العراق يتحرك لكسر العطش عبر "الاستمطار الصناعي"
كشفت وزارة البيئة العراقية عن مساع حثيثة للمضي نحو تطبيق تقنية الاستمطار الصناعي للتخفيف من الأزمة المائية الحادة التي تعيشها البلاد.
وقال وزير البيئة جاسم الفلاحي، في تصريح صحفي، تابعته "العين الإخبارية"، إِنَّ "هناك جهوداً كبيرةً وبحثية حتى هذه اللحظة من قبل دول عِدَّة في العالم"، مبيناً أنّ "العراق من أوائل اَلدُّوَل التي جربت الاستمطار الصناعي، لكن حتى الآن وبكل المؤشرات العالمية هناك حساب جدوى مهم في هذه العملية".
وأضاف الفلاحي، أن "الاستمطار الصناعي واحد من الأمور التي أتجه لها العالم لمواجهة تأثير التغيرات المناخية كالجفاف والتصحر والعواصف الغبارية"، لافتاً إلى أن "هناك دولاً تقوم بمثل هذا الموضوع ليس على سبيل استخداماتها اليومية للحد من التأثيرات والتغيرات المناخية، ولكن يمكن أن يستخدم كتجارب، وهناك أمور بحثية لمواجهة تَحَدٍّ في وقت معين".
وأشار الفلاحي إلى أَنَّ "دائرة الغابات ومكافحة التصحر في وزارة الزراعة لم تحدد حتى الآن الوصول إلى تقنية تستطيع من خلالها الاعتماد الكلي على الاستمطار الصناعي لأنه يتطلب مواصفات تتعلق بالرطوبة والأنواء الجوية المناسبة واتجاه الرياح، وهي من تضمن نجاح التجربة".
ونبه إلى أن "تعميم تجربة الاستمطار الصناعي مرتبط بالتقدم في التقنيات"، مستدركاً أن "العراق جاد جداً في استخدام هذه التقنية في المستقبل".
من جانبه يقول الأكاديمي والخبير البيئي، علي اللامي خلال حديث لـ"العين الإخبارية"، إن "تقنية الاستمطار الصناعي تستخدم بطريقتين؛ الأولى قديمة حيث كانت تستخدم رش مواد كيماوية صديقة للبيئة باتجاه الغيوم تطلق عبر آليات مختلفة من بينها المدافع والطائرات لتحقيق مناطق تكثيف ومن ثم سقوط الأمطار".
ويستدرك بالقول: "وهناك طريقة جديدة للاستمطار الصناعي تتمثل بإطلاق فيض من الشحنات السالبة أو ما يعرف بالتأيين، حيث تعتمد على كميات بخار الماء في الهواء ولا تشترط وجود الغيوم".
ويوضح الخبير البيئي، أن "العراق كان قد خطى باتجاه ذلك الأمر قبل عقود أثناء النظام السابق حيث كان لدى هيئة التصنيع العسكري محاولات ولكنها لم تستكمل"، مشدداً على "أهمية التفكير بحلول ومعالجات من شأنها تقليل ضرر شح المياه في البلاد حتى وإن كانت بنسب بسيطة مع النظر في حجم كلفها".
فيما يكشف مصدر بيئي مطلع لـ"العين الإخبارية"، أن "هنالك لجانا فنية قد شكلت من قبل مؤسسات مختلفة لمتابعة الأمر وجمع المعلومات الممكنة حول تقنيات الاستمطار من خلال بعض التجارب التي طبقت في بلدان إقليمية ومعرفة حجم النجاح المتحقق منها بغرض الاستفادة منها ونقلها إلى العراق".
ويضيف المصدر، أن "السلطات المعنية قد فاتحت وزارة الخارجية وعبر سفاراتها وممثليها في بلدان الخارج للشروع بمفاتحة المؤسسات والشركات التقنية المتخصصة في مجال الاستمطار الصناعي بغية الوقوف على حيثيات على تلك التقنيات ومدى الاستطاعة في تطبيقها ومديات جدواها".
ويشير المصدر البيئي، إلى أنه "إذا ما نجحت تلك التقنيات في البيئة العراقية سيصار إلى تطبيقها بشكل ريادي تجريبي وإذا ما كان هنالك تقدم في ذلك الأمر سيتم المضي بتنفيذها ضمن مديات أوسع".
ويعيش العراق أزمة جفاف هي الأقسى في تاريخه المعاصر جراء جملة من الأسباب في مقدمتها خنق انهار المنبع والروافد من قبل الجارتين تركيا وإيران فضلاً عن شح سقوط الإمطار خلال المواسم الثلاث الماضية وتقلبات التغير المناخي العالمية.
aXA6IDE4LjE5MS42Mi42OCA= جزيرة ام اند امز