رغم عشرات ومئات المليارات التي أنفقتها قطر حول العالم، لا يعرف جغرافيتها حتى متابعو كرة القدم.
قبل أيام وخلال تظاهرة كرة القدم في روسيا، التقيت العشرات من عشاق كرة القدم، وتشعبت الأحاديث، لكن السؤال الأول في العادة كان من قبل محدثي، أتيت من أين؟ ويكون الجواب من دبي، فيكون رد الفعل.. «واوو».
بعدها لا حاجة لتسأل أنت أو تشرح أين دبي أو ميزاتها، فهو من سيبادر ويحدثك عن تجربته في دبي التي زارها أو تجربة أصدقاء له زاروها، أو كيف سمع وعرف عن هذه المدينة التي أسرت القلوب واستهوتهم بما تقدم وتملك من معالم سياحية وعمرانية وخدمية.
أنشأت دبي طيران الإمارات، لتكون أولى خطواتها إلى عالم السياحة، فلم يكن أمام الدوحة إلا إنشاء «القطرية»، أقامت دبي ملاعب الجولف فلحقتها الدوحة، حرثت دبي البحر وأطلقت النخلة، فتبعتها قطر بجزر، وقس على الأمر في مراكز التسوق والفنادق والأسواق والمطارات ومراكز المال وغيرها
بعدها ينتقل الحديث عن كأس العالم، لتسأل هل تعرفون أين ستكون الدورة القادمة للكأس؟ الأغلبية لا يعرفون حتى أين تقع قطر، فالبعض يقول إنها بالقرب من السعودية أو الإمارات، والآخر يعتقد أنها في المحيط الهندي بجانب سيشل والمالديف.
الكلام السابق هو واقع «مر»، فرغم عشرات ومئات المليارات التي أنفقتها قطر حول العالم، لا يعرف جغرافيتها حتى متابعو كرة القدم، وسمعتها لم تصل إلى جزء يسير من سمعة ومكانة دبي.
القصة لا تدور عن أحدهم يملك المال ويريد أن يمتلك كل شيء «بكبسة زر»، القصة حول من يمتلك الرؤية ويؤمن بطاقته وشعبه وينفق أمواله في المكان الصحيح ويعشق الرقم واحد.
حاولت صاحبة «الزر» أن تنجز شيئاً في عالم الأعمال، لكنها لم تنجح، لأنها تفتقد البوصلة، ومنشغلة بمؤامراتها، فهي لم تبتكر وإنما قلدت، فكانت دائماً متأخرة خطوة.
أنشأت دبي طيران الإمارات، لتكون أولى خطواتها إلى عالم السياحة، فلم يكن أمام الدوحة إلا إنشاء «القطرية»، أقامت دبي ملاعب الجولف فلحقتها الدوحة، حرثت دبي البحر وأطلقت النخلة، فتبعتها قطر بجزر، وقس على الأمر في مراكز التسوق والفنادق والأسواق والمطارات ومراكز المال وغيرها.
ليس عيباً أن تستلهم تجربة ونموذجاً، العيب في الاستنساخ دون معرفة حجمك الحقيقي، العيب في المكابرة وتشويه السمعة وإطلاق الأكاذيب والشائعات، فطالما تحدثت دبي بلسان ملهمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن نموذجها وتجربة دولة الإمارات برسم العرب جميعاً.
لا مجال للمقارنة بين دبي والدوحة، فجميع الأرقام هي لصالح دبي، وبفجوة كبيرة، باستثناء صادرات النفط والغاز التي تعتمد عليها الدوحة للبقاء في قائمة الأغنياء، والتي تصرف عوائدها في مسارات «وهم».
«أشباح دبي» التي تسعى الدوحة للترويج لها من «تحت الطاولة» ليست إلا أوهاماً و«أحلام يقظة» قطرية تتمناها للإمارة النابضة بالحياة والفرح، والتي لا تتمنى للشعب القطري إلا كل النجاح.
.. ويسألونك عن دبي ويجاوبون: إنها مدينة الأمل والفرح والحياة.. مدينة الابتكار والتفوق والنجاح.
نقلا عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة