احتفاء بمئويتها.. معرض فني بالقاهرة لأعمال التشكيلية تحية حليم
معرض جديد يحيي ذكرى مئوية الفنانة التشكيلية الراحلة تحية حليم التي تعد واحدة من رائدات الفن التشكيلي في مصر والعالم العربي
قبل سنوات عدة احتفل محرك البحث "جوجل" بذكرى ميلاد الفنانة التشكيلية المصرية الراحلة تحية حليم، واختار لها وجوهًا سمراء لفتيات نوبيات صغيرات من إبداع الفنانة التشكيلية الراحلة المعروفة بـ"عاشقة النوبة"، وهو الاختيار الذي تخصصه شبكة البحث العالمية الأبرز لتكريم أيقونات فنية وعلمية وثقافية بارزة، وكانت تحية حليم واحدة منهم.
قبل أيام، نظَّمت قاعة "بيكاسو" في العاصمة المصرية القاهرة احتفالاً بمئوية تحية حليم وهي من مواليد سبتمبر/أيلول 1919، وتمَّ تخصيصه لعرض مجموعة من أعمالها ومنها مقتنيات واسكتشات تعرض لأول مرة.
ولعل الإخراج الفني للمعرض الاستعادي للفنانة الراحلة هو أكثر ما يلفت الأنظار منذ دخول القاعة، إذ خُصِّصت شاشة لعرض مقاطع فيلمية تتحدث فيها تحية عن نفسها، في لمسة وديّة ونوستالجية تقترب فيها الفنانة الرائدة بصوتها وتجاعيد وجهها البشوشة من جمهورها الشغوف بمسيرتها الفنية.
الجمهور الذي يتردد على المعرض في عمر العشرينيات يقتفي في أعمال تحية حليم بواكير تجربة الفنون التعبيرية التي كانت الراحلة واحدة من روادها في مصر والعالم العربي.
تركت النوبة بمعالمها الطبيعية والإنسانية الكثير لدى تحية حليم، فكانت تتردد عليها في أوائل الستينيات، وترسّخت لديها مفاتيح المشهد النوبي، وتقاليد سكانها، وملابسهم التقليدية الفضفاضة.
ركَّزت تحية على التفاصيل الصغيرة في البيوت، كالنوافذ والأصائص الفخارية، والبناء الطيني، علاوة على الحضور الدامغ للنساء والفتيات في لوحاتها اللاتي يقمن دائما بأدوار رئيسية، وليس فقط أدوار جمالية، علاوة على توظيفها للزخارف والألوان الترابية المُشتقة من ألوان الجنوب، في تتويج لطقوس وتقاليد محلية كالزفاف والولادة والترويح عن النفس بالموسيقى وغيرها.
وإلى جانب التفاصيل البشرية، تعبر عدد من اللوحات عن الطبيعة في شكلها النقي المُتاخم لنهر النيل ومراكبه الشراعية في الجنوب، والنخيل الذي يتناثر في اللوحات كقطع حُلي وارفة، وتكوينات الحمام وبزوغ الشمس بما تضفيه من دفء على خطوط لوحاتها، وهي معالم عدتها الراحلة "حلم النوبة" الذي وثقته بمشروع يعد من أبرز مشروعات الفن المعاصر التي التفتت لثقافة النوبة.
وتزوجت الفنانة تحية حليم، الفنان التشكيلي البارز حامد عبدالله، عام 1945، وخاضا معا تجربة السفر إلى باريس وكانت محطة فنية دامغة في مسيرتها الفنية، وتخرجت آنذاك في أكاديمية جوليان عام 1951، وكانت تلك بدايتها مع تدريس الفن بعد انتدابها بالكلية الفنية للبنات بالزمالك في مصر .
تلقت الراحلة دعوات من العديد من دول العالم لعرض لوحاتها، ولها لوحات عدة بمتاحف عالمية منها لوحة "الإنسان" بمتحف الأهالي بستوكهولم، ولوحة "حنان" بمتحف جوجنهايم في نيويورك ولوحة "الكركدية" في بولندا.
ولا تزال حتى اليوم تعرض أعمالها في المزادات العالمية، كان آخرها مزاد بونهامز الدولي في لندن الذي كان مخصصا لأعمال رواد الحركة التشكيلية، وعرض لوحتيها "صياد السمك" و"عيد الأضحى" بنحو 50 ألف يورو.
وفي المعرض ظهور خاص لعدد من لوحات الفنانة التي لم تعرض من قبل، وكذلك اسكتشات أولية تُصور أجسادا في وضعية الحركة، وأخرى تخطيطات لبنايات وتصوير بانورامي مُتخيل لمدينة غير مكتمل، ويستمر المعرض الذي يتزامن مع مئوية الراحلة تحية حليم حتى 19 ديسمبر/كانون الأول.
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز