الوهج الأخضر للمريخ يكشف تفاصيل رحلات المستقبل
التنبؤ بالتغيرات في كثافة الغلاف الجوي تشكل أهمية خاصة للمهام المقبلة، بما في ذلك مهمة المريخ في 2022
كشفت دراسة نشرت، الإثنين، في دورية "نيتشر أسترونومي جورنال" أن الأرض ليست الكوكب الوحيد ذا الغلاف الأخضر المتوهج، فقد لاحظ علماء الفلك الظاهرة الأثيرية على كوكب المريخ.
وذكر تقرير لشبكة "إن بي سي" الأمريكية أن مسبار "تريس جاس" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية، والذي يدور حول الكوكب الأحمر منذ عام 2016، التقط صور الوهج الأخضر في الغلاف الجوي للمريخ.
التوهج، الذي يقول الفلكيون إنه ينجم عن التفاعلات بين ضوء الشمس وجزيئات الأكسجين في الغلاف الجوي للمريخ، يمكن أن يساعد الباحثين على فهم أفضل لتركيبة وسلوك الغلاف الجوي للكوكب.
ويشير جان كلود جيرار، عالم الفلك في جامعة لييج البلجيكية والمؤلف الرئيسي للدراسة، إلى أن هذه المرة الأولى التي تتم فيها رؤية الأضواء الخضراء المميزة حول كوكب غير الأرض.
وتشبه أضواء المريخ لون الشفق على الأرض، ولكنها على العكس تبدو كحزام رفيع حول الكوكب الأحمر، يصعب تحديده.
وقال جيرارد في بيان: "كانت هناك توقعات بوجود هذه الانبعاثات على كوكب المريخ منذ 40 عاما تقريبا، وبفضل مسبار (تريس جاس) تمكنا من العثور عليها".
أجريت الدراسة في الفترة بين 24 أبريل/ نيسان وأول ديسمبر/ كانون الأول 2019، وفي كل مرة تدور فيها المركبة الفضائية حول الكوكب، يفحص فلكيون الارتفاعات فوق سطح المريخ "من 12 ميلًا إلى 250 ميلا مرتين".
وتمكن الباحثون من اكتشاف التوهج الأخضر على جميع الارتفاعات، وأقوى الانبعاثات سجلت عند ارتفاع 50 ميلا، حسب الدراسة.
واستخدم العلماء هذه الملاحظات لدراسة كيفية حدوث التوهج الأخضر واكتشفوا أن الضوء يأتي من ذرات الأكسجين التي تم تجريدها في الأغلب من جزيئات ثاني أكسيد الكربون، وذلك خلافا للشفق القطبي للأرض، الذي يحدث عندما تصطدم جسيمات الشمس المشحونة مع المجال المغناطيسي للأرض وتختلط مع جزيئات الغلاف الجوي.
ورغم أن اللون الأخضر هو سمة من سمات الأكسجين في الغلاف الجوي، لاحظ علماء الفلك بعض الاختلافات في انبعاثات الضوء الناتجة من الكوكب الأحمر.
ونتائج الدراسة مهمة لبعثات العلوم التي ترسل إلى المريخ. ففهم تركيبة الغلاف الجوي للكوكب الأحمر أمر بالغ الأهمية للمركبات الفضائية التي تدور حوله أو تهبط على سطحه، فجميعها تتأثر بكثافة الغلاف الجوي للمريخ.
وقال هاكان سفيديم، عالم الفضاء بوكالة الفضاء الأوروبية :"إن التنبؤ بالتغيرات في كثافة الغلاف الجوي تشكل أهمية خاصة للمهام القادمة، بما في ذلك مهمة المريخ 2022 التي سترسل مسبارا ومنصة لاستكشاف سطح الكوكب الأحمر".
aXA6IDMuMjM1LjIyNi4xNCA= جزيرة ام اند امز