ما أروع أن ترى الوطن بعيون أولئك الذين جاؤوك من ربوع آسيا فتمنوا لو أعطوك كل البطولات والميداليات والكؤوس والمجد!
نعم المنتخب يشغلنا.. نعم هو هاجس، وأن يقطع الطريق صوب اللقب إحدى الأمنيات الغالية، نعم لسنا راضين و«الأبيض» مباراة بعد أخرى يصدر إلينا القلق والشك والتساؤلات، لكن هناك منتخبا مضيئا آخر يؤدي أفضل ما يكون في المدرجات وفي الردهات، وفي الساحات وبين المنظمين.. هناك نجاح يتصاعد يوماً بعد يوم، وبطولة في أيدينا، حتى قبل أن تنتهي البطولة، أمم آسيا مهمة وطن قادر على الإبهار دوما، أمم آسيا المنتخب وأشياء أخرى لا تقل قيمة عن الإنجاز الذي نرجوه للمنتخب.
ما أبهى الصورة إن رأيتها كاملة دون أن تترك بعض التفاصيل، ما أروع أن ترى الوطن بعيون أولئك الذين جاؤوك من ربوع آسيا، فتمنوا لو أعطوك كل البطولات والميداليات والكؤوس والمجد!
في تقرير رسمي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أكد أن البطولة في الإمارات، حطمت الكثير من الأرقام القياسية، بعد أسبوع واحد فقط من المنافسات، فقد حصدت القنوات المختلفة للاتحاد 122 مليون متابعة تزداد يوما بعد يوم، وشهدت صفحة كأس آسيا على «فيسبوك» قرابة 40 مليون شخص، و49 مليونا على «أنستقرام»، وقرابة ثمانية ملايين شاهدوا مقاطع فيديو لها على «يوتيوب»، وشاهدها 6 ملايين على «فيسبوك»، و21 مليونا تابعوا تقاريرها الحصرية على «أنستقرام»، و23 مليوناً على «تويتر»، والعديد من الأرقام المذهلة الأخرى التي دفعت داتو ويندسور جون، أمين عام الاتحاد الآسيوي، للقول إن هذه الأرقام المذهلة تعزز رؤية رسالة الاتحاد، وتؤكد مكانة وأهمية البطولة.
مشهد آخر، لا تخطئه العين في المدرجات، حين يتوافد أنصار 23 منتخبا غير الإمارات، والجماهير الآسيوية والمقيمين على أرضنا إلى المدرجات، يحملون أعلام بلادهم، ومعها يحملون علم الإمارات، في تجسيد حقيقي وآسر لقيم التسامح والمحبة والأمن التي تنعم بها بلادنا، وتصدرها مشاهد للعالم عبر منصات شتى، تبرز حقيقة ما أنجزه وطننا، وأنه ليس فقط منشآت ولا رفاهية يحسدنا عليها العالم، وإنما صنعنا على الأرض وطنا كالجنة، بنينا وطنا عماده الحب والوئام والوفاء.
لا يجب أن تمضي كل هذه الأرقام عليك دون أن تستوقفك، وأن تتأكد أنك مشارك فيها، وأن عليك دورا في القادم، هذه الأرقام يعرف خبراء المال والاقتصاد والسياحة و«الميديا» أنها ترجمة للكثير، وأن ثمارها تأتيك حيثما كنت، تأتيك خيرا ونماء وازدهارا، تأتيك رخاء تستحقه، وعليك أن تسهم فيه وأن تدعمه، وأن تفصل بين المنتخب والبطولة.. ابحث عن كليهما وآزرهما معا واطلبهما معا.
ما أبهى الصورة إن رأيتها كاملة دون أن تترك بعض التفاصيل، ما أروع أن ترى الوطن بعيون أولئك الذين جاؤوك من ربوع آسيا، فتمنوا لو أعطوك كل البطولات والميداليات والكؤوس والمجد!
*نقلا عن صحيفة "الاتحاد" الإماراتية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة