جيش الأسد يسيطر على شرق حلب.. وتساؤلات عن وقف إجلاء المدنيين
روسيا أعلنت أن قوات بشار الأسد سيطرت بالكامل على شرق حلب وذلك وسط تساؤلات عن المسؤول عن وقف عمليات إجلاء المدنيين
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، أن قوات بشار الأسد سيطرت بالكامل على شرق حلب، وذلك بعد ساعات قليلة من إعلان وقف عملية إجلاء المدنيين الذي أثار الكثير من الأسئلة عن المسؤول عن عرقلتها.
ونقلت وكالة تاس عن وزارة الدفاع الروسية تأكيدها أن الجيش السوري بسط سيطرته على كل أحياء حلب الشرقية.
وأضافت الوزارة أن قوات الحكومة السورية تتعامل مع مناطق معزولة يواصل مقاتلو المعارضة المقاومة فيها.
وعادت الانفجارات في شرق حلب إلى الدوي مرة أخرى بعد قليل من إعلان روسيا وتركيا والمعارضة السورية أن عملية إجلاء المدنيين تتم بشكل سريع ومتواصل.
ورغم اعتراف المعارضة السورية في بداية الأمر بإجلاء المدنيين، إلا أنها عادت واتهمت قوات الأسد ومليشيات تابعة لها بعرقلة العملية ووضع حواجز حديدية على الطرق السريعة مرة أخرى بمشاركة جنود روس.
لكن روسيا عادت وقالت إن إجلاء المدنيين استكمل، واتهمت مسلحي المعارضة بالتسبب في وقف الإجلاء، لكن قياديين بالمعارضة السورية كذبا ذلك الأمر.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها، اليوم الجمعة، إن عملية إجلاء مقاتلي المعارضة وأسرهم من شرق حلب استكملت.
ونقلت إنترفاكس عن الوزارة أن أكثر من 9500 شخص بينهم 4500 مقاتل و377 مصابا غادروا الجزء الذي تسيطر عليه المعارضة من المدينة، وأنه تم إجلاء كل النساء والأطفال.
لكن الوزارة أشارت إلى وجود بعض الإرهابيين الذين يطلقون النار على القوات السورية في بعض أجزاء حلب.
ورد مسؤول بالمعارضة السورية بأن عملية الإجلاء من شرق حلب أبعد ما تكون عن الانتهاء، وذلك ردا على بيان الروسي، آنف الذكر.
وقال زكريا ملاحفجي، المسؤول في تجمع فاستقم الذي يقيم في تركيا، إن المصابين وبعض المدنيين هم الذين غادروا. وأضاف أنه لم يخرج أي من المقاتلين وأن 3 قوافل فقط هي التي خرجت من المنطقة.
أما قال قيادي آخر من المعارضة السورية في حلب، إن المقاتلين في جيب بشرق حلب في حالة تأهب قصوى بعد أن منعت قوات موالية للحكومة السورية مدنيين من مغادرة المنطقة ونشروا أسلحة ثقيلة على الطريق.
وقالت شاهدة من رويترز في منطقة تسيطر عليها الحكومة خارج المدينة، إن القوات السورية تقيم حواجز على طريق سريع يستخدم في إجلاء الناس من شرق حلب.
وأفادت قناة "الميادين" التلفزيونية، الموالية للحكومة السورية، بأن حافلات كان من المقرر أن تتوجه إلى قريتي الفوعة وكفريا الشيعيتين اللتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة لإجلاء المصابين عادت إلى قاعدتها بعد تعليق العملية.
وقالت الميادين إن الحافلات غادرت بعد أن عرقل المقاتلون العملية.
وميدانياً، قالت شاهدة من رويترز إن أصوات 4 انفجارات على الأقل ترددت في موقع تغادر منه حافلات الإجلاء.
وزعم مصدر عسكري سوري في حلب أنه بالإضافة إلى قذائف المورتر عُلقت عمليات الإجلاء لأن المعارضين المسلحين حاولوا إجلاء أشخاص مختطفين معهم ولأن البعض حاولوا تهريب أسلحة.
وقالت محطة تلفزيون الإخبارية السورية الرسمية إن لديها "معلومات تشير إلى خرق المسلحين للاتفاق وقيامهم بأخذ أسرى من المدنيين".
أما تركيا فقالت إنه تم نقل 50 مصاباً بعد خروج آلاف من مقاتلي المعارضة والمدنيين من الأحياء الشرقية من حلب.
وجدد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الجمعة، دعوته لوقف فوري لإطلاق النار في سوريا، وقال إنه لا يوجد خلاف بين تركيا وروسيا وإيران بشأن الحاجة إلى هدنة.
وقال تشاووش أوغلو، في مؤتمر صحفي بأنقرة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان أن أي محادثات جديدة متعلقة بسوريا من المقرر إجراؤها في كازاخستان ستكون مكملة لجهود إحلال السلام المتقطعة في جنيف.
وأضاف تشاووش أوغلو أن تركيا لن تتحدث بشكل مباشر مع ممثلين للحكومة السورية.
من جانبها، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تقوم بدور مهم في عملية إجلاء المصابين والمدنيين من شرق حلب كل الأطراف لاستئناف الإجلاء الذي جرى تعليقه قبل ساعات.
وقال روبرت مارديني، المدير الإقليمي للشرق الأوسط والأدنى، في تغريدة له "للأسف تم تعليق العملية، نحث الأطراف على ضمان إمكانية إطلاق العملية مجددا وتنفيذها على النحو المناسب".
وقالت اللجنة، في بيان، إن نحو 3 آلاف مدني وأكثر من 40 مصاباً بينهم أطفال غادروا شرق حلب أمس الخميس في عمليتي إجلاء.
وأضاف مارديني، يوم الخميس، أنه ستكون هناك حاجة لعودة الحافلات وسيارات الإسعاف مرارا لعمليات الإجلاء في الأيام المقبلة.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNS42NiA= جزيرة ام اند امز