"الأراجوز" بطل متعدد الأدوار في معرض تشكيلي بمصر
معرض الجماعي يستدعي تراث "الأراجوز" عبر عدد من الأعمال التصويرية والنحتية التي تتفاعل مع شخصية الأراجوز فنيا ورمزيا
يظهر الأراجوز بأكثر من هيئة واحدة في معرض جديد بالقاهرة، فهو ليس دائما صانع البهجة ولا بطلا مسرحيا، وإن كان في كل ظهور له يستدعي معه فصولا من الموروثات الشعبية المصرية، ومعه تتجدد في الأذهان كلمات الراحل سيد حجاب "أراجوز أراجوز إنما فنان.. فنان أيوه إنما أراجوز".
ففي المعرض الجماعي "الأراجوز" الذي يستضيفه جاليري "خان المغربي" بالقاهرة، ويستمر حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تُعرض مجموعة أعمال تصويرية ونحتية تتفاعل مع شخصية الأراجوز فنيا ورمزيا.
وتنال شخصية الأراجوز احتفاءً رمزيا منذ أن تم إدراجه على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، باعتباره من الموروثات الشعبية غير الملموسة، وذلك بعد عامين من إدراج فنون التحطيب والسيرة الهلالية عام ٢٠٠٨ بقائمة التراث كذلك.
وتم اختيار الفنان التشكيلي الراحل الدكتور ممدوح عمار (1928-2012) ليكون ضيف شرف المعرض، وتم عرض واحدة من لوحاته الشهيرة التي تُصور الأراجوز ولكن بملامح تناقض مظهره الهزلي.
وتم تطويع الأراجوز على يد الفنانين المشاركين في المعرض بملامح مغايرة في كل عمل عن الآخر، حيث تمرد الكثيرون على شكله التقليدي، فأضفت الفنانة رندا فخري بصماتها الفنية الأنثوية وصوّرت فتاة ترتدي هيئة الأراجوز وتقبض على حوض سمكها الصغير في إحالة لتمسكها بذاكرتها وهويتها.
ورغم ما يظهر به الأراجوز من مرح وصخب، كما هو دائما في عروض المسرح خاصة الموجه للأطفال، فإن وجوه الأراجوز السائدة في المعرض غلبت عليها مسحة الشجن، كما في عمل رندا فخري وكذلك في عمل الفنان زكريا حافظ الذي ألبس فيها الأراجوز أقنعة مسرحية جادة.
فيما انتقل فنانون آخرون بالأراجوز إلى أرض مسرحه الأصلية، كما فعل الفنان مجدي نجيب الذي ترك أراجوزه يقدم فقراته اللافتة في قلب مولد شعبي ويجمع من حوله المارة وكذلك مفردات المولد التقليدية، من أطفال وكبار وخيول وزينة، واتسمت لوحته التعبيرية باستخدام الألوان الدالة على البهجة.
كما استلهم الفنان نزير طنبولي من الموالد الشعبية هيئة الأراجوز الذي قدمه في المعرض، معتمدا على لغة جسده أكثر من ملامح وجهه وهو يعزف على المزمار خالقا من حوله مدى واسعا من التأثير والجذب.
وعبر الفنان محمد البناوي بنحته لأراجوز في حالة أداء مسرحي، واستعان بأحجار ومجسمات ملونة لتشكيل "بدلة" مبهجة مفعمة بالألوان والتشكيلات.
فيما قدم الفنان أمجد التهامي تصورا نحتيا للأراجوز يستعير منه قدرته على أداء التعبيرات الجسدية الهزلية ولكنه استعاد بالجرانيت في نحته ما جعل للأراجوز ملامح مطموسة، مكتفيا بأدائه وحرية حركته في تعبيره الفني.