مبدعون يروون لـ"العين الإخبارية" يوميات العزلة في زمن "كورونا"
عدد من الكتاب البارزين يتحدثون لـ"العين الإخبارية" عن يومياتهم في ظل هذه العزلة، وعما يفعلونه في هذا الحجر الصحي الإرادي
فرضت الإجراءات التي اتخذتها الدول للحد من انتشار فيروس كورونا الجديد حظرا على الجميع، وأبقت غالبية الناس في منازلهم، على أمل التخلص من هذا الكابوس.
عدد من الكتاب البارزين تحدثوا لـ"العين الإخبارية" عن يومياتهم في ظل هذه العزلة، وعما يفعلونه في هذا الحجر الصحي الإرادي.
وقال الروائي السوداني طارق الطيب "قبل 8 أيام، أعلمتني الجامعات الـ3 التي أعمل بها في النمسا بضرورة التوقف عن الحضور للجامعة، وتقديم المحاضرات عن بعد".
وأضاف "عدد طلابي في هذا الفصل الدراسي 144 طالباً وطالبة، والتواصل معهم حالياً بشكل جماعي وشخصي عبر الإنترنت، وهذا مجهود إضافي، فما يُشرَح في 5 دقائق شفوياً، يحتاج الآن إلى أزيد من ساعة في الكتابة".
وتابع "التزمنا جميعا بألا نضيع لحظة علم من عمر الطلاب مهما كان، وأغلب الوقت كما ذكرت أقضيه في تحضير 11 محاضرة أسبوعياً كتابة، وسأنضم بمحاضراتي لاحقاً لعالم الصوت والصورة".
واستطرد: "لم أتمكن بعد من تنظيم قراءاتي الخاصة، لدي كنوز من الكتب تنتظرني من العام الماضي، ولو أتيحت لي فرصة أختار برنامجاً تلفزيونياً أو فيلماً للمشاهدة. لكن كتابتي الأدبية متوقفة مع الأسف حتى تنتظم مواعيدي".
وقال الشاعر المصري محمد الحديني "أصبحت رقعة الفراغ شاسعة، وأصبح من الواجب استغلالها بشكل صحيح بما يحقق المنفعة والاستفادة".
وأضاف "لم أضع خطة أو نظاماً معيناً لقضاء وقت الفراغ في هذه العطلة الإجبارية، ورغم ذلك فأنا أقضيه في القراءة والكتابة، ومشاهدة التلفاز وسماع الموسيقى".
وأوضح "تمكنت من مراجعة وتحرير النسخة شبه النهائية من ديواني الجديد، الذي وضعت له عنوانا مبدئيا هو (ظل يرتسم على المياه البعيدة)".
وتساءلت القاصة الكويتية عائشة المحمود "هل أكون متشائمة أو سوداوية عندما أقر أن هذه العزلة التي يعيشها العالم اليوم بكل جبروتها جاءت في وقتها؟ وربما أكون قد تمنيتها فيما مضى".
وأضافت "نحن كبشر بحاجة لالتقاط أنفاسنا قليلاً، لندرك حجمنا الطبيعي في هذا الكون، وربما هو رد فعل الأرض على أفعال الإنسان تجاهها.. علينا أن نغالب ثقل الزمن بالقراءة، وأن نتداوى بالكتابة، وأن ندون كل ما نعايشه بكل غرابته وبؤسه".
ومن جهته، أشار الروائي المغربي نزار كربوط إلى أنه يشاهد العالم بعين القلب لا بقلب العين، فالإنسانية الآن أمام مشهد واقعي في الظاهر، سينمائي في خلفيته الوجودية.
وأضاف "أمام هذه الجائحة ندرك كم هي عظيمة الحياة، فرح الأطفال الذين يلعبون في ساحات المدارس، صوت الشاعر عندما يقرأ على أصدقائه ما كتبه في ليلة أرق، إيقاع الخطوات في الشوارع والمقاهي والساحات، صيحات المشجعين في ملاعب الكرة، صراخ بائع النعناع في الأزقة، كم هي عظيمة ضحكات فتاة في الثامنة وهي تلاعب ظلها.. وغيرها".
الروائي الجزائري بشير مفتي أكد أن طبيعة عمله الصحفي قبل الأدبي تفرض عليه الخروج والنزول إلى العمل يومياً، مضيفاً "لا أطيق الحجر، ولكن آخذ كامل احتياطاتي، لأن الأمر كبير ويحتاج الحفاظ من الجميع".
أما الشاعر المغربي عبدالرحيم الخصار فقال "لدي عمل تطوعي مستمر، وبصفتي أستاذا أصور عددا من الدروس للتلاميذ في إطار الدراسة عن بعد، وبالتالي لا أعيش عزلة حقيقية".
وأضاف "بعد تصوير الدروس أعود إلى بيتي في بلدة صغيرة وأخرج إلى الحقول القريبة مني، وباقي الوقت أقضيه في القراءة والكتابة وخصصت هذه الفترة للعودة إلى أفلام تاركوفسكي وبيرجمان، بعضها شاهدته من قبل وبعضها أشاهده لأول مرة".