فحوى وثيقة المناطق الآمنة بسوريا
وكالة الأنباء السورية الرسمية نقلت عن مصادر روسية تفاصيل من مقترح روسيا الذي تم التوقيع عليه في أستانة حول توزيع المناطق الآمنة
نشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية فحوى المقترح الروسي حول إنشاء مناطق آمنة في سوريا.
وجاء في التفاصيل، التي قالت الوكالة، مساء الخميس، إنها نقلتها عن مصادر روسية -لم تسمها- تخصيص مناطق لتخفيف التوتر في محافظة إدلب وشمال حمص والغوطة الشرقية (دمشق) وفي جنوب سوريا و"التي ينشئها الضامنون والأطراف المعنية الأخرى" لوضع حد فوري للأعمال القتالية وتحسين الحالة الإنسانية وتهيئة الظروف للنهوض بالتسوية السياسية.
وعن الضامنين قالت إنهم تركيا وروسيا وإيران.
وأشارت الوثيقة إلى أنه في حدود هذه المناطق سيتم "ضبط الأعمال القتالية بين الأطراف بما في ذلك استخدام أي نوع من الأسلحة".
وكذلك "توفير وصول إنساني سريع وآمن وبدون إعاقة تحت سيطرة الضامن"، و"تهيئة الظروف اللازمة لتقديم المعونة الطبية للسكان وتلبية الاحتياجات التجارية أو المدنية الأخرى للمدنيين".
كما تحدثت عن توفير ظروف عودة اللاجئين، قائلة "يتم اتخاذ التدابير اللازمة لاستعادة مرافق الهياكل الأساسية الاجتماعية وإمدادات المياه وغيرها من نظم دعم الحياة وتهيئة ظروف العودة الآمنة والطوعية للاجئين وعمل هيئات الحكم المحلي".
وعلى طول حدود هذه المناطق يتم إنشاء مناطق تخفيف التوتر لمنع وقوع "حوادث وإطلاق النار مباشرة بين الأطراف"، في إشارة لنقاط المراقبة والتفتيش.
ويشارك في مهام الرقابة والتفتيش كل من الجيش السوري الحكومي وجماعات المعارضة المسلحة التي تقبل الانضمام إلى اتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه في محادثات الأستانة.
وفي الوقت ذاته يلتزم الضامنون بأن يوفّي أطراف الاتفاق بالقتال ضد تنظيم داعش وجبهة النصرة وكافة الجماعات التي أعلنتها الأمم المتحدة جماعات إرهابية في مناطق التوتر.
وألزمت الوثيقة الضامنين (تركيا وروسيا وإيران) بأنه في خلال 5 أيام بعد التوقيع على المذكرة أن يقوموا "بتشكيل فريق عامل مشترك معني بالتوتر يشار إليه باسم الفريق العامل المشترك" لوضع تفاصيل المسائل التشغيلية والتقنية.
وكذلك يلتزموا باتخاذ اللازم لاستكمال وضع خرائط المناطق الآمنة ومناطق التوتر بحلول 22 مايو/آيار الجاري.
ويقدم الفريق العامل المشترك وفقا للوثيقة تقاريره إلى الاجتماعات المتعلقة بتسوية الأزمة في سورية في إطار مفاوضات الأستانة.
ووثيقة المناطق الآمنة مقترح قدمته روسيا خلال الجولة الرابعة من مفاوضات الأستانة والمنعقدة حاليا في كازاخستان بحضور أطراف الصراع السوري وأبرز الدول المؤيدة لكل منهم.
وأعلن الوفد السوري الحكومي موافقته على الوثيقة، في حين اختلفت حولها أطراف المعارضة، ثم أعلنت رفضها، خاصة فيما يتعلق بالضامنين؛ حيث ترفض بعض أطياف المعارضة أي تواجد لإيران في المناطق الآمنة وفي سوريا عموما.
واليوم الخميس، قال رئيس الوفد الروسي في مفاوضات أستانة ألكسندر لافرينتيف إنه بات محظور على طيران التحالف الدولي ضد داعش الذي تقوده الولايات المتحدة التحليق في أجواء المناطق الآمنة منذ توقيع الأطراف الضامنة على الوثيقة.
وأضاف أن هذا الحظر ليس مكتوبًا في الوثيقة، ولكن الأجواء مغلقة الآن في تلك المناطق أمام طلعات التحالف الدولي، بحسب ما نشره موقع "روسيا اليوم".
والمناطق الآمنة مصطلح بدأ في الظهور الفترات الماضية حول الأزمة السورية المعقدة والمستمرة منذ 6 سنوات.
وتبدو المناطق الآمنة لكل من الحكومة والمعارضة المسلحة تحصيل حاصل؛ فهي تكاد تكون قائمة على الأرض، ولكنها بحاجة لاعتراف دولي.
فبعد قرار وقف إطلاق النار الأخير، الذي تلى معركة حلب، وبعد عمليات التهجير الطوعي أو القسري من المناطق الساخنة، إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة، وأخرى يسيطر عليها النظام، تشكلت بوضوح مناطق سيطرة الحكومة في دمشق وجنوب سوريا عموما وفي حلب وحمص ومناطق أخرى، في حين تشكلت مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في إدلب ومناطق بشمال حلب.
aXA6IDMuMTQ0Ljg5LjE1MiA= جزيرة ام اند امز