إطارات السيارات تتحول إلى تحف فنية بأنامل يمنية
مبتكر يمني ينتفض من وسط ركام الحرب في بلاده باحتراف تدوير الإطارات التالفة وتشكيلها بألوان زاهية ولمسات إبداعية فائقة الجمال.
تدوير الإطارات التالفة وتشكيلها بألوان زاهية.. فن إبداعي احترفه سفيان عبدالرحمن نعمان، المبتكر اليمني، لتزيين المنازل والشركات وإضفاء لمسات فائقة الجمال للمتنزهات وحتى الشوارع.
وابتكر سفيان، الذي كرمته الأمم المتحدة كواحد من أبطال البيئة في العالم، أحواضا للزهور والأشجار تمتص التلوث في الهواء، كما حول الإطارات إلى مستلزمات في تأثيث المنازل والحدائق وألعاب الأطفال، وشكل منها "الكراسي" والمناضد" و"الطاولات" المخصصة في استقبال الزوار.
ومنذ عامين يمارس سفيان نعمان، وهو متزوج ولديه 3 فتيات، حرفته من سطح منزله بصنعاء، وتمكن من تحقيق المكاسب لأسرته ولعدد من الشباب العاطلين.
وقال سفيان، لـ"العين الإخبارية"، إن الحرب سلبت الموظف راتبه وصنعت جيشا من شباب البطالة في البلد الفقير أصلا، لكنه بعد أن أتقن حرفته بات يدرب العديد من الشباب، بينهم طلبة جامعات، من أجل أن يصبحوا منتجين ويحققوا العوائد المالية لهم ولأسرهم.
وأضاف أن حرفة تشكيل الإطارات المستعملة باتت هدفا بيئيا ومجتمعيا ووطنيا، وأنه مع مرور الوقت استطاع تطوير الأفكار وإنتاج مستلزمات قابلة للاستخدام الشخصي وذات كفاءة عالية.
وتابع: "في حرفة تشكيل الإطارات حسك الفني هو من يضمن تصميم أي أفكار يطلبها الناس، وهذا يحتاج لتحفيز عقلك الذي سيقودك إلى أشكال مذهلة في عرض هذا المنتج".
ووصفت الأمم المتحدة نعمان بأنه بطل من أبطال يوم البيئة العالمي للعام الجاري، وذلك لجهوده الفاعلة في مكافحة دحر تلوث الهواء.
وتحتفل الأمم المتحدة في 5 يونيو/ حزيران من كل عام منذ عام 1974، باليوم الدولي للبيئة، وتسعى خلاله لحث الدول والأفراد على تحسين جودة الهواء في المدن والمناطق في جميع أنحاء العالم.
ويؤكد سفيان أنه نجح في تلافي ربع طن من الانبعاثات الغازية السامة في اليمن عندما نجح في تدوير قرابة 1000 إطار تالف ضمن أنشطة مشروع برنامج الأمم المتحدة لحماية البيئة.
ويضيف: "حرق الإطارات يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الماء والتربة والهواء والإنسان، ونحن نحمي البيئة بتحويلها إلى مجسمات لزراعة الأشجار والزهور، تساهم كل شجرة في امتصاص نحو 20 كيلوجرام من ثاني أكسيد الكربون".
وأكد سفيان أن الحرب في بلاده لم تؤثر على طموحه، إذ توجه إلى دراسة البيئة وكان مشروع تدوير الإطارات إحدى النتائج المثمرة التي اكتسب منها مصدر رزقه.
وتابع: "الاعتقاد الخاطئ لدى الكثير من المواطنين بحرق إطارات السيارات في الشوارع باعتبارها نفايات كان خطرا قاتلا يجب تداركه، كونها مطاطات صناعية يطلق احتراقها غازات ومعادن ثقيلة تترسب في أعماق رئة الإنسان"
وأضاف: "سعيت جاهدا لتوعية الناس وبعد البحث ولدت فكرة إعادة تدوير الإطارات وتم تطويرها بالشراكة مع القطاع الخاص، كأول مشروع يمني يهتم بمكافحة تلوث الهواء"، وطالب بأن تدعم الجهات المعنية المحلية والدولية استثماره للحد من تفشي البطالة في أوساط غالبية الشباب اليمنيين.
aXA6IDMuMTM4LjM3LjQzIA==
جزيرة ام اند امز