دراسة تؤكد: أنظمة الذكاء الاصطناعي يمكنها التلاعب بسلوكيات البشر
يمكن لمنظومة الذكاء الاصطناعي بعد مراقبة سلوكيات البشر أن تتنبأ باختياراتهم وتوجيههم نحو اختيارات معينة.. لكن إلى أي مدى؟
أثبتت دراسة علمية أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة يمكنها تعلم كيفية العمل مع البشر والتأثير في سلوكياتهم عن طريق رصد نقاط الضعف في العادات البشرية واستغلالها للتأثير على آليات اتخاذ القرار لدى الإنسان.
وابتكر فريق من الباحثين بالوكالة الوطنية للعلوم في أستراليا منظومة إلكترونية يمكنها اكتشاف نقاط الضغط التي تؤثر في اختيارات البشر واستغلالها عن طريق تقنية للذكاء الاصطناعي أطلقوا عليها اسم الشبكة العصبية التكرارية للتعلم العميق، وقاموا بتجربة هذه المنظومة من خلال متطوعين بشر شاركوا في ألعاب في مواجهة الكمبيوتر.
- بشاشة ضخمة وذكاء اصطناعي.. مرسيدس تغير مفهوم القيادة في EQS الكهربائية
- لماذا ترفض جوجل بناء أدوات ذكاء اصطناعي لاستخراج النفط؟
وأفاد الموقع الإلكتروني "تيك إكسبلور" المتخصص في التكنولوجيا بأن هذه الألعاب كانت تعتمد على قيام المتطوعين بمجموعة من الاختيارات ما بين عدد من الألوان أو الرموز لتحقيق مكاسب معينة، واستطاعت منظومة الذكاء الاصطناعي بعد مراقبة سلوكيات المتطوعين أن تتنبأ باختياراتهم وتوجيهم نحو اختيارات معينة، بل أن درجة نجاح المنظومة في توجيه هؤلاء المتطوعين وصلت في بعض الأحيان إلى 70%.
وأكد فريق البحث أن هذه الدراسة ما زالت مجردة وتنطوي على كثير من المواقف والاختيارات التخيلية وأن هناك حاجة لإجراء مزيد من الأبحاث من أجل تفعيل هذه الفكرة وتطويعها لخدمة المجتمع.
ويرى الباحثون من قسم معالجة البيانات والرقمنة في الوكالة الوطنية للعلوم بأستراليا أن هذه المنظومة قد تكون لها تطبيقات واسعة مثل تطوير العلوم السلوكية وتوجيه السياسات نحو صالح المجتمع، فضلا عن فهم السلوكيات البشرية وتوجيهها لاتباع عادات غذائية أفضل أو ترشيد استخدام الطاقة على سبيل المثال.
وأضافوا أن أنظمة الذكاء الاصطناعي يمكنها أيضا التعرف على نقاط الضعف لدى بعض الأفراد، ومساعدتهم للتغلب على هذه المشكلات والقيام باختيارات أفضل بشكل عام.