اطلبوا الدعم ولو في الصين.. بماذا عاد "ماكرون" من بكين؟
18 اتفاقية وشراكة معلقة وأوكرانيا على الهامش
كان شعار زيارة الرئيس الفرنسي للصين هو "إنقاذ أوكرانيا"، عبر إقناع الصين بالعدول عن موقفها بشأن الحرب.
إلا أن المباحثات بين الرئيسين الصيني شي جين بينغ والفرنسي إيمانويل ماكرون التي وثقتها الصور في بكين وتوجها إعلان يحمل صيغة توافقية بلا إدانة أو ميل لكفة أي طرف في الحرب الأوكرانية، أثبت أن دبلوماسية الصين قد نجحت حين رفعت شعار اطلبوا السلم والتعاون ولو في الصين.
لكن اللافت للنظر خلال زيارة ماكرون للصين أن فرنسا طلبت السلم على استحياء لكنها اقتنصت الدعم بلا حياء وهو ليس عيبا في عالم الاقتصاد والأعمال والاستثمار، فبماذا عاد ماكرون وكم ربحت بكين؟
18 اتفاقية بين الصين وفرنسا
أعلنت وزارة التجارة في الصين أن 36 شركة صينية وفرنسية وقعت 18 اتفاقية لتوسيع التعاون في مجالات تشمل التصنيع والتنمية الخضراء والطاقة الجديدة والابتكار، وذلك خلال اجتماع بين رجال الأعمال الصينيين والفرنسيين.
وقال يوي يوان تانج، المسؤول بوزارة التجارة خلال كلمة افتتاحية للاجتماع المذكور، الخميس الماضي، إن حجم التجارة بين الصين وفرنسا ارتفع من 60 مليار دولار أمريكي إلى 80 مليار دولار أمريكي خلال السنوات الخمس الماضية، بحسب ما أوردته وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) اليوم السبت.
وأضاف يوي أن التعاون الصيني-الأوروبي تغلّب في عام 2022 على العديد من الآثار السلبية وحقق تقدماً مطرداً، لتسجل التجارة الثنائية مستوى قياسيا جديدا بلغ 847.3 مليار دولار أمريكي، بينما ارتفعت الاستثمارات الجديدة من الشركات الأوروبية في الصين بنسبة 70 في المائة لتصل إلى 12.1 مليار دولار أمريكي.
كما ناقش ممثلون من شركات مثل بنك الصين، وبنك "بي إن بي باريبا"، والشركة الوطنية الصينية للطاقة النووية، وشركة "اليكتريسيتي دو فرانس" موضوعي مواجهة التحديات العالمية بشكل مشترك وتعزيز التعاون، وقدموا اقتراحات حول تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وفرنسا.
وتعهدت الشركات باغتنام فرص التنمية عالية الجودة في الصين، وضمان استقرار السلاسل الصناعية وسلاسل التوريد، وتوسيع التعاون في مجالات الطاقة النووية والتمويل والاستهلاك وغيرها.
عقود إيرباص السخية
كذلك أبرمت شركة التأجير الصينية GDAT عقدا مع شركة إيرباص هيليكوبترز لشراء 50 مروحية من طراز H160 الجديدة والمتعدّدة المهام، وفقًا لما أعلنته المجموعة الأوروبية.
ووُقع العقد خلال الزيارة التي يجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين.
اتفاقات ثنائية وشراكة معلقة
أعلنت فرنسا والصين في البيان الختامي لزيارة ماكرون إلى بكين، "ستدرس البلدان، في الوقت المناسب، حاجة شركات الطيران الصينية إلى شراء طائرات شحن وطائرات المسافات الطويلة، اعتمادا على تعافي وتطور سوق وأسطول النقل الجوي الصيني".
رحب البيان أيضا بالاتفاق الذي يمنح شركة إيرباص إذنا بتسليم 150 طائرة A320neo و10 طائرات A350، كانت شركة إيرباص قد باعتها بالفعل إلى الصين.
لم يعلن عن طلبات طائرات جديدة خلال الزيارة.
يأتي الاتفاق ذلك في أعقاب عودة حركة الطيران العالمية بعد إغلاقات كوفيد-19، إذ بلغت حركة المرور الدولية نحو 30% من مستويات ما قبل الجائحة.
تأتي تلك الخطوة في أعقاب تجميد صفقة صينية – أمريكية محتملة لطلبية كبيرة من بوينغ 787، على خلفية توتر العلاقات بين واشنطن وبكين.
الأكبر منذ عام 2015
لم تكشف الشركتان عن قيمة العقد الذي يعد الأكبر منذ بدء بيع طراز المروحيات عام 2015، فقد بِيع نحو 100 طائرة منها حتى الآن.
أوضحت إيرباص هيليكوبترز في بيان، أن هذه المروحيات ستستخدم لنقل الأفراد إلى منصّات النفط والغاز ومزارع الرياح البحرية، وكذلك للخدمات الطبية الطارئة وغيرها من المهمات التي تدخل في إطار الخدمة العامة.
نقل البيان عن مدير الشركة، برونو إيفين، قوله إنّها "صممت H160 منذ البداية كمروحية متعدّدة المهام، وهي من ثم مناسبة تمامًا للقطاعات المتعدّدة التي تخدمها شركة التأجير".
في حين أكّد مدير شركة GDAT الصينية، بيتر جيانغ، "نرى إمكانات كبيرة لإتش 160 في الصين، خصوصًا في قطاع الطاقة".
تشغّل شركة التأجير التي تتّخذ من شنغهاي مقرًا 26 مروحية إيرباص.
طائرة H160
تعد طائرة H160 مروحية ذات محركين قادرة على حمل 12 شخصًا، بالإضافة إلى طيارين اثنين، على مسافة 880 كيلومترًا تقريبًا، وتحوي شفرات منحنية لتقليل الضوضاء، وقمرة قيادة مبسّطة وسلامة طيران مرتفعة.
كما تُطور إيرباص النسخة العسكرية منها H160M التي طلب الجيش الفرنسي 169 نسخة منها.
وستحلّ هذه المروحيات، التي تحمل اسم غيبارد (Guépard)، محلّ خمسة أنواع من الطائرات العاملة لدى القوات العسكرية الفرنسية.
هليكوبتر إيرباص H175
أوضح البيان المشترك أن الجهات الناظمة الأوروبية والصينية ستسرع إصدار الشهادات المتعلقة بطائرة هليكوبتر إيرباص H175 وطائرة رجال الأعمال Dassault Aviation 8X وHarbin Y12F turboprop.
طوّرت H175 بالاشتراك مع شركة إيرباص هيليكوبترز ومجموعة AVIC الصينية للطيران والفضاء وغالبًا ما تستخدم في خدمة الإسعاف أو الشرطة، النسخة الصينية معتمدة في الدولة لكن النسخة الفرنسية لم تفز بعد بموافقة السلامة الصينية اللازمة قبل أن تُصدّر إلى الصين.
aXA6IDE4LjE4OS4xODQuOTkg جزيرة ام اند امز