"سعد زغلول الثقافي" بالقاهرة يحتضن معرضا للفنان محمود بقشيش
معرض استيعادي للفنان المصري الراحل محمود بقشيش يتضمن لوحات تجسد مراحل فنية لأحد رواد فن التصوير .
تتزين جدران بيت الأمة "مركز سعد زغلول الثقافي" في القاهرة بـلوحات الفنان الناقد الراحل محمود بقشيش؛ ليطل علينا بعد غياب 17 عاما بمجموعة من أعماله التي تجسد تحولاته الفنية ما بين الرسم السريع والأعمال الكبيرة، يتلاعب فيها بالتركيبات اللونية وبالضوء والظلال مقدما تجربة حسية ممتعة لرواد معرضه.
وعن المعرض الاستيعادي، تقول الأديبة هدى يونس، زوجة الفنان الراحل محمود بقشيش لـ"العين الإخبارية": "بقشيش لا يزال حاضرا بفنه، فهو في لوحاته يؤكد قدرة عالية على الرسم بخامات متعددة، بين أقلام الرابيدو، التي يقال عنها مجازاً الرسم بسن الأبرة، وبين الرسوم التحضرية والدراسات بأقلام الرصاص والألوان المائية، والزيتية. ليؤكد للمتلقي أن وراء قلمه النقدي، طاقة فنية تلبي رغبات يده، حيث يتوقف عن الكتابة عن الفن إلى ممارسة فعل الفن ذاته".
وتشير إلى أنه كان دائما مؤمنا بأهمية العطاء الروحي للفنان الذي يتبدى في لوحاته وكان دايما ما يقول: "ليس هناك طريق للإبداع، فهناك من الفنانين من يستعد لعمله الفني بالدراسات الأولية، ومنهم من لا يحفل بهذا التمهيد، ويلقى بنفسه في مغامرة مع المجهول، من الفنانين من يحتشد للوحته كما لو كان يستعد لشن حرب ضد أعداء مجهولين أو معلومين ".
بينما يقول الناقد الدكتور شاكر عبد الحميد، وزير الثقافة المصري الأسبق:"لقد مر محمود بقشيش بمراحل فنية مختلفة ركز في بعضها على استلهام الطبيعة، وبعضها الآخر على استلهام قضايا الواقع الاجتماعي، وبين الحين والحين يرتحل إلى ذاته في تأملات أقرب إلى تأملات المتصوفة، ولا يكاد في تلك الأثناء يراه أحد أو يعرف عنه شيئاً، إلى أن يظهر من جديد في شكل معرض أو عدد من الدراسات التشكيلية، فيثير من ردود الأفعال مما يجعل حضوره مؤكداً، وهو يحتشد في كل معرض بما يناسبه من الوسائط.
فيما قال عنه الفنان بيكار: بقشيش واحد من أعلام المعاصرين الذين أرسوا دعائم فن التصوير، وقدموا منحى تعبيرياً، ينهض على حساسية جديدة، يعزف جمالياته الخاصة، التى اتخذت من الضوء الأبيض الكاشف مثيلاً لعلاقات مدهشة تحرض على الجدل الدائم، والاشتباك بالواقع، وتعبيد الدروب المفضية إلى المستقبل.
وقد نجح الفنان بقشيش في استخدام خامة القلم الرصاص، واحتفى بها أيما احتفاء، وعدها مفتاحه إلى ارتياد المجهول، ومس شغاف بياض اللوحة المشرع على الجهات الأربع، فأقام لها معرضاً خاصاً باتيليه القاهرة عام 1977م، تحت عنوان لافت هو "العودة إلى البديهيات" ناشداً من وراء ذلك امتلاك حريته ومجرة علاماته كفنان، والتخفف من السمت الأكاديمي ذي الطابع الكهنوتي، وتوطين النفس على كسر القوالب والأطر التقليدية، والتعامل – من ثم مع العالم كإمكان قابل للتشكيل والصهر وإعادة البناء.