دراسة: السهر بعد منتصف الليل يزيد من مخاطر الاضطرابات النفسية
![النوم بعد الواحدة صباحًا يؤثر على الصحة](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/10/196-224204-astudy-reveals-effect-sleeping-after-midnight_700x400.jpg)
كشفت دراسة حديثة استمرت 8 سنوات وشملت أكثر من 70 ألف شخص، أن النوم بعد الساعة الواحدة صباحًا يرتبط بزيادة كبيرة في احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
وأوضحت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة Psychiatry Research، أن الأشخاص الذين ينامون مبكرًا يتمتعون بصحة عقلية أفضل مقارنة بمن يسهرون حتى وقت متأخر.
شملت الدراسة تحليل أنماط النوم لمجموعة كبيرة من المشاركين في المملكة المتحدة، حيث تم استخدام أجهزة تتبع النوم على مدار أسبوع، ومقارنة البيانات مع السجلات الصحية للمشاركين لتحديد العلاقة بين النوم المتأخر والاضطرابات النفسية. وتبين أن من بين 73,880 مشاركًا، كان 19,065 منهم يفضلون النوم المبكر، بينما اعتاد 6,844 شخصًا على السهر لوقت متأخر، في حين وقع 47,979 شخصًا في فئة وسطية.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين ينامون بعد الواحدة صباحًا كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق، بغض النظر عن مدة النوم أو انتظامه، بينما كان الأشخاص الذين يستيقظون مبكرًا مع شروق الشمس الأقل عرضة للأمراض النفسية، مما يشير إلى أن توقيت النوم نفسه قد يكون عاملًا مؤثرًا في الصحة العقلية.
يرى الباحثون أن هناك عدة أسباب تربط بين النوم المتأخر وتدهور الصحة النفسية، منها أن الأشخاص الذين يسهرون لساعات طويلة أكثر عرضة لاتخاذ قرارات خاطئة في الليل، حيث تزداد احتمالات الانخراط في سلوكيات ضارة مثل الإفراط في تناول الطعام، تعاطي المخدرات، والتفكير السلبي أو الانتحاري.
كما أن التعرض المستمر للضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يؤثر على إنتاج هرمون الميلاتونين، وهو المسؤول عن تنظيم النوم، مما يجعل النوم أكثر صعوبة ويؤدي إلى اضطراب التوازن النفسي. بالإضافة إلى ذلك، فإن قلة التعرض لضوء الشمس نتيجة النوم المتأخر تقلل من إنتاج فيتامين د، الذي يلعب دورًا مهمًا في تحسين المزاج. كذلك، يؤدي اضطراب الساعة البيولوجية إلى التأثير على وظائف الدماغ، مما قد يضعف الذاكرة والتركيز والاستقرار العاطفي.
لتجنب التأثيرات السلبية للسهر، ينصح الخبراء بتبني عادات نوم صحية تساعد على النوم المبكر. تحديد وقت ثابت للنوم والاستيقاظ يوميًا، حتى في عطلات نهاية الأسبوع، يمكن أن يساعد في تنظيم الساعة البيولوجية للجسم. كما يُفضل تقليل وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل، نظرًا لتأثير الضوء الأزرق على إنتاج الميلاتونين.
من المهم أيضًا تهيئة بيئة نوم مريحة من خلال إبقاء الغرفة هادئة ومظلمة وذات درجة حرارة مناسبة، إضافة إلى استخدام وسائد ومرتبة مريحة لتحسين جودة النوم. يمكن أيضًا اللجوء إلى أنشطة مهدئة مثل القراءة أو التأمل قبل النوم للمساعدة في الاسترخاء.