"مهرجان الفنون الإسلامية".. أفق وإبداع عالمي في رحاب الشارقة
لحظات فارقة فنيا وإبداعيا ومليئة بالخيال سيعيشها زوار مهرجان الفنون الإسلامية في الشارقة، حيث تشمل فعاليات الدورة الحالية 55 معرضاً
جماليات التأمل واستكشاف أسرار الإبداع، عنوانان عريضان تعكسهما الدورة الـ٢١ من مهرجان الفنون الإسلامية الذي انطلق في إمارة الشارقة تحت شعار "أفق".
ويستمر مهرجان الفنون الإسلامية حتى 19 يناير/كانون الثاني 2019، إذ يواصل المهرجان ألقه ونجاحه ما يزيد على العقدين من الزمن، حاملاً في أجندته معارض ومشاريع وفعاليات تضيء على الروح الإنسانية والحضارية للفن الإسلامي العريق.
377 فعالية لـ 63 فناناً
لحظات فارقة فنيا وإبداعيا ومليئة بالخيال والحدس سيعيشها زوار مهرجان الفنون الإسلامية في الشارقة، حيث تشمل فعاليات الدورة الحالية 55 معرضاً يحتضنها متحف الشارقة للفنون، وواجهة المجاز المائيّة، ومركز مرايا للفنون، ووجهات أخرى في إمارة الشارقة، بمشاركة 63 فناناً من 20 دولة عربية وأجنبية.
ويقدم المشاركون 377 عملاً فنياً من معارض، ومشاريع، وحروفيات، وجداريات، ولوحات في الخط الأصيل والزخرفة، فيما سيتم تنظيم 144 ورشة فنية، مع عرض 11 فيديو لتجارب فنية متنوعة، إضافة إلى الكثير من الورش التدريبية في مختلف الفنون الإسلامية.
أعمال فنية تعرض للمرة الأولى
وفي حديث لـ"العين الإخبارية" قال محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة بالشارقة، مدير مهرجان الفنون الإسلامية إن الدورة الـ21 تشهد مشاركة كبيرة تتمثل في فنانين من مختلف الدول العربية والأجنبية مثل السعودية وتونس ومصر والعراق والبرازيل والصين وإسبانيا واليابان وأمريكا وبريطانيا، إضافة إلى فناني دولة الإمارات. وتعتبر جميع الأعمال المشاركة حصرية وتعرض لأول مرة باعتبارها مصممة خصيصا لمهرجان الفنون الإسلامية.
وأشار القصير إلى أنّ أهم ما يميّز هذه الدورة هو إقامة ملتقى "خطاطات الخليج" لأول مرة، ويتجسّد بالأنامل الإبداعية في الخطوط العربية، ويشارك بالملتقى 42 خطاطة من خلال 45 عمل، إضافة إلى 124 ورشة فنية في مجالات الخط والزخرفة وتغليف المخطوطات والرسم على الزجاج وغير ذلك من موضوعات فنية متنوعة.
كما تشارك في مهرجان الفنون الإسلامية 25 جهة رسمية مثل مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم "الأسيسكو" ومتحف الخط واتحاد المصورين العرب، وجمعية الإمارات التشكيلية ونادي سيدات الشارقة، وما يميز المهرجان أيضاً اللقاء المفتوح الذي يتيح مقابلة الناس للفنان بشكل مباشر.
آفاق التفكير
لم يأتِ شعار "أفق" للدورة الـ21 من مهرجان الفنون الإسلامية من فراغ، إنما يعكس رؤية عميقة، حيث تقول فرح محمد مسؤولة المهرجان إن جميع الفنانين المشاركين ترجموا من خلال أعمالهم ومشاريعهم شعار المهرجان الذي يفتح آفاق التفكير أمام جمهور المتلقي، وكل ذلك تحت مظلة الفنون الإسلامية. مضيفةً "يتنوع برنامج المهرجان بين الفنون التركيبية والتصوير والفيديو والرسم، إضافة إلى فعاليات كثيرة مصاحبة مثل ورش العمل والمحاضرات، كما تتوزع المعارض والمشاريع الفنية في جميع مناطق الشارقة مثل متحف الشارقة للفنون وواجهة المجاز المائية وساحة الخط وغيرها.
تذوق الفن الإسلامي
اتساع الرؤى البصرية والاهتمام بالكيف أكثر ما يميّز الدورة الـ21 من مهرجان الفنون الإسلامية، حسب رأي الدكتور والفنان التشكيلي الإماراتي محمد يوسف، حيث قال لـ"العين الإخبارية" إنّ بعض المهرجانات سابقا كانت تهتم بالكم على حساب النوع، مضيفاً بأنّ تطور المهرجان يعكس تطور الفن الإسلامي بشكل عام، خاصة أن الكثير من المشاركين غير العرب مهتمون بتذوق جمالية الفن الإسلامي في أعمالهم.
وتابع يوسف: "من دلائل أهمية المهرجان أنه يجيب عن سؤال: لماذا يهتم المستشرقون بالفنون والعمارة التي تعود إلى الحضارة الإسلامية، ومنها مثلا التصاميم الداخلية والخارجية والملابس والفسيفساء والقبة بأشكالها المتنوعة، لا سيما أن القبة الإسلامية تتسم ببساطتها.
وأكّد الدكتور محمد يوسف الذي يشارك بمعرض فني في المهرجان أن الشارقة أم العواصم الثقافية والإسلامية والفنية، حيث تسير وفق توجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة، مشيراً إلى أنّ أهداف الإمارة تنصب في تقديم رسالة إلى العالم عن الثقافة والحضارة العربية والإسلامية، وذلك بما تشهده من المهرجانات والمعارض والفعاليات بشكل عام.