بشار الأسد.. "أيقونة" اليمين المتطرف في أمريكا
تأثير الرئيس السوري بشار الأسد تخطى الشرق الأوسط ليصبح "أيقونة" لليمين المتطرف في أمريكا.
يبدو أن تأثير الرئيس السوري بشار الأسد تخطى الشرق الأوسط، فقد أصبح "أيقونة" لليمين المتطرف في أمريكا، وذلك بعد الإشادة به في احتجاجات حديثة لليمين المتطرف وظهور صورة له على الصفحة الشخصية على "فيس بوك" لجيمس فيلدز السائق الذي دهس متظاهرًا في احتجاجات "شارلوتسفيل" السبت الماضي.
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن الأسد أصبح "أيقونة" لليمين المتطرف في أمريكا، موضحة أن الصورة المنشورة على حساب فيلدز كانت للأسد وهو يرتدي الزي العسكري الكامل، وموصوفًا بكلمة "غير المهزوم".
وأوضحت الصحيفة أن لقطات مأخوذة من الصفحة الشخصية التي لا يمكن الوصول إليها الآن انتشرت انتشارًا واسع النطاق على شبكات التواصل الاجتماعي يومي السبت والأحد الماضيين، على الرغم من أنه لا يمكن التأكد من صحة الحساب.
تاريخيًا، ارتبطت سياسات الأسد –ووالده من قبله– باليسار أكثر من اليمين، فقد كان الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد الحليف الشرق أوسطي الأقرب للاتحاد السوفيتي أثناء الحرب الباردة، كما تمتع بشار بدعم من اليساريين الدوليين أثناء محاولاته سحق التمرد الممتد 6 سنوات ضد حكمه.
ومع ذلك، أصبح الأسد في الأشهر الأخيرة "أيقونة" أيضًا لليمين المتطرف، الذي أشاد قادته والمتحدث باسمه بالشراسة التي يستخدمها في الحرب وما يعتبرونه دوره في محاربة تنظيم "داعش" الإرهابي ومواقفه المعادية للمسلمين واليهود.
الأسد في احتجاجات "شارلوتسفيل"
أشارت "واشنطن بوست" إلى أنه على ما يبدو فإن سقوط آلاف الضحايا المدنيين نتاج أساليب الأسد القاسية عززت مكانته، ففي فيديو نشر على "تويتر" أشاد 3 رجال شاركوا في احتجاجات "شارلوتسفيل" باستخدام الأسد البراميل المتفجرة لقهر المجتمعات التي انقلبت ضده، وارتدى أحدهم قميصًا يقول "شركة بشار لتوزيع البراميل".
كما دافع الرجال عن الأسد في الفيديو، فقال الناشط اليميني المتطرف "تيم جيونيت" إن "الأسد لم يرتكب خطأ".
يبدو أن ظهور الأسد كبطل شعبي لليمين جاء بعد سلسلة من التغريدات في مارس/آذار الماضي لـ "ديفيد دوك: القائد السابق لحركة "كو كلوكس كلان"، التي أثنى فيها على الرئيس السوري، واصفًا إياه بأنه "قائد مذهل"، وأنه "يجب أن يكون الرئيس الأسد حليفنا الوثيق".
كما أعرب قادة آخرون في اليمين المتطرف عن دعمهم للرئيس السوري وآمالهم بأن يبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحالفًا معه.
واستندت مثل هذه الآمال على الدعم الذي تلقاه الأسد من بعض السياسيين في اليمين المتطرف في أوروبا، مثل المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية الفرنسية ماري لوبان.
إلى جانب ذلك، أعرب العديد من المعلقين التابعين لليمين المتطرف عبر "تويتر" عن معارضتهم لقصف ترامب قاعدة "الشعيرات" السورية ردًا على هجوم كيمائي شمال سوريا.
وبعد فترة وجيزة من القصف الأمريكي، حدثت مواجهة بين متظاهرين من اليمين المتطرف معارضين للتدخل العسكري ومجموعة من المتظاهرين المضادين للفاشية خارج البيت الأبيض.
على الرغم من استمرار ترامب في رفض الدعم المباشر للأسد، بل وصفه بأنه "شخص شرير" في حوار تليفزيوني في أبريل/نيسان الماضي، إلا أن افتتان اليمين المتطرف الواضح برؤية تولي الرئيس السوري للسلطة استمر.
اختتمت الصحيفة بالقول إن "علاقة الحب" بين اليمين المتطرف والأسد متوقعة تمامًا، فحزب البعث الخاص بالأسد قومي بشدة ومتمحور عرقيًا، كما أن الحزب السوري القومي الاجتماعي هو واحد من الأحزاب السياسية القليلة المسموح بها كما أنه من أشد داعميه في الحرب، والذي يستلهم شعاره من شعار النازية أي الصليب المعقوف النازي.