طريق الحرير كان هو عنوان العلاقات العربية الصينية منذ الأزل، والآن ومنذ سنوات يجري العمل على دعم وتعزيز حزام الحرير لحماية الطريق.
بقيت العلاقات العربية الصينية ولزمن طويل بدأ في القديم منذ حوالي الألفي عام مقتصرة على التعاون التجاري.
وتجددت روح هذه العلاقات بعد استقلال الدول العربية التي كانت مستعمرة وتعززت بين الخمسينيات والتسعينيات.
كان طريق الحرير هو عنوان العلاقات العربية الصينية منذ الأزل، والآن ومنذ سنوات يجري العمل على دعم وتعزيز حزام الحرير لحماية الطريق.
الدبلوماسية الصينية التي ضمنت بقاء احترام بلادها بدون كسب أي عداوات معلنة أو شرسة على امتداد عشرات السنوات ليست من فراغ وليست بالصدفة، فمنذ عشرات السنين كنا نسمع عن العملاق النائم، الذي انتظرنا أن يستيقظ والآن نرى أن الوقت قد حان وأن هذا العملاق قد تحرك في اتجاه النهوض
والآن حان الوقت للنظر في كيفية الاستفادة من التجربة الصينية التي أثبتت نجاحها وعبرت كل القارات، ليس تجاريا فحسب.
الدبلوماسية الصينية التي ضمنت بقاء احترام بلادها بدون كسب أي عداوات معلنة أو شرسة على امتداد عشرات السنوات ليست من فراغ وليست بالصدفة.
فمنذ عشرات السنين كنا نسمع عن العملاق النائم، الذي انتظرنا أن يستيقظ والآن نرى أن الوقت قد حان وأن هذا العملاق قد تحرك في اتجاه النهوض.
والتجربة الصينية تعتبر مثالا نادرا رائدا، ليس من الضروري الاحتذاء به فحسب بل يجب أن يكون تجربة تدرَس وتدرّس في الجامعات.
نحتاج أيضا إلى المزيد من التغطيات الإعلامية لهذه الدولة العظيمة حجما، ومن حيث عدد سكانها وتمددها العالمي.
لكن السر الحقيقي في الصين أو مجموعة العوامل المكونة لسر النجاح هي الثقافة الصينية، وهنا نتحدث عن الثقافة الاجتماعية سواء الجماعية أم الفردية.
ويحضرني مثال لمداخلة أحد كبار رجال الأعمال في مؤتمر عُقد في لندن حول التعاون التجاري بين بريطانيا والصين، حيث لفت إلى نقطة في غاية الأهمية والحساسية، ألا وهي أن التعامل التجاري مع الصينيين يختلف تماما عن التعاون مع الدول الغربية أو غيرها من الدول.
مؤكدا على أهمية جانب الثقة من طرف المستثمر الصيني، فهي العنصر الأساسي، وأكد على أن الاجتماع الشخصي بين رئيس أي شركة، أو مستثمر أجنبي مع نظيره الصيني هو الحكم في بداية العلاقة ومنح فرص التعاون أو عدم قبولها مهما كانت مؤشرات التعاون أو المشروع مغرية ومهما كبر الرقم، الثقة ثم الثقة ولهذا أكد أن فهم الثقافة الصينية وتركيبة الشخصية هناك هي المفتاح الأول لبداية أي تعاون مهما كان حجمه كبيرا أو صغيرا ومهما كان أمده الزمني.
النقطة الثانية التي علينا فهمها أن علاقتنا الوثيقة كشعوب وتأثرنا بالدول الغربية قد حان الوقت لمراجعتها والالتفات إلى القوى الجديدة، ومستقبل العالم.
القوى التقليدية الغربية بثقافاتها قد تشبعنا منها، وأخذنا جرعات أحيانا كانت مناسبة وغالبا كانت أقوى من تحملنا.
والثقافة في الصين ليست بالمفهوم التقليدي، هنا نشير إلى المفهوم المعاصر، مختلفة تماما عن ثقافة الغرب حتى بالنسبة لوسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت الرابط الأساسي بين البشر.
حان الوقت للبحث عن توسيع آفاقنا والاستفادة من تجربة رائدة، كسبت احترام الأمم على مدى التاريخ البعيد والمعاصر.
وما لا يعلمه الكثيرون أنه من السهل جدا الدخول في هذه التجربة، وفهمها والاستفادة منها لتخطي الرقعة الضيقة التي حاصرنا أنفسنا بها منذ عشرات السنين، وهي التأثر بالغرب والأخذ منه علميا وتعليميا وثقافيا إلى درجة الذوبان، حان الوقت للانفتاح.
وزيارة الرئيس الصيني للمنطقة العربية هذا الأسبوع ولدولة الإمارات تأتي في إطار تعزيز العلاقات التجارية والثقافية.
وعن سهولة الدخول في التجربة الصينية، هي فعلا كذلك، فقط علينا فهم الثقافة والتحلي بالالتزام والاحترام المتبادل لمبادئ الطرفين.
وقد نجح بعض العرب في كسر هذه الحواجز ودخول أرقى الأماكن إلى درجة أن كتبهم تدرس في الجامعات الصينية، ومنهم البروفيسور الراحل شريف بسيوني الذي كتب مجلدات في القانون الدولي، والذي تشرفت شخصيا بكتابة سيرته الذاتية وحياته، وأردت التعرض لهذا المثال للتأكيد على أن الصين تتقبل الآخر ومنفتحة إذا ما كان في المستوى العلمي أو المهني والثقافي المطلوب.
هي بلاد متمسكة بثقافتها لا يضغط الوقت عليها، بل تحكمت في الوقت عبر السنوات بشعب ضخم ملتزم بقيم العمل والكرامة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة