مهرجان أسوان لأفلام المرأة يبرز علاقة التكنولوجيا بالسينما
أقيم سيمينار سينماتك ضمن فعاليات مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، بحضور حسن أبو العلا مدير المهرجان، والفنانة هنا شيحة.
وقام بإدارة الجلسة المهندس عدلي توما، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لجيميناي أفريقيا، الذي رحب بالحضور وأوضح دور التكنولوجيا في المساعدة على تحسين عمليات صناعة الأفلام، وبدأ السيمينار بعرض فيلم قصير يتيح إمكانية قيام المشاهد بتقرير مصير بطل الفيلم من خلال التكنولوجيا.
وقال المنتج هشام سليمان: "إننا اليوم نتحدث عن التكنولوجيا التي تفيد السينمائيين في كل أمور صناعة وتجربة الفيلم التي قدمناها اليوم ومنحت المشاهد فرصة اختيار كل تفاصيل حياة البطل وتقرير مصيره في كل شيء هو أمر ساعدت التكنولوجيا في تطويره وإحداث نقلة كبيرة للأمام ولا نستطيع أن نغفل دورها في تقليل الكثير من التكلفة ومكنت الصناع من تقديم محتوى ثري، وحتى اليوم لم تسبق التكنولوجيا خيال السينمائيين، فلو رجعنا للوراء سنوات وشاهدنا فيلم مثل طاقية الإخفاء سنكتشف أن الفيلم قدم صورة سبقت التكنولوجيا بكثير وطورت منها، وهو ما جعل الفيلم يحقق قدر كبير من الإبهار، ومع ذلك يظل الإبداع مرتبط بالتكنولوجيا بشكل كبير ويسيران بشكل متواز وأتمنى أن يقوم شباب السينمائيين باستخدام خيالهم وتطوير أنفسهم لتتطور التكنولوجيا معهم".
واتفقت معه في الرأي الفنانة سلوى محمد علي قائلة: "كل من شاهد فيلم سيمون سيكتشف كيف تطور الفيلم من خلال التكنولوجيا التي سيظل تطورها يسبقنا في كثير من الأوقات ولذلك يجب أن نتطور معها لأنها توفر الكثير من الوقت والجهد والمال لصناع السينما كما تحقق وسائل راحة متعددة بعيدا عن الطرق القديمة المستخدمة في الماضي فاليوم نشاهد على المسرح لايف حفلات لعبد الحليم حافظ وأم كلثوم رغم رحيلهم منذ سنوات باستخدام تكنولوجيا الهيلوجرام، وبعض المخرجين يستخدمون التكنولوجيا لتعويض الديكورات المكلفة وتقدم محتوى ثري بصريا وقديما كان إعادة المشهد أمر مكلف ماديا بشكل كبير بعكس اليوم يمكن أن يقدم الفنان مشاهده فقط دون انتظار المشاركين معهم واستخدمت التكنولوجيا لتوفير الوقت".
نقلة كبيرة في عالم السينما
وقال الناقد أندرو محسن المدير الفني لمهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة إن السينما منذ بدايتها تهتم بالتكنولوجيا وتتطور معها باستمرار، مشيرا إلى أن الانتقال من التصوير بالخام للتصوير الديجيتال كانت نقلة كبيرة في عالم السينما واليوم التكنولوجيا جزء مكمل للصناعة ومن شاهد فيلم 1917 سيكتشف أنهم نجحوا في استخدام التكنولوجيا بشكل مفيد ليخرج الفيلم في النهاية بأفضل صورة ممكنة وقديما كانت الأفلام صامتة ومع ظهور الصوت كان الأمر مبهر لكل من عاش في هذا الوقت، واليوم الخيال السينمائي لم يعد قادرا على مجاراة التكنولوجيا ونشهد تطورات تكنولوجية مخيفة وصلت لحد لم يعد يمكن السيطرة عليه لأن كل يوم هناك جديد تقدمه التكنولوجيا.
وأضافت الفنانة هنا شيحة: "أول ما فهمت معني السينماتك انبهرت بالفكرة في حد ذاتها وبمشاهدتي للمشروعات التي اشتركت في الورش لمست أفكار الشباب المبدعة التي توفر الكثير من الوقت والجهد والمال لصناع السينما وهي أفكار تستحق التقدير لأنها أفكار فاعلة تساعد صناعة السينما في كافة المجالات وأحيي كل الشباب المشارك بالورش على أفكارهم".
واستكمل الحديث الكاتب الصحفي حسن أبو العلا مدير مهرجان أسوان قائلا: سعدنا هذا العام في الدورة الخامسة بالتعاون مع جيميناي أفريقيا ونعتبر بروتوكول التعاون الذي تم بين إدارة المهرجان معهم من أهم الأمور التي حدثت خاصة وأنهم يتفقون معنا في نفس الرؤية والأحلام لدعم الشباب وتطوير قدراتهم الإبداعية لتقديم نماذج شابة وواعدة من شباب الصعيد ونحن فخورون بالمشروع والشباب الموهوب بالصعيد ونستمتع بالتواجد معهم وجيميناي شريك رئيسي معنا لتطوير أفكارهم السينمائية من خلال التكنولوجيا لوضعها في المسار الصحيح فاليوم باستخدام الموبايل يمكن صناعة فيلم وصناع السينما الشباب في تطور مستمر في العالم كله وليس في مصر فقط.
وختم الحديث الناقد طارق الشناوي قائلا: "علاقة السينما بالتكنولوجيا بدأت منذ ميلاد الأفلام ودائما هناك تطور في الأجهزة يقابله تطور في السينما التي تضيف كل يوم جديد بشكل يدوي وتعمل التكنولوجيا بعد ذلك على تحقيق هذا التطوير وفيلم سلامة في خير من الأمثلة التي تؤكد ذلك فظهور فنان بشخصيتين ووقتها كان أمر مبهر للجمهور فمخرج الفيلم نيازي مصطفى كان متطور ويطوع التكنولوجيا في عرض أفكاره وظلت التقنيات تطور وأصبحت تتدخل في شكل الممثل لتبرز تفاصيل الشخصية وتساعد في أداء الممثل وتطوير رؤية المخرج ومدير التصوير، ومن لا يطور من نفسه لن يجد لنفسه مكان وسيصبح بعيدا جدا عن احتياجات العصر، والأمر غير قاصر علي صناعة السينما فقط وامتد لكل شيء في أمورنا الحياتية وعلينا التعايش مع ذلك وتطوير أنفسنا واستيعاب الإيقاع الجديد".