من الظل إلى الواجهة.. مساعدون نجحوا في ثوب المدير الفني
نماذج قليلة نجحت في التحول من منصب المدرب المساعد إلى المدير الفني في ملاعب كرة القدم.. تعرف على أبرزها
يعتبر منصب المدير الفني هو الأصعب على مستوى كرة القدم، حيث إنه يكون الرجل الأول المسؤول عن كل شيء، سواء داخل الملعب على المستوى الفني، أو خارجه على مستوى الانضباط الغذائي والسلوكي وغيره من الأمور.
الرجل الأول لا يمكن أن ينجح بمفرده، حيث يكون في حاجة دائما إلى مساعد قادر على الإشارة عليه في مختلف الأمور، وهذا الأخير قد يصبح فيما بعد مديرا فنيا، بعدما علم ببواطن الأمور وألم بما يجب عليه القيام به.
التحول من مساعد إلى مدير فني نموذج سار عليه الكثير من المدربين، غير أن الكثير منهم لم ينجح في هذا التحول، في مقابل نماذج قليلة نجحت في خطف الأضواء وتحقيق نتائج مبهرة خلال مسيرتهم الكروية.
طموح بورجوس
بعد 9 سنوات قضاها مساعدا للأرجنتيني دييجو سيميوني في فريق أتلتيكو مدريد الإسباني، أعلن مونو بورجوس رحيله عن نادي العاصمة، بسبب رغبته في العمل كمدير فني خلال الفترة المقبلة.
ورافق بورجوس مواطنه سيميوني منذ عام 2011 في راسينج الأرجنتيني، ثم في أتلتيكو مدريد اعتبارا من ديسمبر/كانون الأول من نفس العام.
ويعد التعاون بين سيميوني وبورجوس من بين أكثر العلاقات بين مدرب ومساعد نجاحا في العقد الأخير بكرة القدم الأوروبية، إذ قادا معا أتلتيكو للفوز بـ7 ألقاب، على رأسها الدوري الإسباني مرة، ومثلها لكأس الملك وكأس السوبر الإسباني، والدوري الأوروبي مرتين، وكأس السوبر الأوروربي مرتين.
وفي خطاب الإعلان عن رحيله، قال بورجوس: "نحن صديقان نعرف بعضنا البعض منذ فترة طويلة،.يفهم كلانا الآخر بالإشارة والنظرات وحركات الرأس".
وأتم: "لقد تناولت الغداء والعشاء مع التشولو أكثر من عائلتي، إنها خطوة طبيعية لمدرب ثانٍ يرغب في أن يصبح مديرا فنيا".
نموذج زيدان
بورجوس لم يكن المدرب المساعد الأول الذي يطمح في العمل كمدير فني، حيث سبقته إلى ذلك العديد من النماذج، على رأسها الفرنسي زين الدين زيدان، مدرب ريال مدريد الإسباني.
زيدان حصد لقب دوري أبطال أوروبا عام 2014 مع فريق ريال مدريد، عندما كان مساعدا للإيطالي كارلو أنشيلوتي، قبل أن ينتقل للعمل في الفريق الرديف.
وعن تعاونه مع أنشيلوتي قال زيدان: "تعلمت من كارلو الهدوء، هو يتمتع بالكاريزما والشخصية المختلفة ويفهم كرة القدم جيدا".
وبعد عام ونصف من العمل في الفريق الرديف، عاد "زيزو" إلى الفريق الأول، ولكن هذه المرة من بوابة المدير الفني، ليصبح أول مدير فني يتوج بدوري أبطال أوروبا 3 مرات متتالية.
"الصبور" أنشيلوتي
وخاض أنشيلوتي نفسه تجربة مماثلة لزيدان في بداياته، فبعدما اعتزل اللعب في ميلان الإيطالي عام 1992، تولى منصب مساعد المدير الفني لمنتخب إيطاليا أريجو ساكي.
وظل أنشيلوتي مساعدا لساكي على مدار 3 أعوام، احتل فيها "الأتزوري" وصافة كأس العالم 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال ساكي عنه: "أنشيلوتي من الأشخاص القلائل الذين يمكنهم التعامل مع الأوضاع المعقدة، أحيانا الصبر يكون أهم من الذكاء".
وتولي أنشيلوتي، مدرب إيفرتون الإنجليزي حاليا، الإدارة الفنية لفرق في الدوري الإيطالي والإنجليزي، وحصد دوري أبطال أوروبا 3 مرات، بواقع مرتين مع ميلان عامي 2003 و2007، ومرة مع ريال مدريد عام 2014، ليتفوق على معلمه ساكي الذي فاز بـ"التشامبيونزليج" مرتين في 1989 و1990 مع ميلان.
وعن ساكي قال أنشيلوتي: "اتجه الكثيرون منا من جيل ميلان في الثمانينيات للتدريب، ونجحنا لأننا حظينا بمعلم جيد".
"السبيشيال وان"
البرتغالي جوزيه مورينيو من المدربين المعرفين الذين بدأوا من الصفر، فمدرب توتنهام الإنجليزي الحالي عمل كمساعد ومترجم للإنجليزي روبي روبسون، بينما كان الأخير مدربا لسبورتنج لشبونة وبورتو في البرتغالي وبرشلونة الإسباني، ولاحقا بات مساعدا للهولندي لويس فان جال في الفريق الكتالوني.
وقال فان جال عنه: "تعرفت عليه في برشلونة وعملنا سويا، كان مساعدا جيدا للغاية وكان يعد تقارير رائعة، فعلت معه أمرا لم أفعله قط، فقد جعلته يدرب".
وبعد 3 مواسم مع فان جال، بدأ مورينيو مشواره كمدير فني عام 2000 مع بنفيكا البرتغالي، ثم تولى تدريب بورتو وتشيلسي الإنجليزي وإنتر ميلان الإيطالي وريال مدريد ومانشستر يونايتد الإنجليزي، والآن توتنهام.
وخلال مسيرته استطاع مورينيو أن يتوج بدوري الأبطال مرتين مع بورتو في 2004 وإنتر ميلان في 2010.
نماذج أخرى
ومن بين هؤلاء الهولندي فرانك ريكارد الذي بدأ مسيرته في التدريب كمساعد لجوس هيدينك في المنتخب الهولندي الذي شارك في مونديال فرنسا 1998، وبعد فترة تولى تدريب برشلونة وقاده للتتويج بدوري الأبطال عام 2006.
وفي إنجلترا هناك بوب بيسلي، مساعد بيل شانكلي في ليفربول، قبل أن يحل محله عام 1974، ويبدأ واحدة من أنجح فترات "الريدز" الذي فاز معه بكأس أوروبا 3 مرات أعوام 1977 و1978 و1981، وكأس الاتحاد الأوروبي مرة، والدوري 6 مرات بين 1976 و1983.
وهناك أيضا الألماني يواخيم لوف الذي درب فرقا متواضعة في ألمانيا ونجح مع أندية في النمسا، وتولى منصب مساعد يورجن كلينسمان في تدريب منتخب ألمانيا في الفترة التي نظمت فيها ألمانيا مونديال 2006.
بعد هذه البطولة قدم كلينسمان استقالته ليحل لوف محله، ويستمر في المنصب حتى الآن، في فترة توج فيها منتخب "المانشافت" بمونديال 2014 في البرازيل.
aXA6IDE4LjIyMy4yMDYuODQg جزيرة ام اند امز