأخير.
جاءت الخسارة ضد أتالانتا لتمثل المرة الأولى التي يسجل فيها أتالانتا خماسية في لقاء واحد ضد ميلان منذ مارس 1950، ولكنه وقتها فاز 5-2 وليس 5-0.