تشكيليون لـ"العين الإخبارية": الفن السلاح الأقوى في مواجهة التطرف
تشكيليون مصريون يثمنون القضايا التي أبرزتها القمة الثقافية العالمية بأبوظبي في نقاشاتها، ومن بينها "الفن في مواجهة التطرف".
أكد فنانون تشكيليون مصريون أن الفن يُعَد سلاحا قويا قادرا على أن يلعب دورا فارقا وحاسما في مواجهة التطرف والإرهاب والأفكار الظلامية، وثمّنوا النقاشات التي أبرزتها القمة الثقافية العالمية التي تختتم أعمالها، الخميس، في أبوظبي بمشاركة 450 خبيرا من 90 دولة حول العالم، ومن بين القضايا التي تعرضت لها قضية "الفن في مواجهة التطرف".
وقال الفنان والكاتب عز الدين نجيب، إن الفن صاحب دور محوري وحيوي في مواجهة التطرف، ولكن هذا الدور يجب أن يتم الاهتمام به منذ البداية وليس النهاية.
وأوضح "نجيب"، في حديثه لـ"العين الإخبارية": "يجب أن نهتم في العالم العربي بتربية الأطفال منذ نعومة أظافرهم بأهمية الفن، ودوره كسلاح في مواجهة الأفكار الظلامية والمتشددة، وإذا نجحنا أن نزرع في النشء الصغير قيم الجمال والقدرة على ممارسة الفنون وتنمية المواهب الفنية، سوف نكسب شخصا مهيأ ومحصنا ضد التطرف بجميع أشكاله؛ لأن الفنان وكذلك الشخص المتذوق للفن، تكون لديه قابلية لتقبل الآخر، ولديه وعي بأهمية وقيمة التعدد والاختلاف، ويرفض التعصب بجميع أشكاله وصوره".
وأكد صاحب كتاب "الثقافة والثورة"، أن الفن لا ينحصر في الرسم والنحت، والأشغال الفنية التي تهتم بها بعض المدارس، ولكن هناك الموسيقى والأدب بأنواعه والتمثيل، محذرا من أنه لن تكون هناك جدوى من محاولة غرس حب الفن فيمن تخطوا المراحل العمرية الأولى، لأنه سيكون قد تشكل مبكرا بمجموعة من القناعات والسلوكيات الجاهزة، التي يصعب أن يحيد عنها بعد أن يصل إلى مرحلة متقدمة في العمر.
وأضاف "نجيب": "الأمر يتطلب منا وضع استراتيجية شاملة لا يقتصر دورها على وزارات التعليم، وإنما هي مسؤولية مجتمعية، ومن الضروري أن تشارك في الخطة جميع الوزارات المعنية، والتي تستطيع أن تقدم إضافة حقيقية، لأن هذا الأمر مشروع حياة، كما يجب أن يتم تمويل الخطة بكل ما يمكن من دعم مالي ولوجستي، فضلا عن الخبراء والنقاد، لإرساء القيم الثقافية والفنية في نفس المواطن العربي منذ نشأته".
وقال الفنان التشكيلي صلاح بيصار: "تأخرنا كثيرا عن الإمام محمد عبده الذي كتب كثيرا عن فوائد الفن وفعاليته نحو الارتقاء بالذوق والإحساس والوعي العام".
وتابع "بيصار" لـ"العين الإخبارية": "علينا وضع مسألة الاهتمام بالفن كأولوية لا غنى عنها، وأنها ليست رفاهية أو موضوع محل نقاش، لأننا لو اعتبرنا المسألة أمنا قوميا؛ فإن نظرتنا لها ستأخذ منحى مغايرا تماما؛ حيث إننا أصبحنا فعلا في حاجة ماسة لوضع خطة طويلة الأجل لاستخدام الفن، والاستفادة منه كسلاح رادع يقف بقوة وفعالية أمام التطرف والإرهاب والأفكار المتشددة".
وأوضح "بيصار" أن اهتمام القمة الثقافية في أبوظبي بمناقشة دور الفن في مواجهة التطرف، يكشف عن وعي حقيقي بخطورة وأهمية المسألة، كما يكشف كذلك عن الدور الكبير الذي ينتظره الجميع من الفن أن يلعبه.
بدوره، أكد الفنان محمد عبلة أن الفنانين سواء في مصر أو العالم العربي، يحتاجون لإجراء حوار فعال وشامل، من أجل الانفتاح الرسمي على رؤاهم وتصوراتهم، كما يجب توضيح الصورة أمامهم، كي يستطيعوا تحديد الدور الذي يمكن أن يلعبوه، مستخدمين فنهم لمواجهة قوى التطرف والإرهاب، لافتا إلى أن ما يشهده العالم من عنف وإرهاب يعود بشكل كبير لغياب الإحساس بالفن والجمال، والافتقاد لقيم الحرية والخير.
وأضاف "عبلة": "العالم الآن في حاجة للاستفادة من القوى الناعمة، ومن الفنون التي لها أكبر تأثير على وعي الإنسان وروحه، وكلما كان الإنسان مشبعا بالفن، ومفعما بالإحساس به، كلما سمت روحه، وبات في مأمن من سيطرة الأفكار السوداء عليه وعلى وعيه وإدراكه وتفهمه للأمور؛ فالفن يجعل الإنسان في حالة رائعة من الإحساس بالجمال والفن والحياة عموما، وسيكون سلاحا عظيما لو أننا وجهناه بشكل صحيح، وجعلنا الفنانين يشعرون بدورهم في هذه المعركة".
aXA6IDEzLjU5LjIuMjQyIA==
جزيرة ام اند امز