الذكاء الاصطناعي يدخل عالم البحار ويتعرف على "المنخربات"
المنخربات تترك خلفها أصدافا صغيرة لا يزيد حجمها على بضعة ملليمترات، وتساعد دراستها في جمع بيانات علمية مهمة بشأن البحار والمحيطات.
ابتكر باحثون أمريكيون منظومة للذكاء الاصطناعي يمكنها التعرف بشكل آلي على فصائل الكائنات البحرية الدقيقة، ما قد يسمح في المستقبل بتثبيت هذه المنظومة في الروبوتات التي تسبر أغوار البحار والمحيطات.
وتعرفت المنظومة الجديدة، التي ابتكرها باحثون من جامعة ولاية ساوث كارولينا الأمريكية، على 6 فصائل مختلفة من المنخربات، وهي كائنات بحرية دقيقة تعيش في أعماق المحيطات منذ أكثر من 100 مليون سنة.
وعندما تموت هذه الكائنات فإنها تترك خلفها أصدافاً صغيرة لا يزيد حجمها على بضعة ملليمترات، وتساعد دراسة هذه الأصداف العلماء في جمع بيانات علمية مهمة بشأن المحيطات مثل تغير درجات حرارتها وتركيزات الأملاح والمواد الكيميائية المختلفة في مياهها وغير ذلك.
ونقل الموقع الإلكتروني "ساينس ديلي" المتخصص في الأبحاث العلمية والتكنولوجيا عن الباحث إدجار لوباتون، أستاذ هندسة الكمبيوتر والكهرباء بجامعة ساوث كارولينا، قوله: "في هذه المرحلة، استطاعت المنظومة التعرف على فصائل المنخربات في نحو 80% من التجارب، وهي نسبة أفضل من النتائج التي يحققها الباحثون المتخصصون".
وتابع: "نتوقع أن تتحسن المنظومة بمرور الوقت، لأن التعلم الاصطناعي يعني أن البرنامج يكتسب مزيدا من الدقة مع كل تجربة، ونحن نعتزم تطوير البرنامج بحيث يمكنه التعرف على 35 فصيلة، على الأقل من المنخربات بدلا من 6 فقط في الوقت الحالي".
وتعمل المنظومة عن طريق وضع عينة المنخربات تحت المجهر بحيث يمكن تصويرها، ثم يتم تسليط الضوء على الكائن من 16 زاوية مختلفة مع التقاط صورة له في كل مرة، ويتم دمج هذه اللقطات في صورة واحدة لتوفير أكبر كمية ممكنة من البيانات الهندسية عن الكائن المراد التعرف عليه، ثم تستخدم منظومة الذكاء الاصطناعي هذه البيانات للتعرف على فصيلة الكائن.
ولا تستغرق عملية تصوير الكائن البحري وتحديد فصيلته أكثر من بضع ثوانٍ، وهو معدل سرعة يفوق قدرات أي باحث متخصص، مهما بلغت سرعته.
aXA6IDMuMTQuMjUxLjEwMyA= جزيرة ام اند امز