جارديان: محرقة الأسد في سجن صيدنايا محاولة لطمس جرائمه
صحيفة ذا جارديان البريطانية تستعرض تقارير دولية عن جهود نظام الأسد لإخفاء أدلة تورطه في جرائم حرب.
ذكرت عدة تقارير دولية نشرها موقع جريدة "ذا جارديان" البريطانية في افتتاحيتها، الأربعاء، أن الأوضاع المزرية والمرعبة التي عاناها المعارضون المعتقلون في سجون الأسد، وبالأخص في سجن صيدنايا الواقع بالقرب من العاصمة السورية دمشق، تنتهك حقوق الإنسان بشكل صارخ، وأنها تعد ضمن جرائم الحرب التي لا بد من وقفها.
وتقول الصحيفة البريطانية إن معتقل صيدنايا، والذي يحوي الآلاف من معارضي نظام الأسد، تسبب في موت المئات من المساجين بسبب التعذيب، والحرمان من الطعام، وعمليات الشنق والإعدام الجماعية التي تتم داخل السجن، ووصفه أحد السجناء السابقين في تقرير لمنظمة العفو الدولية بأنه "أسوأ مكان على الأرض".
وقامت وزارة الخارجية الأمريكية بنشر تقرير رسمي عن أن نظام الأسد قام ببناء محرقة داخل السجن للتخلص من جثث السجناء والمعتقلين الذين وقعوا ضحايا التعذيب والإعدام الممنهج الذي يمارسه نظام الأسد داخل السجن، ويشير التقرير الى أن وجود تلك المحرقة سيجعل من التعرف على جثث الضحايا أمرا مستحيلا بالنسبة لكل من عائلات الضحايا والمحققين الدوليين، وهو ما سيجعل جمع الحقائق أمرا في غاية الصعوبة، إن لم يكن مستحيلا.
وعلى الجانب الآخر، نفى نظام الأسد بشكل فوري التفاصيل التي وردت في تقرير منظمة العفو الدولية تحت عنوان "المسلخ البشري"، والتي أكدت على وجود عمليات تعذيب وإعدام واسعة النطاق داخل سجن صيدنايا، وفي ردها على تقرير الخارجية الأمريكية حول بناء المحرقة، وصف النظام ذلك التقرير بأنه "قصة جديدة من هوليوود بعيدة كل البعد عن الواقع"، إلا أن الولايات المتحدة تصر على أن تحليلها لصور الأقمار الصناعية التي التقطتها لموقع سجن صيدنايا تكشف عن بناء جديد لمحرقة بشرية.
وتقول الصحيفة إن نظام الأسد يحاول جاهدا إخفاء آثار المجازر والجرائم التي يرتكبها بشكل مستمر، خصوصا عند استهداف المدنيين بالبراميل المتفجرة، أو حصار المدن لدرجة تجويع سكانها أو إطلاق صواريخ جراد على المساكن والأحياء المدنية، حيث إن نظام الأسد لا يحاول إخفاء مسؤوليته عن تلك الأعمال ضد المدنيين.
وتضيف الصحيفة أن الأمم المتحدة بدأت فتح تحقيق خاص حول انتهاكات نظام الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وخلال الأسبوع الماضي بدأ أحد المحققين الألمان سماع شهادات من المحتجزين السوريين السابقين، وذلك في سياق شكاوى جنائية من الاستعمال الممنهج للتعذيب من قبل المخابرات العسكرية السورية، وأن استعمال المحرقة من قبل النظام السوري هو جريمة حرب، حيث تم استعمال هذا التكتيك في حرب البوسنة والهرسك خلال التسعينات، حيث تطلب الأمر سنوات طويلة لملاحقة المسؤولين قضائيا.
aXA6IDMuMTI5LjIxMS4xMTYg جزيرة ام اند امز